جدل خاطئ أُثير في الأيام القليلة الماضية حول ما نُسب إلى الصحافة الموريتانية، من كون منتخب بلدها سيُواجه "الخضر" وديا في جانفي المقبل بِلاعبين محليين.
وتدخل هذه المباراة - كما هو معلوم - ضمن استعدادات أشبال الناخب الوطني جورج ليكنس لِنهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بِالغابون، وقد تليها مواجهة تحضيرية أخرى وبالجزائر كذلك بين منتخبَيْ البلدين، في حال عجز الفاف عن إيجاد منافس ودي ثانٍ لِزملاء نبيل بن طالب.
أولا... مع الإحترام الكامل للأشقاء الموريتانيين، لا يمكن القول إن منتخب "المرابطين" يعتمد على المحترفين، ذلك أن أحسن لاعب في هذا البلد ينشط بِأوروبا (استنادا إلى هوية النادي ودرجة البطولة) اسمه ديالو غيديلي (26 سنة/ متوسط ميدان)، يرتدي زي نادي نانسي الذي يتموقع أسفل جدول ترتيب بطولة فرنسا للقسم الأول، كما أن الجهاز الفني جرّبه في 6 مقابلات فقط بِرسم "الليغ 1" للموسم الجاري من أصل 13 مواجهة. ما يُفيد أن "الخضر" سيُواجهون من البداية منافسا يعتمد على المحليين... ولا يُعبأ بِالضجيج.
ثانيا... حتى وإن صدّقنا أن منتخب موريتانيا عموده الفقري العناصر المحترفة بِأوروبا، فإنه من البداية سيتبارى مع "الخضر" بِالمحليين. لأن منتخب "المرابطين" لم يتأهّل إلى "كان" الغابون 2017، وبالتالي يحق للأندية الأجنبية (ولوائح الفيفا في مصلحتها) الإحتفاظ بلاعبيها وعدم تسريحهم لخوض المباراة الودية في الـ 7 من جانفي المقبل، وربما كذلك الـ 10 من الشهر ذاته.
ثالثا... مواجهة منتخب موريتانيا يجب أن لا تُشعر أنصار "الخضر" بالخجل أو التكبّر، فهذا المنافس قارع بِشجاعة نادرة الكاميرون في تصفيات "كان" 2017 وكاد يهزمها في ياوندي، كما تعادل مؤخرا مع المضيف التونسي الذي سيُواجه "محاربي الصحراء" في المحفل الغابوني. وأخيرا قد يكون منتخب موريتانيا مِحكّا مفيدا على اعتبار أنه يقترب في مستواه الفني من زيمبابوي التي تستهلّ مشوارها في "كان" 2017 ضد "الخضر". ذلك أن زيمبابوي تتموقع في المركز الـ 102 عالميا وتحتل موريتاني الرتبة الـ 107 (الهامش ضيّق بينهما).
رابعا... كان من الأجدر قلب الساعة الرملية وإعادة طرح السؤال الآتي، كأن يكون وفقا للصيغ التالية: لماذا يحتكر محمد روراوة رئيس الفاف كل الصلاحيات في هيئته، إلى درجة لم يستطع برمجة مباراة ودية لـ "محاربي الصحراء" مع منتخب "كبير"؟ يقول الرجل دائما إن هيئته تنعم بِتسيير احترافي وموارد مالية يُحسدان عليها، فلِماذا عجزت هيئته عن تنظيم لقاء تحضيري لأشبال ليكنس مع مُنافس من "الوزن الثقيل"؟ ما دور الشركات الراعية المتعاقدة مع الفاف، ونحن نعلم أن هذه المؤسسات عادة ما تجلب المنافسين الوديين لإتحادات الكرة التي تشتغل معها؟ لِماذا لا يُكلّف روراوة شخصا في منصب "مناجير" أو شركة تهتم بِشق المقابلات الودية؟
خامسا... يؤدي محمد روراوة دور ذلك الرجل الذي يحتكر عدّة وظائف أو يريد أن يُمسك بكل شيء في مؤسسته خوفا على منصبه أو يتوهّم أن زملاءه سينقلبون ضدّه، ثم يشتكي الإرهاق! مع أن وظيفة واحدة أو دور واحد أو توزيع عادل للمسؤوليات والمراكز يُمكّنه أن يعيش مُعزّزا مُكرّما بعيدا عن كل المتاعب والضغوطات.
وأخيرا... رئيس الفاف يُؤمن بأن اللاعب الدولي الجزائري المحترف بأوروبا أحسن من نظيره المحلي، وعليه يجب أن يُحترم بِشأن هذا الطرح دون أن يكون "الآخر" مُلزما بِتبنّيه. لكن في الجانب الآخر محمد روراوة يُدلّل المحترفين، وعدم إجراء المقابلات الودية (2016 مثلا) لا ترجمة له سوى أن هذا المسؤول الكروي رضخ لـ "مزاج" و"نزوات" اللاعبين المغتربين، الذين يُفضّلون زمن تواريخ الفيفا (الأجندة) للمقابلات الودية العودة إلى فرنسا حيث يقطن أهلهم، من أجل الراحة والتسلية وأمور أخرى، رغم أنهم مأجورون وملتزمون بتمثيل الراية الوطنية.
الرياضي