يعرف " التبراع" عند مجتمع البيظان كأسلوب تعبر به المرأة عند ما يخامر قلبها، ويختلج في مشاعرها من أحاسيس الحب... ويأتي هذا التعبير في شكل " شعر" أي: نظم ولكنه ليس تماما شعرا بالمعنى. ولا يعرف له تاريخ يحدد ظهوره لأول مرة عند المرأة في مجتمع البيظان الصحراوي "المحافظ"، بل الكابت لحرية المرأة...!
وإذاكان " التبراع" وسيلة المرأة في مجتمع البيظان لإرسال رسائلها تعبيرا لتصل من تحب ، أو للأهل الذين يقفون إما مانعين..لحقها في أن تحب؟! أو واقفين في وحهها أمام حبيب بعينه..؟ وفي الغالب تصل رسائل " التبراع" لمن يهمه الأمر... كما أنها تنجح أحيانا في تحقيق الحلم.... هذا هو: التبراع بصورة مختصرة عند البيظان.
- أما البشتو فهم قبائل تشكل جزء من نسيج الشعب الباكستاني. وتتواجد هذه القبائل المسلمة السنية على الحدود الباكستانية الأفغانية. وهي التي تنحدر منها "سلطة طلبان" الأفغانية المعروفة. وتتداول نساء البشتون أسلوبا يشبه في شكله ومراميه " التبراع" عند نساء البيظان.. وقد جرت حادثة منذ وقت قصير أودت بحياة فتاة أفغانية من البشتو في حادثة قتل بشعة على يد والد تلك الفتاة ؟! والسبب أن الفتاة / سوكارا كانت عضوة في جلسة نسائية تتعاطى هذا النمط " الشعري" الذي تعبر فيه هؤلاء النسوة عن مشاعرهن " خلسة!" خوفا من عنف الرقيب الإجتماعي في مجتمعهن المحافظ.
وهذه الجلسة النسائبة التي كانت تشارك فيها سوكارا تحت إدارة السيدة/ ساخرة شريفي في العاصمة كابول. وبنما خلصت الفتاة / سوكارا مشاركتها عبر الهاتف في ذلك اليوم الأسود .... وجدت نفسها أمام الحقيقة المرة وهي مراقبة لصيقة من والدها الذي سمع جميع ما تحدثت به أثناء مكالمتها ال " غزلية " .
فماكان منه إلا أن إتخذ قراره ذاك المفجع.. والمخالف للدين...بقتلها حفاظا على " شرف القبيلة...!!". وإعداما لروح آدمية .. ذنبها الوحيد أنها عبرت عن مشاعرها خلسة؟! ومع نساء حتى..! أي دين هذا الذي يقتل النفس البشرية بهذا الشكل..؟! أي شرف هذا..؟!
بقلم: الحسين الزين بيان