حينما كنت طفلا آن ذاك لا أعرف عنك سوى أن الشعب بكامل أطيافه يردد على مسامعي "أن الخير جان بمجيكم وأننا جميعا بكل شرائحنا أمعاك مصطفين اليوم ومعاك مصطفين اغده " وعرفت أيضا أن معاوية من مثله سيد وأن موريتان أراعيه داير فيديك أيديه ولن يخونك حتى يرث الله هذه الأرض ومن عليها
وحين كبرت وسلكت أنت ياسيد الرئيس طريق المنفى تبدلت الوجوه بغير الوجوه حتى الأوراق النقدية ماعادت بنفس الهيئة وحده الشيخ وتجاعيد وجهه حافظ على مكانته في جميع الأوراق النقدية لا أعرف كيف تمكن من ذلك .
المهم أنني خرجت صباحا ذات يوم لأشتري قطعة خبز تعينني على صباحيات هذا البلد وشمسه الحارقة وأيامه الطوال فإذا بنفس الوجوه تكرر على مسامعي
أن عزيزا آخر حل مكانك رؤوف بالعباد ورحيم بهم وأنك كنت طاغية ومستبدا وديكتاتورا وأنك ايضا قطعت الرقاب وشردت العباد وعثت فسادا في البلاد
وأنا رغم تغير الوجوه والمعطيات مازلت أرى فيك طفولتي وضحكاتى ولهوى ولعبي ومرحي وحين أراك اشعر بالفخر والعز وينتابني شعور غريب يعيدني الى أيام الطفولة وأتذكر كل يومياتها الجميلة حين كنا نرفع العلم صباحا في مدارسنا شامخا عاليا مرفرفا في السماء معانقا السحاب ونردد أننا جميعا سنبقى للإلاه ناصرون ولك ايضا مؤيدون فهل حقاً رغم كل هذا كنت طاغية ؟
مع أن الطفل من النادر أن يرتمي في الحضن الغريب .
أقول لك واصل الإبتسامة حتى ولو كنت على كوكب آخر ابتسم ولك من كل نخيل آدرار وتكانت وباقي كل ولايات الوطن تمر وعنب وعسل مصفى.
-------------------
من صفحة الأستاذ حمود ولد اعمر على الفيس بوك