تظهر بين الفينة والأخرى ومنذ شهور في بعض المواقع الإلكترونية المغربية عناوين ومواضيع تحاول التشويش والتأثير السلبي على العلاقات الحميمية التي ظلت لعقود طويلة تجمع بين الشقيقتين و الجارتين ( موريتانيا و المغرب ) ولا تزال . رغم عدم وجود ما يبرر مثل هذه الحرب التي بدأت نيرانها تشتعل وتنتقل حرارة لهيبها من موقع لآخر ... تغذيها وتذكي جذوتها بعض الأطراف السياسية في الجانبين - في محاولة على مايبدو لصرف النظر عن فشل مشروع سياسي ينطلق من نفس الرؤية والمرجعية ، وإن اختلفت أرضيته وشخوصه - ودون رصد أية ردة فعل في الجانب الأخر ( موريتانيا ) ،مع مشروعية ذلك الرد وعدم وجود موانع تحول دونه... ودون أن يتدارك الإخوة في المغرب ويعرفوا أن سكوتنا وغضنا للطرف عن كل ما يقال ويكتب لا يحمل من المعاني أكثر من حرصنا وسعينا الدائم على بقاء حبل الود موصولا بيننا مع أشقائنا،ومهما كان الثمن الذي سندفعه لهذا الغرض فإنه سيبقي في نظرنا قليلا في حق الأخوة والإخوة .. حقيقة لا مكابرة ولا مزايدة عليها، نتمني على " إخواننا " في الطرف الآخر فهمها والإنطلاق منها كمبدأ مفهوم ومنصف للتعامل بعيدا عن كل ما من شأنه المساس بمصالحنا معا ، أو التشويش على مساراتنا التنموية ومقارباتنا الأمنية، التي نريد لها أن تكون موجهة لخدمة الاستقرار في منطقتنا وشعوبها لا ضدها ولا عليها. وتكفي الإشارة هنا إلي أن كل العناوين والمواضيع التي أثيرت وتثار منذ بعض الوقت لا يمكن أن تؤثر في علاقات بمستوى تلك التى تربط بين الشقيقتين وكنا إلى حين نعتبرها مجرد أخطاء لا نقيم لها كبير وزن ولا نقف للرد عليها. أما وقد أثبت الإخوة في الطرف الأخر عكس فهمنا وتمادوا في الإساءة وأمعنوا فيها بكل الوسائل وجندوا لها أبواقا ظلت تردد بكل سذاجة ووقاحة مايتم تداوله خفية في دوائر "مخزنية " ضيقة أثبت التاريخ أن كل أحلامها لا تعدو كونها أمنيات تجدد دورتها الجنونية في الجهاز "العصبي" لكل المتشبثين بمشروع الوهم الكبير متناسين أن نهر صنهاجة كان محل الرباط وأن سنابيك خيل الملثمين صارت أقوى وأقدر على إثارة النقع دفعا للضيم .. وأن استنساخ تجربة احتواء يهود "القرن" والموحدين للأشراف أخنى عليها الذي أخنى على لبد وأنه مهما كذًًب التاريخ فإن معالم الجغرافيا والواقع تظل عصية على التحريف.
وأن ذلك الواقع يقول بصوت لايعرف همس الفئران ولا اجترار الخضار كما الأرانب، موريتانيا لا تنتظر من أي جهة أن ترسم لها معالم طريقها ولا أحد يمكنه ذلك .