اعتقد والله تعالى اعلم ، وأنا اتحدث هنا عن فكرة صالون الولي محمدن ولد محمودن لا عن منظميه، أن أهمية الصالونات الثقافية لا غبار عليها، وهي محفز مهم لحراك الأفكار وللتلاقي الثقافي ، وتبادل الآراء في شتى الموضوعات بين نخب علمية وثقافية وأدبية ، تتناول موضوعا أسبوعيا وتثريه بحثا ونقاشا. غير أن ما عبر عنه بعض الإخوة المدونين، وان بلغة قاسية لا أوافقهم عليها، له جوانب من الحقيقة ، وقد عبرت عن ذلك بنفسي في شبه مداخلة لي أو تعليق طلب مني أثناء حضوري إحدى جلسات الصالون، على ما أعتقد سنة 2010 بدعوة كريمة من صديقي وزميلي المهندس الشاعر الأديب أحمدو اجريفين، الذي كان ضيفها الرئيسي آنذاك، لتقديم بحث له عن الشعر الشعبي "لغن" والحديث عن "بت" كان أول من اكتشفه وسماه بت "الحر"، قد أعود لموضوعه فيما بعد.
المهم أنني بعد الثناء على الحضور والمضيف، استسمحتهم بتقديم ملاحظة لم تطاوعني نفسي أن أكتمها ، وهي كون جميع الحضور ما عداي أنا -وأستغفر الله من كلمة أنا خاصة بحضور أولئك النخبة الكرام- كلهم من حيز جغرافي لا يتعدى تلال أبي تلميت شرقا ولا قاعدة اجريدة شمالا في اتجاه الجنوب، وهو عتب آخذه على الصالون واحببت أن أبلغهم به مباشرة .
لكم أن تتصوروا سعة صدور الجمع الكريم، واستحسانهم لذلك النقد ، واستعدادهم لنقاشه والتغلب على نواقصه، وأذكر كم جال الولي الصالح ولد محمودن وصال في تعداد مناقب الجهات الموريتانية الأخرى، وكيف فصل في تفاصيل التفاصيل ،في تاريخها وآدابها وموسيقاها وأسرها وقبائلها وأفخاذها ورجالاتها، حتى لتحسبه ما تخطى في عمره "صكطار" ، غربا ولا "يغرف" جنوبا. وأذكر الثناء الطيب والتفهم الكامل المعبر عنهما في ردود الأساتذة الأفاضل، أحمدو ولد عبد القادر، وأحمد ولد امبيريك، و أحمدو ولد احظانا ،وأحمد حبيبي وغيرهم من الحضور الكرام. من جانبي أرى ولا زلت أعتقد وهذه وجهة نظري الخاصة ، أنه لولا وسائط التواصل الإجتماعي وانتشار وسائل الإعلام وأنصهار الجميع في مجتمع المدينة الواحدة "انواكشوط" ، وبالتالي احساس الجميع أنه معني بهذه الصالونات لباتت حبيسة المعارف والأقارب الضيقين، وهو الأمر الذي بدأ يتغير في الفترة الأخيرة، ولوحظ من خلال تعدد مشارب الحضور وأعراقهم وجهاتهم، وأكد ذلك نقل جلسات الصالون في الفترة الأخيرة إلى مدينة لعيون بأقصى الشرق الموريتاني. مجرد ملاحظات عابرة أحببت أن أقارب بها بين وجهتي نظر الإخوة الكرام، واعتبرهم أثروا الصالون وأهدافه بمثل هذا النقاش، إذا ما ابتعدا عن شخصنة الفكرة أو التعصب لهذه الجهة أو تلك. وفق الله الجميع.
--------------
من صفحة الأستاذ شيخنا محمد فال على الفيس بوك