عمل أخوان فترة ماضية في العاصمة القطرية – ولا أدري أما زالا يعملان بها- في متجر لهما، واكتسبا شهرة لدى بني وطنهما هناك من توفير المواد المميزة للشخصية الموريتانية من ثياب وشاي وتبغ ثقيل (أم آنيجه) وأدوات الأخيرين.. وما إلى ذلك. لذا كان محلهما مورد الموريتانيين في قطر، ولقلة هؤلاء كانا يعرفان كلا بشخصه، وبخادمه أحيانا. والعهدة على خالهما الذي قص علي سنة 2007 ما يأتي.
وحين حط معاوية رحله في تلك البلاد كانت خادمه الفلبينية تمتار له من متجر الأخوين، وكانا يوليانها عناية خاصة؛ ففي كنف سيدها نشآ أيام كانا يعملان في المطعم الرئاسي تحت إمرة محدثي.
كانا كلما أجادا للفتاة الاختيار واجتهدا في لف البضاعة لها طوت ما بين حاجبيها ونظرت إليهما شزرا قائلة: "أتفُ" وانصرفت!
صبرا مرة ومرتين تَطَبُّعًا ثم كان الطبع أملك فأمسك أحدهما يوما بتلابيبها وأهانها وطردها.
ولدى تسوية المشكلة الناشئة عن العنف البدني واللفظي كان استغراب العاملة أكبر من استغراب الأخوين، فهي رأت سيدها (معاوية) يزوي حاجبيه ويقول: "أتفُ"! إذا ظهر رئيس بلاده (اعْلِي) على الشاشة الصغيرة فحسبت هذا الفعل وتلك الكلمة إجلالا وإعظاما للموريتانيين، ولم تتوقع أن يثور عليها من عاملته معاملة الرؤساء من بني جلدته اعترافا بجميل صنعه.
ولم تفهم طبعا من يكون سيدها، وبالتالي العلاقة بين الرجلين!
أنا أيضا أخشى أن أرى علم بلادي وقد احمرَّ طرفاه، أو أسمع نشيدها وقد أغير على حماه، فيكون موقفي من نسختهما الصينية كموقف مشغل الفتاة الفلبينية من غريمه مع فرق الباعث بيننا؛ فمشكلتي مبدئية لا شخصية.
بقلم محمدُّ سالم ابن جدُّ