معالي الوزيرة..ليس من عادتي أن أبدأ في تقييم أداء أحدهم حين يتعلق الأمر بما يشبه الاستعطاف، لكنني رغم ذلك أجدني مضطرا من باب معرفة دامت زهاء العقدين من الزمن للقول إنني أخاطب سيدة أشهد لها بالاستقامة والتفاني في العمل والتواضع وحسن الخلق.
معالي الوزيرة :
قد يبدو العنوان مثيرا، لكن الحدث أكبر من أن يعنون بغير هذا العنوان، فالموضوع – صاحبة المعالي- يتعلق بحياة ثلاثة أطفال كتب عليهم أن يكون ذووهم فقراء لا يملكون المال الكافي لتحمل أعباء تكاليف عمليات جراحية تتعدى أرقامها الملايين من الأوقية.
صاحبة المعالي:
لقد تكفلت وزارتكم مشكورة بتحمل تكاليف علاج هؤلاء الأطفال وغيرهم كثير من فقراء هذا الشعب، إلا أن أطفالا ثلاثة من بين المشمولين بتحمل النفقات أقر مستشفى بن سيناء بالمملكة المغربية الذي تتعامل معه الوزارة بأنهم يحتاجون عمليات جراحية على وجه السرعة، مضيفا أن المستشفى لا يمكنه إجراء هذه العمليات بسبب انعدام عناية مركزة لديه، وهو ما يعني حرفيا حكما بالإعدام على هؤلاء الأطفال في حال عدم إجراء تلك العمليات، والتي من بينها عمليتا قلب مفتوح وعملية زراعة قوقعة.
صاحبة المعالي:
أنا لا أستعطفك من أجل التدخل لصالح هؤلاء الأطفال بقدر ما أضعك أمام مسؤولياتك التي تقتضي النظر بأسرع وقت ممكن في ملفات هؤلاء الأطفال، واتخاذ إجراء استعجالي من شأنه أن يحفظ حياة أطفال كل ذنبهم أنهم ولدوا مرضى في أسر فقيرة.
صاحبة المعالي:
لقد اختصرت الموضوع لأن الوقت يداهم هؤلاء الصبية، ولأترك متسعا ولو ضئيلا للتفكير في إجراء يبعد حكم الإعدام عنهم.
وقبل أن أختم أجدني مضطرا لتقديم الشكر الجزيل للمستشار الصحي بالسفارة الموريتانية بالمملكة المغربي والعامل تحت إمرتكم، على تفانيه في العمل وإنسانيته التي أصبحت تكلفه أكثر من ثلثي راتبه.
بادو ولد محمد فال امصبوع