أوصت ناتاليا بوكلونسكايا النائب في "الدوما" الروسي سلطات كييف بالتسليم بهوية القرم وعائديتها لروسيا، مشيرة إلى أن قرار القرم العودة جاء ردا على الانقلاب على السلطة في كييف.وفي حديث أدلت به الخميس 16 مارس/آذار بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لاستفتاء القرم والعودة إلى قوام روسيا قالت بوكلونسكايا، وهي المدعي العام السابق في جمهورية القرم: ما حمل أهل القرم على الدفاع عن أرضهم والاستفتاء على تقرير مصيرهم، رفضهم التام للانقلاب على السلطة الشرعية في كييف، ومساعي الفاشيين هناك تلطيخ أرض القرم الطيبة بشعاراتهم وأيديولوجيتهم المخزية.
وأكدت بوكلونسكايا لدى التعليق على ما يشاع في كييف عن ضرورة إعادة الاستفتاء في القرم، أن النتيجة إذا ما استفتي الشعب هناك اليوم، كانت ستبلغ 100 في المئة لصالح الاستقلال عن أوكرانيا والعودة إلى روسيا، حيث أن الجميع في القرم أدركوا مدى اهتمام الدولة الروسية بهم، وشعروا أخيرا أنهم عادوا إلى وطنهم.
أهم الإنجازات التي حققها القرم في قوام روسيا كانت أخلاقية وروحية
وأفردت بوكلونسكايا في مقدمة الأهداف التي حققها أهل القرم بعد العودة إلى روسيا، دفاعهم عن الوطن، وإخلاصهم لقيم أبطالهم، الأمر الذي خلق الأرضية اللازمة للتنمية الاقتصادية والسياسية والقانونية والاجتماعية في القرم، منوهة بالازدهار المسجل هناك والمتجسد في ازدياد مساحات الأراضي المزروعة بالعنب والفواكه، إضافة إلى المشاريع التنموية والإنشائية الضخمة التي تشمل جميع مرافق الحياة والبنى التحتية.
القرم في تطور مستمر ولا أثر لعقوبات الغرب عليها
وبصدد العقوبات الغربية المفروضة على التجارة مع القرم، والحظر المفروض على البضائع المنتجة فيها، أكدت بوكلونسكايا أن أهل القرم يواصلون العمل غير آبهين بهذه العقوبات، التي بين آثارها الإيجابية حفز المسؤولين على العمل بنشاط أكبر، خدمة لازدهار القرم وإعلاء شأنها، وأعربت عن رفضها القاطع للاقتراحات التي تصدر عن مسؤولين أوكرانيين وغيرهم حول مصير القرم.
الغرب جاهل والقرم عادت إلى روسيا حسب الأصول
وعلى صعيد الموقف الغربي القاضي بأن روسيا "ضمت شبه جزيرة القرم واقتطعتها من أوكرانيا عنوة"، اعتبرت بوكلونسكايا أن هذا الطرح نابع من جهل أصحابه، نظرا لأن القرم عادت إلى روسيا حسب الأصول القانونية، حيث استطاع أهلها تقرير مصيرهم بلا ثورات أو حروب وإراقة للدماء، وجددت التأكيد على أن القرم أرض روسية لا شأن للغرب أو أوكرانيا فيها.
يذكر أن برلمان القرم كان قد أعلن في الـ16 من مارس/آذار 2014 عن قيام جمهورية القرم واستقلالها عن أوكرانيا، وذلك بموجب استفتاء صوت فيه 96,77 في المئة من السكان في صالح العودة إلى قوام روسيا، وقبول جمهوريتهم كيانا فدراليا جديدا في روسيا الاتحادية.
وتقدم برلمان الجمهورية إلى البرلمان والقيادة الروسيين بطلب عودة القرم إلى روسيا، وصادق مجلسا "الدوما" و"الاتحاد الروسي" في الـ18 من مارس/آذار 2014 على انضمام القرم واعتبراها جزءا لا يتجزأ من أراضي روسيا الاتحادية.
أوكرانيا من جهتها، تعتبر القرم "أراضي أوكرانية محتلة" وفرضت جملة من القيود التجارية على روسيا تسميها "عقوبات اقتصادية"، وتطالب في كل محفل باسترداد القرم وتناشد حلفاءها الضغط على روسيا لإرجاع القرم إليها.
روسيا الاتحادية تؤكد أن قرارها قبول عودة القرم إليها، قرار شرعي بالمطلق ونابع من إرادة سكان القرم الذين عبّروا في استفتائهم عن إرادتهم، واختاروا العودة إلى الوطن الأم روسيا التي أرسلت قواتها إلى القرم وأمّنت سير الاستفتاء على أراضيها.
من هي بوكلونسكايا
اختيرت المحامية بوكلونسكايا وهي من مواليد سنة 1980، بين أربعة مرشحين لمنصب المدعي العام لجمهورية القرم في أعقاب انضمامها إلى روسيا الاتحادية، حيث سطع نجمها على خلفية معارضتها الشديدة لما شهدته أوكرانيا من أحداث خلصت إلى الانقلاب على السلطة في كييف مطلع 2014.
حكومة كييف الجديدة، والتي وصفتها بوكلونسكايا بـ"الطغمة الانقلابية الحاكمة"، سارعت في أعقاب الانقلاب إلى تجريدها من جميع مناصبها الأوكرانية، وأثارت القضايا الجنائية ضدها، فيما شرعت بوكلونسكايا من جهتها وبصفتها النائب العام الجديد للقرم، في تحريك التحقيق في الجرائم التي ارتكبتها المعارضة والتيارات اليمينية المتطرفة في أوكرانيا إبان أحداث "الميدان" في كييف، وبينها جريمة القناصين الذين استهدفوا الشرطة والمتظاهرين عشية الانقلاب على الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
كما ألحقت كييف بوكلونسكايا على خلفية موقفها وصفتها الجديدة في روسيا بقائمة المطلوبين، وأدرجها الاتحاد الأوروبي هو الآخر في قائمة عقوباته التي تحظر عليها دخول أراضيه، وتجمد أرصدتها هناك إن وجدت.
بوكلونسكايا متفرغة للعمل البرلماني منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، وتشغل مقعدها في مجلس النواب الروسي "الدوما" نائبا عن حزب "روسيا الموحدة" المتمتع بالأغلبية النيابية في البلاد.
المصدر: RT و"نوفوستي"