تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، أخيرًا، مقطع فيديو يظهر مجموعة نساء يفترشن الأرض وهن منشغلات بتجهيز وطبخ “الخضار المحشية” داخل الحرم المكي؛ ما أثار سجالًا كبيرًا في السعودية. وعبر مدونون عن استيائهم من تصرف النسوة اللاتي لم يتسنَ لـ”إرم نيوز” التأكد من جنسيتهن، في حين تُسمع من خلال المقطع القصير ضحكات يبدو أنها لمصورته، وبعض الكلمات الصادرة عن النسوة ربما تكون تركية.
وعلقت الروائية والكاتبة السعودية، في تغريدة نشرتها في صفحتها على تويتر بغضب: “حلة محشي في الحرم. وين البلدية؟”.
وقال أحد المغردين إن “الحرم لله ثم لملياري مسلم، نقطة!. لكن يظل هذا التصرف غير مقبول لأن الحرم مش مكان للأكل! كان يجب نصحهم وليس تصويرهم، يا من تدّعون التمدن”.
في حين تناول بعض المغردين، المقطع بتعليقات لا تخلو من الطرافة، وقالت مدونة تدعى دانة: “وإلي يحب النبي يعمل حله محشي عشان خاطر سيدنا النبي. مساكين قبل يومين كانوا يغنون وشوي يرقصون على مواويل. صراحة وناسة على نياتهم”.
وتثير بعض التصرفات من قبل حجاج أو معتمرين داخل أروقة الحرم المكي حفيظة شريحة واسعة من السعوديين، إذ يرون فيها تعديًا على قدسية المكان، في حين يطالب آخرون بأخذ الأمور ببساطة وترك المسلمين من مرتادي الحرم على سجيتهم.
وفي مارس/آذار الماضي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو حقق انتشارًا واسعًا يصور شابًا تركيًا، وهو يجثو على ركبتيه ليقدم خاتم الخطوبة لمحبوبته أمام الكعبة المشرفة، طالبًا يدها في أقدس بقعة إسلامية؛ ما أغضب الكثير من السعوديين.
درج الكثير من الشباب على اختيار الطرق المبهرة، والأماكن المميزة، لتقديم خاتم الخطوبة، مثل المعالم السياحية المشهورة عالميًا؛ كبرج إيفل في باريس، وبرج العرب في دبي، كما اختار بعض العشاق الأماكن العالية، والطائرات المحلقة في الجو لتأدية هذا الطقس الرومانسي.
لكن اختيار الكعبة المشرفة كان سابقة من نوعها؛ ما أغضب مدونين سعوديين اعتبروا الخطوة “استخفافًا بالمكان المقدس، وإساءة لمشاعر المسلمين، وإهانة لمكان مخصص للعبادة”.
وعلق الإعلامي السعودي وليد الفراج على الموضوع في تغريدة؛ قائلًا: “أحترم الرومانسية، وأحترم ثقافات الشعوب الأخرى، لكن كنت أتمنى منهم احترام قدسية المكان والمقام، حبكت تخطبها هنا وبهذه الطريقة”.
من جانبه، قال الداعية السعودي ناصر الأحمري، إن الفيديو “مقطع مؤلم للأسف تقاليد نصرانية بجوار الكعبة لا حول ولا قوة إلا بالله، أرجو حذف المقطع”، ووافقه المغرد عبدالعزيز الملكي قائلًا إن “حرمة المكان للعبادة وليس للتباهي بسفاسف الأمور”.
واعتبرت مغردة تطلق على نفسها اسم “عابرة سبيل”، أن الفيديو “شيء محزن ويقطع القلب والله حتى الكعبة لم يعد لها حرمه”، وفي المنحى ذاته عبر مدون آخر عن رفضه حين كتب: “كان السلف يكرهون الكلام في المساجد بأمور الدنيا فكيف لو رأى هذا المأفون مع خبلته ما يفعلون أمام البيت العتيق”.