نعم لاخيل عندك تهديها ولا مال** فا ليسعد النطق إن لم يسعد الحال
ولو بيدي لقلدتك قلادة من الضوء والحب والكبرياء …لا جائزة من الاعتراف والتقدير والثناء …نازعوك فيها ..ونافسك عليها من نافسك ….فما زادوك إلا حبا وصفاء وما زادونا وسائر محبيك وعارفي قدرك إلا مزيدا من الإجلال لك والإقبال عليك …ولا عجب فكل ينفق مما عنده ..ولا أجد خير تمثيل تتعزى به من ذلك الشعر الجميل
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام
فكيف وقد جاروا على جماهيرك قبل أن يجوروا عليك يا ولد الطالب …جاروا عليها بقتل الإبداع والتجني على هيبة الشعر الذي تبوح به مئذنتك و الإبداع الذي تفوح به رؤيتك وأنت تشدوا بالقوافي الساحرة ..وتترنم بالقصائد الطافحة بالجمالية التعبيرية والصور الشعرية ..فتتمايل نشوى بسكرة الحضور وروعة الإلقاء , جاروا عليها بأن ترى في أحداق عينيك المسكونتين بجنون الشعر نفسها وهمها وأن تتسلق معك مئذنة البوح لتسرق النار وتطعم الجوعى والمحرومين جاروا على ذوقها الرفيع وهي توشحك برداء حبها وصولجان شعرها يوم طالعتك من شرفة بلاطك “المهيب “يوم يرمى من عينيك رؤى التيه ويحاصرك رجع من الذكرى في خلجات النفس , ليضيق بكتم مواجيدك الوتر , يوم تمنح للأشياء سر البدء ..للبدر وقت طلوعه …للناس حق البحث عن أسمائهم يوم تكتبك معشوقتك علي الضفاف ولا تطال جراحك وسع مداها …ويوم تتسفع حروفك بالظلام لتوغل غابة الهواجس خلفك وتتغذي علي صبايا الرخام
لكنك وأنت الغائب في همنا والمدافع عن قضيتنا أمام السلطان وفي “بلاطه” لا تزال بسحنتك الإبداعية حاضرا في نفوس الناس وبتجربتك الشعرية الرائدة في أمير الشعراء يتغنى بقوافيك الطفل واليافع ,والشيخ والعجوزة …
لاتزال باسمك اللامع , تحتل من تاريخ هذا البلد صفحاته المشرقة وسطوره المضيئة ولا تزال جماهيرك يا صوت الشعب في “بلاط الحكام” تنادي بأعلى صوتها
واصل فأنت على الدرب الصحيح
تقولها بأعلى صوت …. وفي نداءاتها صداك الذي يتوهج ألقا وأنت تعزف بأنامل الإبداع سمفونية العودة متوجا بحبها …وهي تستدير بذاكرتها إلي مقطع من معزوفتك الشعرية :
رجعوا من مدائن العشق يوما يحملون الهوى لتلك الحواري
رجعوا للكلام للوجع الممتــــــــــع لليل الغض للسمـــــــــــــار
و روو عن أسفارهم للـــمرايــــا وكثير غرائب الأســـــــــفار
ومن نداءاتها تستمد سطوري هذه وكلماتي تلك الحق في الحديث عن معلم من معالم البلاد وصرح من صروحها الأصيلة ….عن قطعة من ترابها وتبلها وماء سمائها …عن واحد من الذين يعبرون الحياة كالشهاب يضيئون الطريق للعابرين …عن ولد الطالب ..فلم لا نقول فيه ,كلمة صدق ومحبة من حقه أن يسمعها منا .
وهو حيُ بيننا يثري الحياة ويتفيأ ظله الأصدقاء ؟
لماذا لانعرف حلاوة الابداع وجمال المؤانسة إلا بعد أن تتسرب الأيام من أيادينا كالماء, فلا نملك إلا أن نكتب بعدها فوق وجه الماء,.
ولم لا نحس بزهو الحضور وألق الأيام القريبة فنسجلها ونتحدث عنها قبل أن تفلت من بين أيادينا, وتصبح ذكرى نثرثر بها حين يجرفنا الشوق ويثور فينا الحنين.
وكيف لا نملأ القلوب والأبصار من تلك الوجوه المشرقة, في سماء جيلنا والمطلة على حياتنا القاحلة إلا بعد أن تصير نجوما تتألق في ليال الشوق والذكريات.
إنها عقدتنا مع الإبداع فاسرح وامرح وقل ما شئت عن شعر “بلاطك” فما ضر مثلك ما فعل بعد اليوم
وإن كنت شاعر “بلاط” فخذها عني واسمعي يا جارة :
(لا شعراء إلا شعراء البلاط)
بقلم لحسن محمد الأمين
موقع الواقع