موريتانيا.. خطر العطش يهدد مدن الشرق (صور) | 28 نوفمبر

موريتانيا.. خطر العطش يهدد مدن الشرق (صور)

ثلاثاء, 04/11/2017 - 01:25

تعيش المناطق الشرقية في موريتانيا الواقعة على الحدود مع مالي حالة تذمر واسعة بسبب الواقع المزري الذي تعانيه مع استمرار غياب أدنى المرافق الضرورية في المنطقة، في ظل استفحال أزمة_المياه التي تهدد حياة السكان.

مع اقتراب موسم الصيف واشتداد درجات الحرارة، تتجدد معاناة سكان شرق_موريتانيا مع شح_المياه أو انعدامها في بعض المناطق، حيث تشهد بعض الأرياف والقرى هذه الأيام أزمة توفر المياه، ما يجعلهم عرضة للعطش ولكارثة إنسانية في وقت تنشغل فيه الدولة بتمرير التعديلات الدستورية.

في منطقة عدل_بكرو الحدودية مع مالي والتي تعد من أهم المراكز الإدارية في البلاد، حصلت "العربية.نت" على صور أظهرت معاناة كبيرة للمواطنين خلال رحلة بحثهم عن المياه_الصالحة_للشرب بسبب قلة الآبار المعدة للغرض و جفاف المنطقة الواقعة في الصحراء نتيجة قلة الأمطار التي تهطل عليها.

وقصة الحصول على المياه مرهقة جدا في هذه المدينة، حيث يعتمد غالبية السكان للارتواء على بعض الآبارالعمومية البعيدة عن المناطق العمرانية، والتي لا تتوفر بدورها على كميات كافية من المياه، ويعتمدون على وسائل تقليدية لجلبها غالبا على عربات الحمير في أوعية بلاستيكية أو براميل.

ولا تقتصر أزمة العطش على السكان فحسب بل تهدد الثروة_الحيوانية كذلك مصدر رزق العائلات وأهم الموارد الاقتصادية في المنطقة، ورغم التظاهرات التي نظمها الأهالي للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير متطلبات حياتهم اليومية إلا أنها لم تجد لها آذانا صاغية في نواكشوط إلى اليوم.

مولاي عبدالله مولاي أحد سكان المدينة، أكد أنه "مع اقتراب فصل الصيف تكثر الحاجة للمياه ويصبح الحصول عليها  من أكثر المشاكل التي تواجه الناس ويسوء الوضع أكثر، لأن الناس لا تزال توفر شربها اليومي من أحد الآبار البعيدة الذي تنعدم فيها الرقابة الصحية، وذلك بسبب انعدام شبكات_مياه_الشرب بالقرب منهم".

وأضاف في تصريح لـ"العربية.نت" أن "السكان لا يعانون فقط من غياب المياه بل إن أزمة_العطش تضاف إلى أزمات أخرى كالفقر وتدني الخدمات_الصحية إضافة إلى البنية_التحتية المتردية أو المنعدمة وارتفاع نسبة الأمية الناتجة  عن نقص التعليم وغياب المدارس الكافية".

وخلص مولاي عبدالله إلى أن "المنطقة تعيش هشاشة شديدة والكثير من التهميش والحرمان إضافة إلى المشاكل والتهديدات الأمنية التي تتفاقم يوما بعد يوم، إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب، ما دفعهم إلى الهجرة إلى خارج البلاد، وبالتحديد إلى الدول الإفريقية الأخرى".

 

وختم قائلا: "السكان هنا يطالبون بعدالة اجتماعية، لأن موريتانيا بلد غني والشعب فقير".

ولم تستطع الحكومات المتعاقبة في موريتانيا حل مشكلة نقص_المياه و أزمة_العطش التي تشهدها مناطق عديدة  في البلاد خاصة مدن الشرق والتي تسببت في موت عدة أشخاص، وعجزت بذلك عن مواجهة طلبات السكان في هذا المجال رغم الخطط التي قادتها الدولة، وذلك بسبب قلة الموارد المائية في البلاد الناتج عن عدم تساقط الأمطار التي لا تتجاوز نسبتها 500 ملم في العام.

العربية نت