شهدت العلاقة بين موريتانيا وفرنسا تراجعا كبيرا فى السّنوات الأخيرة اتّسم بندرة زيارات المسؤولين وضعف التّبادل بين البلدين، كما تأجّجت بعدم اتّفاق الطّرفين على صغة مشاركة موريتانيا بالحرب على الإرهاب كما أوضح الرّئيس الموريتاني فى تصريحه الأخير أنه كان مستعدّ للمشاركة إن وفّرت له الوسائل، وأنهم لو أعطوه ثلث الميزانية التى رصدت لذلك لقام بالواجب، لكنّهم أختاروا تبديدها فى المكيّفات والسّيارات الفاخرة ولم يقبلوا أيضا بإعطائه غطاء جوّيا، جاء حديثه المطوّل والمغازل لفرنسا أثناء أزمته الدّستورية فى خرجة صحفية بعد أيّام من رفع فرنسا الحمرة عن مناطق سياحية موريتانية كبادرة حسنة نيّة من طرفهم إلّا أن الرّئيس أعرب لفرنسا فى ذات الخرجة أنّ ذلك لا يرقى إلى مستوى تطلّعاته، تلقّفت فرنسا تلك الرّسائل وجاء ردّها سريعا بإيفاد وزير خارجيتها يحمل خطابا مهادنا بل إطرائيا تصالحيا ويحمل دعوة من هولاند للرئيس الموريتاني لزيارته شخصيا، وأقول شخصيا لأنّها لم تصنّف زيارة دولة ولا زيارة عمل ببرنامج عمل يتوّج باتّفاقيات تعاون بين البلدين ولم يتمّ استقباله رسميا من طرف الحكومة والدّولة الفرنسية، واستكفى الرّئيس الفرنسي الدّاعي بإستقباله بحرارة فى الأليزي!
وناقش معه النّقطة التى تهمّهم أساسا والتى أرسل هو بدوره رسائلا حولها فى خرجته الصّحفية ألا وهي قضية المشاركة فى الحرب على الإرهاب وتشكيل قوّة السّاحل وأعطوه وعودا بتمويلها مع الألمان وبالضّغط على الإتحاد الأروبي لأجل المساهمة أيضا فى التمويل، ورضيت بثينة، وسوف لن تغيب قضية حصّة لشركة توتال فى النفط الموريتاني جنوبا، وربّما همس السّيد الرّئيس فى أذن هولاند فى لقائهما المنفرد طالبا التّغاضي عن ليّ عنق الدّستور وربما قدّم صغة توصله لمأمورية ثالثة والدّليل هو الإرتياح الذى كان باديا عليه فى زيارته للتّظاهرة التى نظّمها المعهد العربي، وليس هذا فحسب بل فى مقابلته صباح اليوم مع راديوRFI رجع الرّئيس إلى الغموض فى الأجوبة حول المأموريّة الثّالثة على عكس ما كان يصرّح به لوسائل الإعلام الأجنبية وما روّجت له وسائل إعلامنا اليوم، لم يقل نهائيا أنّه لا ينوي التّرشّح 2019 ولا أنّه لا يفكّر فى مأمورية ثالثة، بل كلّ ما قاله هو الآتي: أكّد الرّئيس أنه ماض فى الإستفتاء ولا رجعة فى ذلك وسيكون فى نهاية الصّيف، سألته الصّحفية بما أنّكم فى التّعديلات الحالية لم تغيّروا عدد المأموريات، هل تنوون ذلك قبل نهاية 2019؟ فأجابها حتّى الآن ما أنويه هو هذه التّعديلات التى مرّت بالغرفتين؛ الصحفية: هل ستتركون الحكم فى2019؟ هل تتعهّدون بذلك؟ الرّئيس:أنتظر 2019، الصحفية: تنتظرونها في فعل ماذا؟ الرّئيس:فى احترام الدّستور، هل فكّرتم في من يخلفكم؟ الرّئيس:من هنا وحتى 2019، نحن قيد التّفكير فى كلّ ذلك، الصّحفية: 2019 غدا، الرّئيس: مازالت نحن فى2017،على كلّ حال الدّستور سيحترم وهذا هو المهم ـ ويحقّ لنا أن نتساءل ماهو الدستور الذى سيحترم، هل هو هذا الذى يتمّ ليّ عنقه؟،أم دستور آخر قال الرّئيس أنه سيغيّره حتّى بعد خروجه!
والمؤكّد أنّه إذا مُرّرت التّعديلات عبر المادّة 38 ستكون طريقا سالكا لكلّ تغيير دستوري وربما إلغاء الدّستور وإنشاء آخر قبل2019 ربما تفتح فيه عدد المأموريات! ولكني أنبّه السّيد الرّئيس أنّ من دعاه هو هولاند بصفة، شخصية، ومن تعهّد له إذا كان هناك من تعهّد هو هولاند أيضا وحده لحاجة فى نفسه لكي تشكّل قوٌة لدول السّاحل فى عهده وتحت إشرافه لتتعاون مع قوّة برخان الفرنسية ضدّ الإرهاب ليضيف ذلك لسجلّه الرّئاسي قبل المغادرة، وأنّه مغادر فى شهرين وقبل الإستفتاء على التّعديلات العبثية وأن كلام الّليل يمحوه النهار!
--------------------
من صفحة الأستاذة خديجة بنت سيدينا على الفيس بوك