طالبت مؤسسة الرئاسة بحوار وطني ، استجابت له في المرة الأولي أحزاب معارضة، و بالمفهوم الموريتاني الذي يربط كل شيئ بالأشخاص، استجابت شخصية كانت إلى وقت قريب محل إجماع من الكل نظرا لحقائق منها، أنها من مؤسسي حركة الحر، أول صرخة في وجه العبودية،و أحد الرواد الأوائل لحزب إتحاد القوي الديمقراطية، و أحد أكبر المعارضين للأنظمة في تاريخ موريتانيا،و تقاطع أكبر ولايتين ديمغرافيا، و الشخصية الأخري، أكبر مناهض لانقلاب الرئيس الحالي 2008، و آخر من بقي على شيئ من الوفاء للرئيسين السابقين مهما كان موقفنا منهما، و الثالث شاب حامل شهادة عليا و أخلاق أعلي،رمز من رموز القومية العربية التي يري البعض أنها حقيقة معظم الموريتانيين ، ويقول التاريخ السياسي أنها حركات قوية عارضت النظامين السابقين (الحزب الواحد،والعسكر الذي خلفه)، ليبقي من المشهد السياسي المتشكل الإسلاميون و اليساريون، و للمفارقة يكون تمثيلهم من داخل النظام هذه المرة،-لا زلت أتحدث بمنطق اعتبار الأشخاص بناء على مبدإالمناطقة بأن الأعراض لا تقوم بذاتها، كان هذا الحوار بالنسبة لبعضنا نعمة تضاهي الأوكسجين، و لبعضنا الآخر نقمة ترزي بِنَا في قرار مكين، ونتج بعدها مشهد كالآتي:انتخابات يمنح المنتدي بموجبه الحق لمكوناته بالمشاركة فينقسم، و يشارك اكبر حزب إسلامي و ينسحب اكبر حزب يساري في الدقائق الأخيرة،و بعدها يراوح الحوار مكانه فيكون تارة وشيكا ، وتطير به عنقا مُغرِبٍ تارة أخري، فتدعو مؤسسة الرئاسة لحوار وطني شامل جديد تنوع المشاركون فيه هذه المرة حتى من قلب الرافضين السابقين، ولكن سياسة التخوين و الكيل بمكاييل لا تتبع نفس نظام الوحدات على الأقل، تجر بَعضَنا وراءها،تقديسا لغير المقدس،لا يشفع لمخرجات الحوار لا التنوع السياسي ، ولا اتساع رقعة التمثيل السياسي و لا الشرائحي ولا المناطقي،و لا أن بعضهم كان فرس الرهان المضمر لساحات الصراع مع النظام، البعض برلمانيا و البعض إعلاميا،فمراجع القناعات السياسية مرتد إلى سحيق الإنبطاح، ممنوع من صكوك النضال،حمدا لله على تفرده بالإطلاع على النيات،قناعتي أن الإنسان العقلاني عند الاقتصاديين يبحث عن مصالحه الخاصة دون الإضرار بالآخر -فلا ضرر ولا ضرار-،و أن المصلحة العامة للمجتمع حاصل من مجموع مصالح أفراده ، بعد تحييد مكامن الخلل الناتج عن التعارض، و أن الديمقراطية كما عرفها من أوردوها إلينا، جاهزة للبسها دون مراعاة لاختلافنا عنهم، يعرفونها بأنهاحكم الشعب لنفسه، و أن أقدس مبادئها "الشعب هو المصدر الوحيد للسلطة"، لذا ووفاء لموريتانيتي وطبقا للنكتة المتداولة، أجيب السؤال أعلاه ، لماذا لا نقوم باستفتاء الشعب الموريتاني حول التعديلات بعيدا عن الجدل القانوني،؟،
-------------------
من صفحة الأستاذ عمار ولد ابوه على الفيس بوك