رغم حجم الهجوم والاستهداف الشامل لقطر فإن الأمور لن تصل إلا إلى مطالبة قطر بتنازلات عن جزء من دورها الإقليمي في العالم الإسلامي فأمن الخليج لا يتحمل حربا وغزوا عسكريا ورب ضارة نافعة فليس أمام "ابزورة" الخليج القُرمطي والنجدي الصاعد من قرن الشيطان سوى أفق محدود لتحجيم الدور القطري لكي ينفذا مشاريعهم المقبلة للشرق الأوسط الجديد كما نظر له شيمون بيريز وذلك لاعتبارات:
1- صلاحيات حكام الخليج في إدارة اقطاعاتهم لاتصل مستوى إدارة الحروب في منطقة يؤثر عطب سفينة فيها على سعر النفط والدولار ويرتبط بها الآمن العالمي بشكل غير مسبوق فالجزيرة العربية والممرات المحيطة بها تعتبر هي قلب العالم النابض بالطاقة.
2- كما أن "ورعان" الخليج لا تصل امكانياتهم لمستوى أكبر من قرار الحرب السياسية والإعلامية لأن العم"اترمب" ليس جاهزا لحروب تتبخر معها مكاسبه الأخيرة في المنطقة والهدف ربما المقصود من هذه الحرب هو أن تساعد قطر بالسلبية والصمت تجاه التحولات القريبة الجاري الترتيب لها في البيت السعودي لصالح بن سلمان ووقف أي تعاطف مع المعارضين من داخل الأسرة السعودية لهذا التحول الذي يرتبه بن زايد ويعرف مخاطر كبيرة ويواجه صعوبات وهو إن تم سيشكل أكبر خطر على قطر لذلك لن تقبل بالسلبية تجاهه.
3- ومع وجود مشاريع وخطط عالمية لاستهداف المنطقة كخطة "حدود الدم" التي طرحها الجنرال رالف بيترز2006 لتقسيم المنطقة وحاجة المشروع الصهيوني لرافعة الآن لتثبيت وجوده خصوصا وأنه الآن يجد من القادة المؤيدين له المؤمنين به على رأس الدول العربية مالم يتوفر له في السابق //السيسي//بن زايد// بن سلمان// لذلك يكون من الوارد أن تكون ثمة ترتيبات عالمية صهيونية لترتيب تحولات جديدة في المنطقة بالقضاء على التيار الرافض للمشروع الصهيوني ورأس حربته السياسية والمالية قطر فإذا كسرت شوكتها فما عداها أمره سهل فأردغان يمكن الضغط عليه اقتصاديا وابتزازه وارد لواقعيته ومرونته والسودان عليه أن يتكيف خصوصا إذا تمكنت قوات السيسي من مشاغبته بدعم المتمردين وتقوية الوجود بالقرب منه في ليبيا فسيتجه هو الآخر للتكيف.
ومع كل هذا تبقى المنطقة مقبلة على صراع سياسي دقيق وحساس وربما ينفلت باتجاه حرب مدمرة تقضي على الكيانات التي أنشأتها أبريطانيا في الثلاثينات بعد تصفية العثمانيين لضمان التحكم في منطقة حيوية وهامة في الجغرافيا السياسية المؤثرة على الصعيد العالمي.
-------------------
من صفحة الأستاذ الحافظ ولد الغابد على الفيس بوك