نص المداخلة التي كنت أود المشاركة بها في لقاء الشباب..
السبت, 22 مارس 2014 01:37

بسم الله الرحمن الرحيم مرحبا سيدي الرئيس.. مرحبا زملائي الشباب المتواجدين في هذه القاعة.. السيد الرئيس.. باسم مئات الآلاف من الشباب الموريتانيين العاطلين عن العمل و المهاجرين بحثا عن لقمة العيش، الحاملين لمختلف الشهادات العلمية.

وخصوصا أبناء المنمين والحدادين والحمالين والمزارعين والجزارين، الحالمين بالمساهمة في بناء وطن ليس لهم سواه، وباسم آلاف العمال المستعبدين في مختلف المؤسسات العمومية والخصوصية في البلد.أقف أمامكم هذا المساء بلا أغراض جانبية، حاملا حلم هؤلاء، وطموحهم وآمالهم في وطن أحبوه وصبروا عليه، بيميني.. وخذلانهم وانكسارهم وآلامهم ومآسيهم وتطرفهم بشمالي.

فخذوا يا سيادة الرئيس ما بيميني ليتلاشى ما بشمالي.. سيادة الرئيس.. إن طموحنا اليوم هو نفس طموح الجيل المؤسس، الذي حمل راية التحدي والبناء في سننا أو أصغر، وليس لديهم انذاك من الوسائل سوى الإرادة مصحوبة بدبلوماسية ناعمة، وضعت مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. خلافا لوسائلنا اليوم التي تنوعت من ( سمك، حديد، ذهب، فوسفات،نفط و يورانيوم، اراضي صالحة للزراعة، وثروة حيوانية هائلة) ونسبة شبابية فاقت السبعين يحمل معظمها شهادات علمية تؤهله لإستغلال هذه الثروات أحسن استغلال وحمايتها من المتربصين. سيدي الرئيس.. هذا الطموح يتمثل في إعادة التأسيس للدولة، على أسس مدنية قوية وسليمة، عادلة ومتطورة.. لا صوت يعلو فيها على صوت القانون. ولا يعني هذا أن نبدأ من الصفر، أي بإعادة كتابة الدستور،لأنه في نظري المتواضع مع غياب التخصص،، من أحسن الدساتير في العالم ويتماشى طبقا لخصوصية مجتمعنا المسلم.

بل بحمايته وتفعيل مواده التفصيلية، لكي تقوم المؤسسات الناتجة عنه بدورها الحقيقي في خدمة الوطن والمواطن. وفتح باب تلك المؤسسات أمام الشباب بنسبتهم في المجتمع، لأنهم الأقدر على تطوريها وحماية قدسيتها. سيادة الرئيس.. إن الطريق الأسهل والأنسب من وجهة نظري لتطبيق هذا الاقتراح، يبدأ بحل هيئات المجتمع المدني قاطبة من (الحزب السياسي الى الرابطة) وإعادة فتح باب الترخيص لها وفق للمسطرة القانونية المنظمة لها،برقابة أجهزة متخصصة مستقلة، لئلا نعود الى احزاب ومنظمات (المحفظات)، واستحداث اجهزة رقابة على القطاعات العمومية، بثلاثة أجهزة رقابية على الأقل على كل قطاع، لكبح انتشار الرشوة، ومحاربة الفساد، بطرق واضحة وسليمة يعيها الجميع. وضع إستيراتيجية للتعليم ثابتة، لاتتغير بتغيير الحكومات.. وتفعيل دور المؤسسات التعليمية وتطويرها.،

وإعادة النظر في المناهج التعليمية و تكوين المعلمين والأساتذة والأساتذة الجامعيين. قضاء مستقل يحرم القانون تعيين السياسي على أي جهاز من أجهزته، يحفظ للمستثمر الوطني والأجنبي حقوقهم، تندمج فيه الخبرة والطاقة الشبابية التّواقة إلى التطور والتحرر من القيود.

مجلس اقتصادي مستقل ذو صلاحيات واسعة يدير اقتصاد البلاد، ويتولى مراقبة التسيير للمؤسسات الاقتصادية الكبرى في البلد. تأميم ما أمكن من الشركات العاملة في مناجم الذهب والنحاس والفوسفات واليورانيوم.، والصيد.

وتشديد المراقبة على الشركات الأجنبية بما يحفظ لنا سيادتنا ولمواطنينا حقوقهم. خطة إعلامية ثقافية تشارك فيها كل القطاعات المعنية ، تقوم من خلالها وسائل الإعلام العمومي ببرامج تثقيفية، تطلع المواطن البسيط على حقوقه المدنية وبواجباته اتجاه وطنه، كما تساعد (الممرض، والمعلم، والجندي، ورجل الأمن، وموظف الإدارة، والحرسي)على ثقافة التعامل الممزوجة بحس وطني مع مواطنيه.

قوانين لا تجيز الترشح لشغل منصب تشريعي (نائب أو شيخ) إلا لمن يحمل شهادة الباكلوريا على الأقل، وأخرى ظرفية لإبعاد رجال الأعمال عن قبة البرلمان.

توسيع صلاحيات العمد التسييرية خصوصا في مجالات البنى التحتية في مدنهم، وجعل دور الحاكم رقابي بحت. سيادة الرئيس.. مطالب الشباب لا تقتصر على ما تقدم ، فهي متعددة وستقدم لكم غدا كمقترحات في وثيقة تنفيذها هو العهد بيننا وبينكم، والأمل الذي ننشده.، وهي القادرة وحدها على امتصاص الغضب الذي ينتاب أبناء بلدك.

أتعلم يا سيادة الرئيس أن الوطن خسر كل أصدقائي من أبناء المزارعين والحمالين وإخوتي من ابناء المنمين والجزارين، أولئك الطيبين المثابرين، الذين قابلتهم معي حين زرتنا ونحن طلابا في جامعة نواكشوط. لقد تخرجوا جميعا، وألقت بهم جامعتنا الوفية في الشارع، لا أحد سأل عنهم.. لقد هاجر كان، ومحمد لمين والسالك وأوسمان وعلي.

أما الطاهر وزيد وكوليبالي، فقد انضموا لجماعات الغلو والتطرف خارج حدودنا. زينب سلكت طريقا غير شريف، وآميناتا وجدت مقتولة على يد عناصر عصابة كانت تديرها. وخادمة الله زوجها ذووها بعجوز قضى على أحلامها.

أما أنا ومحمود و محمد السالك ويرك ومنى وامبارك وامتو وخادياتا وباب وسيد وسيسى وابريكه ومامادو ودجينابا وهارون وكاسم. فقد زفتنا البطالة ودخلت بنا العقد الرابع من العمر، ننتظر بفارق الصبر اليوم الذي يفتح فيه باب من أبواب مؤسسات وطننا لنترك بصمة إيجابية يغفر بها الوطن لنا.

ونكرر معا.. بحق الكتاب وحق الوطن... سنكتب ما قد محاه الزمن.

شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله