وصية شيخ عند بوابة الخيمة / الشيخ أحمدو ولد الطلبة |
الاثنين, 16 يونيو 2014 21:41 |
في خيمة عريقة عراقة هذه الأمة ـ الأمة الغنية بتراثها الثقافي، وإرثها الحضاري، وعراقتها التاريخيةـ كنت واقفا عند بوابتها و إذا بشيخ بياض جبينه الوضاء كان كالفجرا صادق القسمات قال بصوت جهور مهيب : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته فقلت :عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ، أهلا بكم فقال : ـ ياولدي مالي أرى خيمتكم شامخة وحبالها مشدودة ، وأوتادها قد رست في الأرض بعد أن تركتها وبعض أوتادها قد انفصل عن الخيمة ورمت بها عاديات الزمن وتكالبت عليها الأمم والطامعين من أعدء الأمس و اليوم ، والسفهاء وقاصري النظر من أبناء هذه الخيمة ـ ياولدي مالي أرى خيمتكم شامخة وأوتادها قد رست في الأرض بعد أن كان جل سكانها قد أنهكهم أطوى وألمت بهم الفاقة والجهل ، وبعض أبناء عمومتهم كانوا لاجئين وراء النهر ولم يكونوا أحسن حال ؟ ـ ياولدي مالي أرى خيمتكم شامخة وحبالها مشدودة ، وأوتادها قد رست في الأرض بعد أن كان الفساد وبيع حبال الخيمة و بعض مقتنياتها هو ديدن المسؤولين عن ترتيب تلك الخيمة ـ الا من رحم ربك منهم ـ وهم القلة القليلة ؟ ـ ياولدي مالي أرى خيمتكم شامخة فآخر مرة أمر من هنا كانت بلا حمى وكان كل صعلوك أو قاطع طريق ينتهك حرمتها دون خوف من رادع ، وقد جئت الليلة و أنا على يقين بأن الخيمة لم يبقى إلا أطلالها ؟ فقلت : يا شيخ قبل خمسة أعوام و بعد الإطاحة بنظام الرئيس المرحوم المختار ولد داداه مر أهل هذه الخيمة بسنين عجاف . ديكتاتورية عسكرية ظالمة مستبدة تتحكم في مقدرات البلاد وثرواتها، وتُورط شعبها في حروب هالكة ومهلكة ، الشيخ : ا إلهي، وكأنه يوم الزلزلة ؟ نعم السلطان لغير أهله، والأرض يغتصب ما في أحشائها، والناس تلهيهم المسألة، وتشغلهم المكيدة، والعسكر الغرباء يتقدمون، يستبدلون زيهم بثوب ديمقراطية هزلية تصم آذانها عن شعبها إذا ما ناداها أن تنحاز إلى المبادئ لا إلى المصالح ، فأضحى الشعب يعيش في كَبَد ، الحديث مجرد الحديث عن الصحة والتعليم يومها ترف لا يتحمله واقع الحال، آلاف المعذبين المقهورين هنا ملوا الساسة، سئموا الخطباء، فكانوا غير معنيين لا بالخطب النارية للقائد ولا بالحملات الإعلامية للمعارضة قدر ما هم يتطلعون إلى لحظة الخلاص من الظلم الذي أثقل كاهلهم ، وهو ظلم ممتد لسنوات طويلة ، كان الفساد وتغييب الحريات ونهب ثروات البلاد عناوين هذه الفترة مما أدى إلى حركات احتجاجية كان القمع دوماً كفيلاً بإجهاضها إلا أن جاءت حركة التصحيح بقيادة صوت ونصير الفقراء المعدومين الطيبين الرجل محمد ولد عبد العزيز ، فنادى في البلاد : أيها المعدمون صفوا الصفوف، ضعوا الكفوف في الكفوف والقلوب على القلوب، فقد سقط القناع عن السادة المالكين ، فكبار الأمس كان جلهم من الشياطين .
أيها الطيبون تعلموا أن الفقراء أيضاً يملكون ويحكمون إذا ما صلح من القلب مضغته، وإذا لم تدفن في الرمال الرؤوس ، وماكل فقير مكتوب على وجهه عبوس . يا أهل شنقيط قطع العلاقات مع اليهود كان واجبا وقد تم القيام به ولخطب قد زال يا أهل شنقيط منارتكم قد إزداد إشعاعها فهذه إذاعة للقران الكريم ولأول مرة على هذه الربوع ، وتواصلا لرسالة المحظرة هذه قناة تصل إلى كل أصقاع العالم بكم ولكم ، وهذه الطبعة الموريتانية من المصحف الشريف ، وهذا جامع أنواكشوط الكبير قيد التنفيذ . و ناد المنادي أن حمى الخيمة قد حمي بتجهيز جيش البلاد بالعتاد ورد الاعتبار وإعادة الثقة في قواتنا المغاوير المرابطون عند الثغور ، فنعم به من قائد أعلى لجيوش البلاد ، وبعودة أبناء الوطن إليه معززين مكرمين وبلم الشمل ومعالجة آثار الرق ومحاربة الفساد و الفقر ومواجهة الغلو ونشر ثقافة الوسطية و الاعتدال .
أيها الشباب القائد محمد ولد العزيز فهم أنكم ركيزة العملية التنموية فعمل ، وجد فوجد . أيها الشباب إن أجمل شيء هو صنع المعروف وأجمل منه رد الجميل بأحسن منه ، وها أنتم تصطفون خلف قائدكم في هذه الأستحاقاقات ، و ..... فقاطعني الشيخ قائلا : مادام الأمر هكذا من الداخل وخارج الخيمة هذا حاله هل هناك من يعارض هذا القائد ولماذا ؟ فقلت : نعم هناك لكن للأسف لا مشروع لها، إنها لا تمتلك رؤية بديلة عما يطرحه صوت الضعفاء وخادم المصحف الشريف، بل إن ما يجمع بين فصائلها المختلفة ليس سوى الرغبة في التخلص من هذا الرجل وإسقاطه . فقال الشيخ : ويلٌ الذين يلعنون المؤامرة ويقومون بها ، ويَدَعون المقاومة. وقال وهو يهم بالرحيل: تذكر يا ولدي أن علامة البلوغ قدرة المرء على الغفران، وأن في الأرض خصوبة، وفي الخيمة كل أسباب النماء، وأن النجم لك، والهلال لك، وأن الماء والخضرة والوجه الحسن للزيادة لا للنقصان مادام يُؤتمن عليها العزيز المهاب الأمين، وأن ليس من الإيمان إنكار الحقائق ولا الجحود. فودعني وهو يردد واصلوا مسيرة النماء و البناء بقائدكم ، فالأبطال قليلون . |