ودعنا في الأسبوع الماضي والدنا وأعز رجالات آبائنا الأجداد رعيل السجايا الحميدة والفطرة السليمة وصفاء الطوية ونقاوة المقصد وحسن الظن بالناس إنه عمّنا ووالدنا ساليم ولد سيدي المصطف طيب الله ثراه.

فقد كان فينا كأنه واحد منا لا يرى لنفسه ولا لمكانته وعمره ولا لسجيته وخلقه ما نراه وما هو أهل له من الهيبة والوقار وسمو المعاني ونقاوة النفس حافظا للعهد راعيا للقرابة صادقا صدوقا فيما يظهر ويبطن من حب الخير للناس وكف الأذى عن الغير أيا كان كان لا يرى منه كبيرنا ولا صغيرنا سوى التعظيم والترحيب والملاطفة والمآنسة حتى وكأنه يريد ان ينسينا طأطأة الرؤوس اجلالا ومهابة لقامته التي لا تعرف اساءة ولا خدشا ولاتكبرا ولاتعاظما حتى رحل عنا وهو  مستودع حبنا وسكينتنا ودفئنا لقد حمل عمنا ووالدنا ساليم ولد سيدى المصطف من الشمائل والاخلاق الحميدة الى مثواه الاخير ما سيكون بإذن الله تعالى سلمه الى الجنة والرضوان مصداقا لقوله تعالى "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين" وقوله "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " .. ومصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام " "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " ..

ونحن نعلم والعارفون بوالدنا يعلمون انه لايترفع ولايتعاظم ولايغمط على قريب او بعيد.. وكان ممن سلمت قلوبهم من الضغائن والاحقاد والخيلاء وبينه وأوصاف الكبر والبطر والازدراء ما بين السماء والارض أكتب هذه التدوينة المختزلة لوالدنا وعمنا وكبيرنا ساليم وأنا أُقر بأنى لست أهلا ولا خير من يكتب عنه لعدم حظوتي بعشرته ومثله من رعيلنا المجيد ولكن الأوقات القليلة التى حظيت فيها بمجالسته وزيارته عليه رحمة الله وماسمعته وأسمعه عنه طيلة تنشئتى فى عائلتي الكبيرة والصغيرة تجعلنى اتمثل لخلقه بما اجمع اهل العلم عليه من ان حسن الخلق الذى قال عنه صلى الله عليه وسلم " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" يندرج ضمن طلاقة الوجه وكف الأذى عن الناس وهي متلازمة صفات وسجايا عمنا ووالدنا ساليم الذى أستحضر وأنا أستعيد وقفاتى معه رحمه الله قصة الصحابي الجليل سعد بن مالك الذى اختلق عبد الله بن عمر عذرا ليرى العمل الذى اوصله الى ان وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بانه رجل من اهل الجنة لا لعبادته اوقيامه وانما لانه لا يجد في نفسه لأحد من المسلمين غشا ولا يحسد أحدا على خير أعطاهنسأل الله الرحمن الرحيم ان يبلغ والدنا ساليم بخلقه الحميد مصاف أهل الجنة وان يكلأه فى قبره ويؤنس وحشته ويكرم نزله وان يثبته بالقول الثابت ويملأ روضته نورا وفسحة وسرورا وان يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

اسلامه الحسين ابوظبي فى 27-12-201

أعلى النموذج