في فيء مـــــدرسة التـــغيير |
الاثنين, 21 سبتمبر 2015 16:46 |
(أحمـــــد ولد داداه) تولى مناصب سامية بكفاءته الفذةّ وخبرته الاقتصادية، لم تستطع أسوأ فترات الحكم الدكتاتوري العسكري أن تلصق به أي تهمة فساد مالي ولا أخلاقي ولو من باب التقول والفبركة. يشهد له كل من يعرفه بحسن الخلق والسيرة والسماحة والتدين.
لقد ترك الدّعة والراحة والمناصب الدولية ذات الدخول المرتفعة، وحياة الترف، ليواجه السجن في أعماق "بلاد اللامعقول" أكثر من مرة. من أجل العبور بموريتانيا إلى غد أفضل. ثبت أحمد على خط النضال عقدين من الزمن، أي قبل أن يبلغ الكثير منا ـ معاشر الفيسبوكيين ـ سن الرشد، أنفق خلالها ماله الخاص بسخاء. رغم بعض الهنات التي لا ترقى بأي حال من الأحوال لتضعه في مصاف الدكتاتوريين وأعوانهم، ولا المتملقين ولا حتى المقصرين أو الكسالى من المثقفين أو السياسيين. أحمد مدرسة حقيقية للتغيير، تخرج في فيئه الكثيرون، ومازالوا يتخرجون حتى الآن. لقد تراجع أقوام، وانهزم آخرون، واسترزق أقوام بمواقف مؤقتة تلبسوها بأمر من جحور جاءوا منها بأمر وتاريخ معين، ورجعوا إليها بنفس الأمر والتاريخ، وبقيَ أحمد كالطود الشامخ. أحمد ولد داداه رمز للطموح الشريف، والوطنية الصادقة، والنبل الأصيل، كل مسّ منه لصالح من حرسوا الدكتاتوريات بطول مشوار أحمد في النضال هو تكريس للفساد السائد والتخلف المقيت الذي نعيشه، ولا يصبّ بأي حال من الأحوال في مصلحة موريتانيا، فمصلحة موريتانيا الآن الأولى تتمثل في بعث القيم التي على أساسها يجب إعادة الفرز. وليس من بعث القيم دك أهم حصونها وتخريبه. ليت ذاكرة شعبنا تستطيع الاحتفاظ بالجرائم الأخلاقية والمالية والسياسية القريبة والمستمرة، حتى يمكن أن تتَحفّظ على أخطاء يمكن التحفظ عليها فقط في الظروف الطبيعية ومن طرف أناس طبيعيين لا عبدة الدكتاتوريات أو متملقي المخزن! (ليس المقصود اطلاقا سفر زعيم المعارضة إلى باماكو لأنه ليس خطأ بالمرة من وجهة نظري المتواضعة) إننا بحاجة إلى بعث قيم ليست قيم المضاربات والسوق والتهريب، قيم ليست قيم اللصوصية والسطو، قيم ليست قيم النفاق والتملق، والطمع القذر، قيم ليست قيم الجبن والإستكانة والخنوع! نحتاج أن نرى من يمثّل ولو جزءا يسيرا من تلك القيم يتصدر الذكر الحسن ولو اختلفنا معه، لا أقصد البيعة ولا الإنتخاب، إنما أن نزرع في أبنائنا أن هؤلاء وأمثالهم سلكوا طريقا يستحق الاشادة على الأقل، أما أؤلئك فسبيلهم لم يكن سبيل الرشد ولو عاد بالمليارات والسلطة. أقلّوا عليهم لا أبا لأبيــكمُ / من اللوم أو سُدّوا المكانَ الذي سدوا !! |