الاستقلال و الانجازات |
الخميس, 28 نوفمبر 2013 13:20 |
من أجمل التقاليد الجمهورية التي تخلت عنها الدولة الموريتانية مذ الاطاحة بالحكم المدني سنة 1978 كان ذللك التقليد المتمثل في ’’ خطاب حالة الامة’’ الذي يلقيه رئيس الجمهورية امام الجمعية الوطنية و كانت مناسبة تحمل اكبر الدلالات حيث ان الرئيس المختار ولد داده رحمه الله كان يقطع المسافة التي توجد بين القصر الرئاسي و مقر الجمعية الوطنية ( مجلس الشيوخ حاليا) سائرا علي الاقدام متبوعا بأعوانه الحكوميين ليمثلوا امام النواب الذين يمثلون الشعب , فرغم الشكوك المتعلقة بشرعية ذللك البرلمان من منظور الديمقراطية التعددية التي لم تكن موجودة حينها , كان التقليد الجمهوري يبعث برسالة احترام و تقدير للشعب بوصفه صاحب المشروعية كما كانت مناسبة تنزل فيها قمة الجمهورية علي الاقدام الي شارع الاستقلال في جو من الخشوع الجمهوري و امام اعين جمهور نواكشوط الذي كان يتوافد لرؤية المشهد البهيج .... لن انسي تلك اللحظات التي ادركتها في اواخر عهد الحكم المدني كما لن انسي لحظات خالدة قبل ذللك المشهد المؤثر في شبابي بأعوام في مدينة أكجوجت رأيت فيها الوالد (متعنا الله به)الذي وفر لنا حياة كريمة بعمله غير عابئ بنسبة و بغناء عن السياسة و عن الاخرين يصفق فرحا عند سماعه بخبر اكبر انجاز في التاريخ الوطني تأميم ميفرما في خطاب حالة الامة الذي كانت الاذاعة الوطنية تبثه مباشرة علي الهواء ,,,, و مع ذللك ظلت ذكري الاستقلال الوطني مناسبة يستعرض فيها الرؤساء المتعاقبون بطريقة مغايره الانجازات الوطنية ,و قد يكون من غير المنصف نكرانها ,, فالدولة استمرارية و في كل عهد يتحقق المزيد من الإنجازات ,,, الا ان فائدتها غالبا ما تتراجع بسب السلوك الا جمهوري الذي سيطر علي العقليات ,, و لعل اخطر مظاهر ذللك التراجع يكمن في المبالغة في تمجيد الحاضر و في محاولة طمس اثار الماضي القريب و البعيد للدولة الوطنية ,,,, ثم ان الانجازات البنيوية ستبقي قاصرة ما لم يتحقق تغيير جذري في العقليات ,,,,عبر قطيعة مع ثقافة النفاق السياسي و التطبيل الزائف ,, و المغالطات ,, لست شخصيا من الذين يزعجهم ذكر الانجازات بل انني لا اجد أي حرج في شكر الرؤساء علي تحقيق أي عمل وطني لا ريب فيه ,,,,, الا انني صراحة أتألم لهذا الوطن العزيز حين اسمع بعضهم يقول عبر الاثير : ’’ ان موريتانيا قبل هذا الرئيس كانت في كوكب اخر’’,,,,,,,,,,,,,, يمورتان اعليك امبارك الاستقلال ,,,, الصحة عيد , -------------------------- من صفحة الأستاذ عبد القادرولد احمدو |