قوارب الموت.. نكبة النزوح.. وقشة الغريق.. ضحايا يروون عذابات ما بعد الموت
الجمعة, 08 نوفمبر 2013 21:23

altفي رزنامة الموت، تصبح كل الأيام في تاريخ الحروب سوداء، مهما اختلفت حيثيات النكبات، وأشكال الكارثة، فالنتيجة دائمة واحدة، خاصة لما يتعلق الأمر بمصير شعبين يرتبطان بحق أخير بعد ضياع كل الحقوق : هو اللجوء .

نصت المادة الرابعة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لكل مضطهد، على الحق في اللجوء إلى بلدان أخرى هربا أو فرارا من الاضطهاد الذي يتجلى بصور عديدة كالحرمان، وانتهاك الحقوق، والحريات، وانعدام الأمن، والطائفية، وغيرها . السوريون والفلسطينيون إذن، أصحاب الحق الأخير نشدانا لآخر معاقل الحياة على مضارب الموت . لاغرابة أن يلجأ اللاجئ من موت إلى موت، فالصمود في وجه الموت لن يكون بطولة مادام الهروب منه أيضا صمودا من أجل الحياة، لا بل إن قبول الموت يعني الاستسلام لواقعه، والرضوخ له كروتين حياتي، ومن ينادي بشعار البقاء بالمخيمات حتى العودة، يحول المخيم إلى جريمة عودة، لأن المراهنة على صمود الشعب الفلسطيني والسوري في المخيمات ما هو إلا إسقاط لحق العودة، وتشويه لقيمة الصمود، وترويج لثقافة الاستسلام، وتكميم الأفواه، والاحتفاظ بالألم كسر وطني، وثمن مقدس للتضحية، وهو ما لا يمكن أن يطبقه أصحاب الشعار على أنفسهم، لأن سكان المخيمات واللاجئين هم ورقة، يصبحون في الأعراف الدبلوماسية والسياسية صفقات قد ترجح كفتها أو العكس بناء على الظرف السياسي فقط . قبل فترة قليلة أصدر الأئمة فتوى بأكل لحم القطط والكلاب في مخيم اليرموك ومخيمات اللاجئين السوريين وبعض مدن الشام،لأنهم لا يجدون ما يأكلونه، في حين أن بعض الجهات الرسمية تُشهّر بلجوئهم إلى قوارب الموت وتحيل دوافعهم الإنسانية إلى جريمة طمع! فأية فلسفة أو عقيدة وطنية وأخلاقية تحكم هذا التفسير لمشهد اللجوء بأفظع صوره! كل ما فعله اللاجئون هو نقل خيامهم من اليابسة إلى البحر في قوارب موت، يعني غيروا قبلة الموت لا أكثر، ليس طمعا بالحياة حتى بل بموت أخف وطأة ورعبا، ربما طمعا بموت واحد بدلا من موت يتكرر في كل لحظة، فكيف تتحول حادثة الهجوم على قارب –  يقل أطفالا ونساء وشيوخا –  من حادثة غرق إلى حادثة طمع! كل ما واجهه هؤلاء وما يواجهونه، ما هو إلا إدانة لكل هذا التشويه لصمودهم، وتضحياتهم، ومعاناتهم التي لن تنتهي حتى لو نجى قارب الموت من الموت! لاجئون سوريون وفلسطينيون، استقلوا قاربا للهجرة من ساحل زوارة الليبي الذي يبعد 60 كيلومترا عن الحدود التونسية، بعد أن دفعوامبالغ طائلة لقبطان السفينة التونسي ومجموعة من العاملين في مجال تنظيم الهجرة الغير شرعية عبر البحر إلى أوروبا ،وقد  أراد بعضهم أن يلجأ إلى السويد حيث يتواجد أقارب ورفاق هناك لهم. كان الانطلاق في ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة الموافق 11-10-2013، في قارب خشبي يقل حمولة ثقيلة من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، وصل تعدادهم إلى أكثر من 420 شخصا قضى منهم 200 فلسطينيا غرقا حتى الموت، حاولنا جمع شهادات عديدة من ضحايا ناجين ونشطاء حقوقيين، و جهات رسمية، واستمعنا إلى جميع الآراء على اختلافها، محاولين نقل الصورة بمهنية وصدق، تحترم الحقيقة، والانفعالات العاطفية لضحايا لم يزالوا يبجثون عن أحبة مفقودين، علما بأننا حاولنا مرارا أن نتحدث إلى سفيرة فلسطين في إيطاليا  الدكتورة مي كيله، كي نحيط بالمشهد من جميع جوانبه، وللأسف لم نجد سوى الانشغال، أو التجنب، أو تحديد موعد من أجل التهرب منه . المشهد الآن مأساوي بكل معنى الكلمة، حيث هنالك عدد من الأطفال المفقودين، بعضهم لا يعرف اسمه، وبعضهم  ممنوع من التقاء أهله على الضفة الأخرى،لأن بعض الناجين في إيطاليا والجزء الآخر في مالطا، مما يصعب جمع شملهم، خاصة وأن البعض يرفض إعطاء البصمات كي لا يمنع سفره أو يدخل السجن بتهمة الهجرة غير الشرعية، وهو ما يجعل اطفالهم في وضع صعب، حيث يبقون وحدهم غرباء بين الغرباء، وبين أطفال آخرين لا يبدو الأمل بالعثور على أهلهم كبيرا! مأساة اللجوء، والفقد، والتيه، هي التي يواجهها لاجئوا مخيم اليرموك واللاجئون السوريون، أنه شتات آخر، ونكبة أخرى، وهجرة لموت جديد. الناجي أيمن مصطفى، سوري من مدينة حلب أخبرنا أن القارب خلال إبحاره في المياه الليبية تعرض لعملية قرصنة من مسلحين ليبيين وميلشيات مدججة، كانت تتفاوض مع القبطان بأن يعود بالسفينة إلى الساحل، وبدا أنهم يتداولون الأمر فيما بينهم، خلال ذلك كانت تعلو وتيرة الرصاص وتهبط حسب طبيعة المشاورات التي أدت إلى الخلاف بين الطرفين، كان هنالك قارب ليبي يحمل هؤلاء المسلحين الذين يتحدثون الأمازيغية، وقد حاول المهاجرون إثبات حسن النية لهم بالهتاف لليبيا الحرة، دون طائلة! ( وفي هذه الأثناء كان الرعب يسيطر على نفوس الأطفال والنساء، كانت نساؤنا تحمل الأطفال على رؤوسهن رايات سلميه لنخبر المسلحين أننا لسنا إرهابيين ولكننا نريد النجاة بأطفالنا من الموت، لم يصغوا إلينا وواصلوا إطلاق الرصاص على الجميع بلا استثناء،  طلبنا من سائق السفينة الرضوخ لهم والعودة غلى الساحل، رفض وقال : لو عدتم سيسرقون مالكم ومتاعكم واطفالكم ويقتلونكم … استمر القارب بالإبحار تحت إطلاق الرصاص الهائل، حيث حاول المسلحون أن يلقوا الشباك على القارب لمحاصرته، ثم اطلقوا النار على محرك السفينة، في هذه الأثناء نجح قائد المركب بعبور المياه الإيطالية، هنا توقف إطلاق النار ولكننا أحسننا ان القارب بدأ يغرق ويتمايل يمنة ويسرة، بحيث تسلل الماء إلى داخله، وهنا بدات رحلة الموت الحقيقي إلى قاع البحر….. شاهدنا الأطفال تبتلعهم المياه والنساء والصراخ ..مشهد بالغ الأسى والكارثية ) . دولة العصابات الليبية في البر والبحر أبو أحمد من مخيم اليرموك يحدث رأي اليوم عن تجربته : ( أنا فاقد زوجتي، لقد ماتت غرقا،  وابن ابني ميت، وابني في مالطا، أبحث عن بنتي وزوجة ابني .. لو كانت  غربتنا بين أبناء عروبتنا أفضل حالا من قوارب الموت، لما لجأنا لسواهم، غربتنا معهم سيئة ومريرة،  كنت بمخيم اليرموك أعيش مع أسرتي وأبنائي، ثم بعد أحداث سوريا انتقلت إلى ليبيا التي يقولون أنها أصبحت حرة  لننجو من الموت، وأمضيت فيها 11 شهرا، ذقنا الويل من سوء معاملتهم لنا فيها، عن ماذا أحدثك، كيف أخبرك عما لاقيناه هنا، لم نلجأ لا طمعا بمال، ولا أرض، إنما نحن نطمع بالأمن فقط، أن نعيش ولو مرة واحدة والموت ليس فوق رؤوسنا، أنا رجل كبير لا أعرف متى ينتهي عمري، قد أموت في أية لحظة، في ليبيا واجهنا الموت في كل ثانية، قانون عصاباتي أعمى، وسحيبة مواس، يهددونا كي يجردونا من كل ما نملك، ابنتي المفقودة عمرها عشر سنوات، كانت في المصعد الكهربائي هي وابنة الجيران لما حاول المسلحون اغتصابها فأنقذها صراخها، ليبيا الحرة هذه أسوأ من كولومبيا، حتى الطفل الصغير يواجهك بالخناجر والأسلحة النارية، تركت بعض أبنائي في سوريا ورائي، جئنا من حرمان في مخيم اليرموك لا كهرباء ولا ماء ولا طعام، موت مع وقف التنفيذ، استجرنا بالمنظمة، لم يستجب أحد، وبعد ان هربنا من عصابات البر في ليبيا لاحقتنا عصابات البحر، دولة عصابات أينما وليت وجهك، كنا 200 عائلة مع ثلاثين طبيبا، في مواجهة قراصنة نقول لهم ” ليبيا الحرة يا عمي ” وهم يطلقون النار، انحنيت فوق أبنائي، وقد ثقبوا مركبنا وبدأت عوارض الغرق، اتصلوا بخفر السواحل،بقي المركب ثلاث ساعات ينتظر، بعد ذذلك وصلت طائرة، في نفس اللحظة التي استدرت فيها لأهدئ صراخ اطفالي فوجدتهم يغرقون، يا ربي يا لطيف ….بعد ذلك بحثت عن صور عائلتي في صور المفقودين، هنالك غموض لا أحد يعرف ما يجري لا نستطيع تفقد الناجين المفقودين، لتمييز أهلنا بينهم، كل شيء ممنوع هنا، في إيطاليا،جلست مع السفيرة الفلسطينية قلت لها لا نريد مالا، لو يعود المخيم كما كان لعدت إليه، كل ما نشدناه هو الامان، ابني في مالطا، اريد ان أستأنس به وهو من بقي لي من قارب الموت، لم نسمع شيئا، لم يطمئن احد قلبنا، لا نعرف ما يجري، ياتون ويذهبون، يلتقطون الصور معنا، ولا نراهم بعدها، وصل بي الأمران أطلب من صحافية من القنصلية فقط علبة سجاير، وعدتني بها ” وهاد وجه الضيف “، نحن هنا نعيش في جامع، مع إخوتنا السوريين، نحتاج عملا خيريا واسعا، جمعيات خيرية وليس سلطات وسفارات، فهذه لا تفعل شيئا، أنا رجل عجوز اصحو من الفجر، العمل ليس عيبا، انا الآن أعمل بتنظيف أرض الجامع، هذا مصيرنا، الكفاح، وما أجنيه سأتبرع به والله الغني). كان لرأي اليوم ايضاء لقاء مع لمى نزيه ناشطة بلجنة المقاومة الشعبية وصحافية فلسطينية في رام الله،التي قالت انها ذهبت لإيطاليا كي تعاين الحدث عن قرب بدافع الحاسة الاخوية، مجرد وصول الناجين توجهت للجالية الفلسطينية والسفارة لتطلب منهم حضورا رسميا ومكثفا وقد استجابوا، تخبرنا ” نزيه ” عن الضغوط التي تعرض إليها بعض الناجين حيث تم الضغط عليهم لإعطاء بصماتهم، وقد كانوا متخوفين من ها، لأنه بمجرد حصوله يتم منعهم من التنقل، أو احتجازهم، وتكشف لمى عن تخوف الأهل من لعبة غامضة، حيث يتم تزويدهم – كما تقول – باسماء لمراكز وهمية، خلال البحث عن ضحاياهم المفقودين، وهي تشكك بان هنالك احتمال لاخذ الأطفال ومنحهم لعائلات إيطالية، من اجل تربيتهم، فما يحصل الآن هو تحفظ على الأطفال، خاصة في ظل استحالة لم الشمل ما بين الأهل في إيطاليا ومالطا، انه اختطاف بالقانون لو فعلا ثبت ذلك، وتوافق على ضرورة التأكد والتثبت أيضا، وعلى ضرورة تحرك الجهات المسؤولية بفعالية اكبر خاصة ان المعاناة كل يوم في ازياد، والشتات والغربة والحرمان والقهر والفقد كلها عوامل تزيد من وطأة المأساة . بينما يروي لنا علاء  حكايته حيث يقول : لو تركونا سالمين ببلادنا ما كنا لنغادرها، لقد انتقل إلى ليبيا من العام 2008،وكل عام كان يزور أهله بالشام، ولكن في ظل الأوضاع الراهنة لم يزر بلاده لثلاث سنوات، وقد تدهور الوضع الأمني إلى الصفر في ليبيا، حيث تقتحم العصابات المسلحة البيوت، وتختطف الصغار، وتسسرق المال، في عهد القافي – حسب علاء ـ لم يكن أحد ليجرؤ على انتهاك الأمن بهذه الطريقة ولا على ترويع الناس في بيوتها، علاء ابن المدينة السورية حماة، يتحدث بألم عن بلاده، ويقول قسموا سوريا طائفيا، وليبيا التي لا طوائف بها حولوها إلى دولة عشائر، هربت أنا وزوجتي وطفلتي مريم البالغة من العمر 17 شهرا، ولدت في ليبيا، وأمها تحمل الجنسية الليبية، وانا لا أحمل أية أوراق رسمية فالقانون الليبي يعتبرها أجنبية، جواز سفري منته، كان لابد ان أنجو بعائلتي، تواصلت مع شخص اسمه خالد مسؤول عن تحميل البشر على قوارب الهجرة، طلعنا، والعصابات لاحقتنا إلى البحر، بقوارب تطلق النار والرصاص علينا،  القبطان حذرنا من الرضوخ لمطالبهم، مشى القارب ساعتين في البحر، كان لدينا حالت ولادة، وكنا اقتربنا من السواحل الإيطالية، جاءنا قارب نجاة من مالطا، وقد اتصلنا بالصليب الأحمر، فطلبوا منا الوقوف بمكاننا، حتى يتم تحديد موقعنا، وبعد ساعة ونصف طلبوا منا الاتصال مالطا لأننا اقرب إلى حدودها، وما أن وصلت زوارق النجاة، كانت ابنتي بحضني وزوجتي تمسك بي، لحسن الحظ أننا نجيد السباحة، نزلنا الماء وحاولت إنقا ذ عائلتي ثم بدأت بإنقاذ من تمكنت من انقاذهم قبل غرق المركب بالكامل، بعد أن سبحنا بعيدا عن الناس لأننا خفنا ان يغرق الناس بعصهم في محاولاتهم للنجاة، استغرق الوقت اربع ساعات لم يشرب أطفالنا فيا ماء، وقد نفذت مؤونتنا، جاء زورق إيطالي فاصر على أخذ الأطفلا وحدهم  دون أي نساء ولا رجال ولو زوجتي حتى نطمئن على أطفالنا، طلبنا منه إنقاذ على الأقل امرأة بحالة طارئة، وقد أنقذناها من الغرق، وهي زوجة طبيب كان معنا على المركب، أعطيتهم ابنتي وستة اطفال سلمتهم بيدي لهم، ثلاث ساعات استغرق الأمر، والموج صار يبعدنا، حتى وصلت الزوارق من مالطا وأقلتنا، أنا هنا وابنتي في إيطاليا، أطالب بها في المحاكم، ولا من مجيب، قدمنا كل الاوراق الثبويتية، ولم يستجب احد، نحن في مأساة حقيقية الآن، شتات آخر، ومعاناة استرداد أطفالنا هي الأكثر إيلاما على الإطلاق “ كان لا بد لنا ان نعود للحديث مع أيمن مصطفى لنسأله عن ابنته المفقودة جود البالغة من العمر اربع سنوات فقال لنا : صورة ابنتي مع الناجين، وصلنا عدد من الصور لأطفال ناجين يبحثون عن اهلهم، كيف لي أن أصدق أنهم يختطفون ابناءنا ليوهبوهم لعائلات أيطالية في ذات الوقت الذي يقومون به في نشر صور لأبناء يبحثون عن عائلاتهم، هناك صحافي إيطالي مختص بشئون اللاجئيتن، معنا يبحث في الأمر، وكنت أريد ان أحرق نفسي لما تخيلت أن ابنتي ممكن ان تربيها عائلة أيطالية، يا أختي الوضع لا يستحمل، وهناك أباء نفسيتهم منهارة مما يتم تداوله من شائعات، حتى لو كان هذا االاحتمال نظريا وارد، علينا أن نتانى مراعاة للعدالة، وبعيدا عن الانفعلات العاطفية، واخذا بالمعطيات، الأمر ليس سهلا، ولانريد إطلاق الأحكام، والتسرع . لقاؤنا مع الدكتور ربحي قدومي قنصل فلسطين، د ربحي القدومي  قال لنا ( سافرنا مجرد ما سمعنا لإيطاليا وقد كان أبو مازن في زيارة لها، رأيت حالة الناجين المزرية،،وضعهم دراماتيكي فقدوا عددا كبيرا من عوائلهم، وتمنكت السلطات من إنقاذ 100 جثة، لا أستطيع تقديم التفاصيل ولكن اعلم ان السلطات المالطية حاولت الكثير، في وقت كان البحر فيه هائجا ) يرى د ربحي أن ما يجري هو عبارة عن مؤسساتية للكسب الحرام والربح المادي منظمات تجارية، تستغل حاجة هؤلاء البشر الين يبحثون عن المزيد، والأمور ليست افضل من مخيم اليرموك، ويتساءل لم لا يهاجر هؤلاء إلى الأردن مثلا، ويرى أن الناس يجب أن تستعمل عقولها، وأن الإغراءات التي تم تقديمها لهم نجحت في إيقاعهم . ـ (لابد ان هنالك منظمات ذات نوايا سيئية ربحية ومستمرة حتى لو لم تكن حروب، فالهجرة الإفريقية، جاءت بحجة الفقر  والاضطهاد السيايسي وربما اغراءات بشكل منظم تغري هؤلاء بالمنح التي يقدمها الاتحاد الأوروبي  لكل لاجئ يصل تبلغ  اربعين يورو كي يستمروا بالحصول على هذا الدعم الاقتصادي على مستوى منظمات ليست رسمية،الناس التي تنظم قصة الانتقال بطرق غير انسانية لا تبالي ولكن من يصل هنا يعاني لان ليس كل من يصل لايطاليا ياخذ المطالب التي وعد بها،  كل سفينة تاخذ من كل مسافر 5000 دولار ولا تكفي 100 مهاجر وبظروف سيئة جدا وسفن مهترئة البعض افترض انو بعض الشخوص وبعض الدوريات اطلق النار، يفتح امامنا بعض التبريرات للمسلحين،لانريد الدخول ببعض التفاصيل للاتفاقيات التي تم عقدها بين أوروبا وليبيا لمقاومة هذا النوع،   انها احد سبل المقاومة ولكن  احتراما للاتفاقيات يفترض الاتفاق على طرق معينة سلمية للحد من هذا الانتقال الغير الشرعي وأريد أن أتحدث عن اخواننا الفلسطينيين، فأنا أفهم معاناتهم جزء من معانتنا حتى في المخيمات وفي الاردن وفي غزة لن انسى انتماءنا للشعب الفلسطيني،ولكن يجب ان نكون قادرين على الا نترك المخيم مهما قست الظروف لان الظروف خارج المخيم قاسية،  اخواننا في مخيمات الشتات نطلب منهم أن ينتبهوا لهذا النوع من انواع الدعاية نحن موجودون لمنع المغادرة من مكان لمكان، الحل الوحيد هو العودة لفلسطين البقاء قضيتنا “ الشعارات والواقع!! ( نتعاون على اساس التوعية ومقاومة هذا النوع من الهجرة على مستوى شخصي وعلى مستوى وطني، والسلطة ترتب بشكل دائم من اجل حق العودة احدى المرتكزات الاساسية لقيادتنا هي العودة،  اطلب من الفلسطيين ان يعوا ذلك مازال حلم العودة ..) رهانات السلطة ! ـ ( الوضع الفلسطيني وضع ماساوي في فلسطين والمهجر والمخيمات و القضية الفلسطينية منذ المؤتمر الصهيوني مدركه لكن علينا أن  ندرك امورا اخرى حيث  حاول الفرنسيون اعتبار الجزائر  ولاية فرنسية وظلت اكثر من مية وثلاثين عاما،تحاول الغاء كل معالم الجزائر والشعب الجزائري،ولم تنجح، أما الشعب الفلسطيني فلديه  كل مقومات الصمود والارادة سوف يتحقق وسوف يحصل على حقوقه، الشعب  لديه ارادة وتصميم بالرغم من كل الخلافات الموجودة في فلسطين  لااتكلم من لاشيء انا اعتبر نفسي مطلعا على  آلامور  باستمرار ما هو  مطلوب من الشعوب العربية الوقوف جنب فلسطين وقضيتنا قضية عربية واسلامية  ولكن للأسف كل عوامل القوة التي تؤهل فلسطين للانتصار غائبة). ـ وفق دائرة معطيات المهاجرين الايطاليين فإن عدد الناجين 149 في مالطا و66 في صقيلية زستة اطفال في آغريجنتو –ايطاليا بلا ذويهمأما المفقودين فعددهم التقريبي 200 ولم يزل البحث عن جثث جار والحكومة الايطالية ترفض ارسال غواصات لانتشال الجثث بسبب التكلفة الغالية. تتقاطع الكارثة السورية مع الكارثة الفلسطينية، كأن التاريخ يعيد كوارثه، ولكن الكارثة العظمى أن يخرج اللاجئ وتحديدا الفلسطيني من هذه الكارثة متهما، كأن حقه بالطمع بالأمن ليس من شرائع الصمود، أليس الطمع مشروعا حتى في الله ؟ ألم يقل الله في محكم آياته ” ادعوه خوفا وطمعا”! ثم أن المسلحين هم قراصنة وليسوا مقاومين، وقد كانوا يتفاوضون مع القبطان على اقتسام الغنائم، وإن كانت اتفقيات منع الهجرة غير الشرعيين بين الدول لم تجد حتى الآن صيغة تحفظ بها أرواح المهاجرين سوى القتل، فهذا يعني أن اللاجئ هو الوحيد الذي يستطيع أن يفضح الجريمة القانونية في هذا العالم!

------------------

إيطاليا ـ مالطا ـ “راي اليوم” ـ من لينا أبو بكر