في الحاجة لعقلاء |
السبت, 26 أبريل 2014 18:58 |
جديدٌ في الممارسات "الكتابية" الموريتانية الهجوم بالقدح البذيء والهجاء المرير على الكُتاب بسبب كتابة أفكارهم وبسبب اختلافهم. ورغم أن لنا في هذه البلاد إرثاً طويلاً في الهجوم على السياسيين وسبهم وتقريعهم إلا أن الهجوم على أصحاب الرأي هو بدعة أتت بها مجموعات سياسية معينة. هذا انحطاط. وهنالك وكالات ومواقع خاصة بهذا. يمكن الاختلاف مع ولد ابريد الليل أو الكنتي أو ولد آبة وغيرهم ولكنهم أصحاب تفكير. يجب أن يُرّد عليهم بالتفكير. -وماذا لو كان المعنيون بلا تفكير؟ -إذن فليطبقوا فكيهم. ليقولوا خيراً أو ليصمتوا.
ليس من العدالة أن يردّ من لم يقرأ كتاباً واحداً في حياته على من يقضي عمره في البحث والاستدلال. بعض المجموعات السياسية تمتلك سفهاء لتقريع خصومها الفكريين. تقريعهم ليس بالفكر، بل بالتلفيق والكذب.
ليس من حق السبابي أن يزعم أنه صاحب مشروع تربية. ولا يمكنه أن يزعم تفرداً أخلاقياً. إن سبابيته في المعارضة ستتحول إلى شرطة وقمع في السلطة. السفهاء لن يستقيموا بالوصول إلى السلطة، فالسلطة مفسدة.
الكنتي انتصر على السبابيين الذين قدحوا في عشيرته وشخصه (وهم يزعمون أنهم يفعلون هذا باسم الإسلام)، أما هو فكان يرد على فتاويهم وتلوانتهم السياسية. لم نُشاهد لهم رداً محترماً. ولد ابريد الليل مفكر. لسوء الحظ لم يتصدّ له منهم إلا أشخاصٌ غير قادرين على القراءة. والشنقيطي، رغم أنه يتمتع بحماية حزبية، إلا أنه ما سلم من ضروسهم وتكفيراتهم. سموه بالتكساسي والعميل وغيرها. اثنان فقط منهم ردوا على تفكيره (للأسف لم يرد عليهما الشنقيطي بعد). أما البقية فقد أكلو لحمه. وهاجموا العالم الكبير ولد بيّة!! ووصفه أحد جهلائهم بالجهل!! لأنهم رأوه بمنظار المنافس.
وهؤلاء هم مثالٌ أعلى لصياصينهم الوثوقية السبابية المتجولة في الفضاء الإلكتروني. إن المهمة الأساسية لهؤلاء ليست إظهار أنيابهم. نحن نعرف أن لهم أنياباً. وأشياخهم يكشفون لنا عنها دوماً كما يفعل باعة الكباش في "المربط". إن مهمتهم الآن أن يظهروا لنا أن لهم أخلاقاً وأن لهم مشروعاًً، وأنهم ليسوا مجرد طلاب غضبة ينصرون أخاهم ظالما، وأنهم يعرفون مفاهيم "الحوار" و"الأدب" و"الحِلم" و"التسامح" و"التفكير" وفوق كل ذلك قادرون على "القراءة" و"الكتابة". ------------------------- من صفحة الأستاذ عباس برهام على الفيس بوك |