نعم، أدعو إلى الجرأة و الشجاعة و الإقدام لاسترجاع كلّ حقّ ضائع....و ما ذاك ذاك إلاّ لاقتناعي العميق بأنّ الحقّ يحتاج إلى الجرأة...و الجرأة في نظري تختلف عن العنف، فهي خليط من العقل و التبصّر و الايمان الشّديد

 بضرورة استعادة الحقّ، مع السّعي إلى ذلك بإقدام و عزّة و كرامة...و قد سمعت أحد العلماء يقول إنّ العلاقة بين الجرأة و استعادة الحق تمثّلتْ تاريخيّا في هبّة حمزة بنُ عبد المطلب عندما جاءه من يُخبره بأنّ أبا جهْل قد سبّ ابن أخيه محمد بن عبد الله [عليه الصلاة و السلام]..فانتفض حمزة و ضرب أبا جهل، و قال له: "ردّها عليّ إن استطعتَ!!!".

ومنذُ ذلك الحين، و هذه الكلمات تجلجلُ كالرّعد ضدّ الطغيان و الجبروت إلى يومنا هذا، و قد ارتاحت لها نفوسُ المسلمين يومئذ، و مدّتْهم بشلال من القوّة و العزيمة...و كان ما كان بعد ذلك من نصر و انتصار.

و قد أردتُ هنا التّذكير بهذه الحادثة و الكلمات الخالدة...فقط لأخلص إلى حقيقة تاريخيّة ثابتة، و هي أنّ "الحقّ"، ما لم يكن له ظهيرا قويّا، شُجاعا، و جريئا...فإنّه مصطلح عقيم...أعْمى...

------------------------

من صفحة الأستاذ محمد فال ولد بلال على الفيس بوك