أحدهم كتب! أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ومن المعلوم أن سعر قهوة الصباح باللبن 300 أوقية "ملحكتو للوالدة" فكلاهما في العاصمة!!

رمضان فرصة لنزع فتيل "أقداج" والخمول الأجتماعي من المؤسف أن تجد شابا يفعل خدمة "الساعة" ويتصل بالجميع حتى الأرقام المجهولة لكنه لا يتذكر أن يتصل على جدته أو عمته!!!

مع أن صندوق الجدَّة وهو صغير كان بنكاً صغيراً قلما يستيقظ صباحا إلا وجد فيه "نحاسة 20" تساعده في شراء "بلبصتيك" أو "نفيخة" يباهي بها أقرانه

علينا بالتزاور ونفض غبار "العزلة الأفتراضية" التي تفرضها علينا سطوة التكنولوجيا والأبتعاد عن ثقافة "عزت شي" والصداقة من أجل "شي" والتخندق الفكري والسياسي من أجل "شي" والمحبة البراقة الخالية من ملح الوفاء والعفوية فسرعان ما تتلاشي كغيوم الصيف عندما يختفي "ذاك شي"!!

أخشى أنه في جمهورية "ماحارك شي" أصبحت كل المشاعر من أجل "شي" بالأمس! رأيت بائعا متجولا يلوح ببضاعته نظارتين وساعة وقفت قرابة نصف ساعة أراقب قسماته المتعبة وعيونه وهي تتحدث بطلاقة عن مدى حرمانه وهو يشير على الزبناء دون كلل وملل لكن لا أحد يشترى هذا "البائس" ظاهريا قد لا يلفت أنتباه أحد لأنه لا يملك شيئا في هذه الحياة فقط حقيبة خفيفة تكتظ بأشياء صغيرة وأرباح قليلة تساعده في شراء الخبز لكنه عند الله قد يكون أفضل مني ومنك!!

لأنه لا يسأل الناس ولا يمارس السرقة والإبتزاز من أجل الجلوس تحت ظلال الحياة الزائلة!

قد يكون محاطا بقلة من المحبين لكنهم ليسوا مزيفين!!!

---------------------

من صحفة الأستاذ خالد الفاظل على الفيس بوك