أمل في غزة |
الثلاثاء, 08 يوليو 2014 20:30 |
إضافة إلى أن بعض أصدقائنا هنا يكره التحليل (بل ويُغضبه التحليل) ويحبّ محله الهربذة، فإن صاحبكم ليس من التحليل في شيء. إذن، لم يبقَ لي إلا الأمل. ويُقال أنه "لولا الأمل لانفطر الفؤاد".
آمل أن المعركة الدائرة في غزة حالياً ستسفر عن- ليس توازن الرعب- بل تساوي الردع بين الآلة الإمبريالية والإنسان المقاوم الصامد، وبالتالي جعل المقاومة طبيعية وليست أسطورة كما هي الآن في غزة. عندما يحدثُ هذا ستبدأ نهاية طغيان العنصرية السماوية، المتقوية بالعنصرية الحضارية والمركب الرأسمالي في "أرض الرسالات".
لقد استغرق مركب الإنسان والأرض المقاومة عقوداً وهو يدفع، بدمه وروحه وسلامه وبحبوحته وتعاضده وتنوعه، ثمن التناقض بين إنسانيته ووحشية الآلة، آلة الخرافة الصهيوينة والوعد الأصولي الجهنمي؛ العقود وهو يدفع في أرضه الآمنة وحضاراته الخاشعة ثمن ما ارتكبته الشعوب الشريرة في أقصى الغرب تجاه غيتوهاتها الخاصة؛ العقود وهو يدفع من إنسانيته خوف "الضمير الحر" في الغرب على "إنسانية" الهمجي؛ العقود وهو يدفع من لحم صدره لشايلوك؛ العقود وهو يدفع من بقية جسده مقابل كعب أخيل؛ العقود وهو يدفع من قراه ثمناً لنار نيرون؛ العقود وهو يدفع من جماجمه لقاء قدم الشنفرى؛ العقود وهو يدفع من عطشه لقاء كرامة كليب.
آمل أن لحظة التوازن قد قربت. أعتقد أن ما يحدثُ في غزة تراكم في سبيل تلك اللحظة. إنها لحظة الناموس الأكبر. آمل أنها لا تفوتني. ------------------- من صفحة الأستاذ عباس ابرهام على الفيس بوك |