“الحدث الأزوادي” يستعرض أبرز خلافات “أزواد” القبلية
الثلاثاء, 08 يوليو 2014 12:51

 

أزواد

الحدث الأزوادي – خاص

تفاجأت الأوساط الأزوادية ببيان أغ أوسا القائد العسكري للمجلس الأعلى لوحدة أزواد حول نذر الحرب الأهلية في أزواد، وتحذيره من الانجرار لبراثنها مع دعوته لكافة الأطراف والقبائل باجتماع عاجل لمعالجة الخلاف على طاولة واحدة قبل أن تتسع رقعة تلك الخلافات ويعجز الحوار عن حلها.

“الحدث الأزوادي” بدوره يستعرض تلك الخلافات، ويغوص في فسيفساء المنطقة للتعريف ببعض خلفياتها، ويحاول وضع المهتمين في صورتها.

تعد الخلافات الإثنية بين “البيض” و”السود” أهم أسباب تفجر الصراع بين مالي من طرف والأزواديين “البيض” من طرف آخر، وبعد تجدد الصراع مطلع 2012، وما أعقبه من سيطرة الجماعات الإسلامية، ومانتج عن ذلك من تدخل للقوات الدولية في محاولة لإعادة المنطقة لسابق عهدها، ونتيجة لكل تلك الاضطربات نشأت خلافات طارئة وتجددت أخرى قديمة تضافرت جميعها لاختراق النسيج الأزوادي، الأمر الذي ساهم في تعقيد المشكلة، وسيؤثر حتما على قضية الإقليم الرئيسية.

نبدأ بالطرف العربي الذي أصبحت المواجهات بينهم علنية وشبه يومية وأخذت شكلا قبليا سافرا، بعد أن انقسمت الحركة العربية لجناحين الأول بقيادة ولد سيداتي والآخر تحت قيادة ولد سيدي محمد، ويضم الأول أطيافا من قبائل البرابيش وأبرزها أولاد إدريس وأولاد غنام التي ينتمي إليها رأس الحركة إضافة إلى القوانين وأهل بوجبيها وأولاد بوخصيب مع عناصر من ترمز “اكرمزيتن” بالإضافة إلى بعض قبائل عرب تيلمسي وجزء من مشظوفة.

بينما جناح أحمد ولد سيدي محمد تهيمن عليه قبيلة أولاد يعيش التي ينتمي إليها زعيمها مع لفيف من قبائل البرابيش كأولاد عمران وأولاد علوش وقسم من ترمز “إكرمزيتن” التي ينتمي إليها ولد ميدو رجل مالي الذي يحشد في هذه الأثناء قواته قريبا من “إنفيف”. أما لمهار فانضم معظمهم كما تقول المصادر المحلية إلى الجماعات الجهادية وخاصة “التوحيد والجهاد” أو ما أصبح يسمى بـ”المرابطين” إلا أن العامل القبلي يبقى مهما في تحديد مواقف هذه القبيلة، وتذكر مصادر من داخل جناح ولد سيداتي بأن معظم قوات جناح ولد سيدي محمد من لمهار وليسوا من قبيلته أولاد يعيش وعلى رأسهم يورو ولد العامر، وتتخوف المصادر المحلية من تجدد المواجهات بين لمهار وقبيلة كنته التي ينضوي معظم قادتها تحت لواء الحركة الوطنية ذات الثقل الطارقي، وتؤكد المصادر ذاتها بأن رفض ولد ميدو لمقاتلة الحركات الأزوادية  في وقت سابق حدى بـ”لمهار” المنحدرين من عرب تيلسمي كما أخوال ولد ميدو “مشظوفة” لإهدار دمه.  

ثانيا: الجانب الطارقي في الشرق الأزوادي

بعد معركة كيدال التي أدت إلى هزيمة القوات المالية والميليشيات الطارقية المتحالفة معها بقيادة الهجي أغ آمو الذي ينتمي إلى قبيلة “إمغاد” الطارقية اعتبر قسم كبير كما تقول مصادر قبلية محلية أن تلك المعركة تمثل هزيمة لطرف دون آخر وبالذات “إمغاد” الذين قتل أحد أهم قادتهم وهو فيصل أغ كبا مع أكثر من 20 مقاتلا من أفراد قبيلته كما أكدت مصادر ميدانية، وهو الأمر الذي يتخوف مراقبون من أن يؤدي إلى أعمال انتقامية، ولا تسبعد مصادر أن تكون الحشود الأخيرة للهجي أغ آمو في “غاوا”من أجل رد الاعتبار لقبائل “إمغاد”، وخاصة أن معركة كيدال كانت في معقل قبيلة “إفوغاس” ذات النفوذ الواسع في أضغاغ، وتتميز العلاقة بينها وبين “إمغاد ” في الشرق الأزوادي بالاضطراب وعدم الانسجام.

وكان “الحدث الأزوادي” قد نشر أمس خبرا عن الحشود العسكرية في “غاوا” يقيادة أغ آمو و ولد ميدو لمحاولة استعادة كيدال من الحركات الأزوادية، وقد ردّ مصدر من داخل تحالف الحركات الأزوادية تلك الحشود إلى فشل الجيش المالي في حسم المعركة العسكرية وجها لوجه مع الحركات الأزوادية وباءت كل محاولته بالفشل، وهو الآن يلجأ لتسليح المليشيات من “لمهار” و”إمغاد” بالإضافة لبعض التجمعات الموالية له، وقد وقفت منسقية تحالف الحركات الأزوادية على الميثاق الذي تم توقيعه من طرف تلك التجمعات القبلية في مدينة “غاوا”، ولديهم أيضا معلومات مؤكدة بتكوين مليشيات من تلك التجمعات ومدها بالسلاح في منطقة تبانكورت.

فيديو 28 نوفمبر

البحث