موريتانيا وصناعة الفشل. |
الاثنين, 29 سبتمبر 2014 13:54 |
لقد أظهرت تجربة القرن العشرين، أن الأنظمة التي رفعت شعارات كبيرة كانت هي الأنظمة الأكثر فشلا على المستوى الدولي. وتجربة « لخمير الحمر» في كمبوديا خير شاهد على ذالك، فبقدر ما رفعوا من شعارات كبيرة، كانت نتائج سياسيتهم في الواقع كارثية، لما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب الكمبودي، من قتل وتشريد وإفقار. كما أن الأنظمة العربية الإيديولوجية التي رفعت الكثير من الشعارات لم تخرج عن نفس السياق. ورغم أن الأنظمة السياسية المتعاقبة في موريتانيا خلال العقود الماضية لم يكن النجاح حليفها دائما ، بل كانت الإخفاقات ميزتها الأساسية، فإنها لم ترهق مسامع الإنسان الموريتاني بالشعارات الكبيرة، في حين كانت ميزة النظام الحالي رفع الكثير من الشعارات الكبيرة ، مثل : شعار «مكافحة الفساد» وشعار «رئيس الفقراء». لكن المفارقة أن سياسات هذا النظام لم تكن فاشلة فقط، بل كانت كارثية: فالتعليم منهار، والصحة منعدمة، والعدالة معطلة، والأمن غائب. فمدينة نواكشوط عاصمة البلاد، بلا كهرباء وتحاصرها القمامة والمستنقعات، ويأكل ساكنتها الباعوض، وتجتاحها عصابات الجريمة المنظمة. فشعار «محاربة الفساد» تحول إلى فساد منظم. «وشعار رئيس الفقراء»، تحول إلى إفقار جماعي للشعب الموريتاني، والمشاريع العملاقة تحولت إلى سراب ووعود عرقوبية . وسياسات التشغيل تحولت إلى بطالة جماعية ويأس معمم للشباب. فنحن إذن أمام نظام يبدع في صناعة الفشل. ---------------------- من صفحة الأستاذ ديدي ولد السالك على الفيس بوك |