زوجوني يرحمكم الله! |
الاثنين, 24 أغسطس 2015 00:47 |
في "العالم الإفتراضي" عندما أقوم بنثر الحروف في سهول الخيال وأرى الإعجابات تنهمر كزخات المطر والتعاليق تتفتح كالأزهار،يخيل لي أنني شخص "مهم"،وعندما أعود للواقع حاملا على كتفي أمتعة ثقيلة من الخيبات أدرك أن لوحة المفاتيح لا تصنع الأمجاد! رفقا بصاحبكم،المزيد من الإطراء قد يحولني إلى فقاعة صابون يحملها الهواء،فأتوهم أنا لسذاجتي أنني ارتفع وأنا في الحقيقة أتلاشى! أنا لست مصلحا إجتماعيا،بل أنا عاجز عن إصلاح نفسي وعن فهم الحياة،والكلام في السياسة يجعلني أشعر بالغثيان،لست مؤمنا بالوطن لكنني أحبه في الله،وليست بحوزتي أفكار مفيدة،ولست مستعدا لحرق مدخراتي من السعادة في سبيل قطف الإهتمام-سأهاجر-سأبحث عن الحلوى في مكان بعيد لا توجد فيه مرآة متصدعة تقسم قلبي إلى عدة شظايا،فالترحال من أجمل الأشياء،والله يوجد في كل مكان والسماء هي السماء سترافقني طوال الوقت،وضريبة الغربة قد دفعتها بالتقسيط الممل لتلك الوجوه والأماكن التي أعرفها كما أعرف خطوط يدي،الغربة غربة الروح وليست غربة الجسد والحياة هي الوطن! لن أكون شمعة تحترق في النهار،ولا يهمني أن تشاهد خطواتي في كتب التاريخ،سأكون مثل تاجر عطور عاش قبل قرون في سمرقند لا أحد يعرف قبره الآن-لكنه عاش سعيدا-الكتابة تكون لذيذة عندما نمارسها بدون تصنع،والحياة تكون ممتعة عندما نعيشها على الهامش! بائعة الكسكس رحلت دون أن نسألها عن رأيها في الحياة،والميكانيكي سويدي مات قبل أن يكتب سيرته الذاتية،ورجل الأعمال الحسن على سريره في مستشفى فاخر يودع الحياة والورثة وراء النوافذ يقومون بتخيل حصصهم! الصمت هو أجمل رثاء والذين يموتون دون أن يتذكرهم أحد يرحلون بسلام...زوجوني يرحمكم الله فإنجاب الأطفال هو الخدمة الوحيدة التي يمكن أن أساهم بها في بناء الوطن،زوجوني في الشتاء وأعدكم لن أعلن التمرد في فصل الصيف،زوجوني منها قبل أن يختطفها أحد "الأثرياء الجدد" أو أحد الوزراء أو أحد العائدين من المهجر،الزواج يعلمنا الصبر،والصبر يعلمنا الإنتظار،والإنتظار يجعلنا كعمال الحقول ننتظر دائما الحصاد،وأنا لا أنتظر شيئا لقد أتعبني "النضال العاطفي"! فالنضال العمودي الذي يدمن عليه الساسة دائما ما ينتهي على موائد السلطان-لا يعجبني-والنضال الأفقي الذي يستهدف المجتمع لا يزاوله أحد لأنه لا يجعل الجيوب خضراء! من الشاردة نوكيا 205،،والمزج بين العالم الأزرق والعالم الأخضر(البادية) ليس عملا رومانسيا،من مكان ما من مقاطعة كوبني ورائحة العشب الأخضر أشتمها وأنا فوق "الخبطة" بجوراي قدح من اللبن والقمر فوقنا يتجول في السماء،الوطن زاكي قالها لي سائق "متكركر" يدخن التبغ عندما قص علي رحلته مع تهريب الممنوعات في إحدي دول الخارج... الساعة 22:16 -------------- من صفحة الأستاذ خالد ولد الفاظل على الفيس بوك
|