معمرون ومرضى وعرسان يدلون بأصواتهم وزعيم المعارضة لم يصوت لنفسه |
الاثنين, 02 نوفمبر 2015 09:17 |
عرسان ببدلات الزفاف ومعمران تجاوزا المئة عام وعجائز ومرضى على أسرّة الشفاء، كانت المشاهد الأبرز للانتخابات البرلمانية التركية التي شهدت تنافسا حميما بين الأحزاب المختلفة أدى لارتفاع نسبة التصويت بشكل كبير جداً، في محاولة من جميع الأحزاب لكسب كل صوت ممكن.
في مدرسة السلطان سليمان القانوني في إحدى ضواحي اسطنبول، دخل عريس وعروسته ببدلة الزفاف إلى اللجنة الانتخابية للإدلاء بصوتهما. يقول العريس محمد اوزدمير (27 عاماً) لـ»القدس العربي»: «هذه انتخابات حاسمة ولا شيء يمنعنا عن المشاركة بها، كل صوت له تأثيره وكان من الواجب علينا أن نشارك بها ومناسبة سعيدة لي أن أدلي بصوتي يوم زفافي»، معبراً عن أمله أن تكون عروسته قد صوتت لحزب «العدالة والتنمية» كما فعل. من جهتها تقول المعمرة فخرية تاتلي أوغلو لـ»القدس العربي»: «التصويت حق منحه لنا الدستور بعدما حرمنا منه بسبب الانقلابات العسكرية في الماضي، ومن الواجب علينا استخدامه»، مضيفةً «أنا سأصوت لحزب أردوغان الذي أعاد لنا الحريات الدينية وجعل تركيا دولة قوية… أنا أحب أردوغان وداود أوغلو لذلك أصررت على التصويت». ويقول مصطفى يلماز(88 عاماً)، لـ»القدس العربي» جئت لأنتخب على الرغم من وضعي الصحي لأدافع عن مبادئ العلمانية التي أسسها أتاتورك والتي يحاول الطيب (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) إلغاءها وتشويه صورة تركيا»، مؤكداً أنه صوت لحزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس الجمهورية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك. وفي غمرة تصويت كبار السن، فارقت المواطنة التركية ساليسه تشيفتش الحياة داخل أحد مراكز الاقتراع بعد تعرضها لأزمة قلبية أودت بحياتها في مدينة أوردو شمال تركيا. كما أدلى أكبر الناخبين سناً محمد إيسان( 130 عاماً) من مدينة سيرت جنوب شرق تركيا بصوته، قائلاً: « قدمت صوتي للسلام بين الأتراك والأكراد». وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام التركية عددا كبيرا من العرسان ببدلات الزفاف يدلون بأصواتهم الانتخابية في العديد من المحافظات لا سيما في دوائر جنوبي وشرق البلاد التي يشتد فيها الصراع الانتخابي، لا سيما بين حزبي «العدالة والتنمية» الحاكم وحزب «الشعوب الديمقراطي» الكردي. فخرية (43 عاماً) تقول بعدما أدلت بصوتها «أعطيت صوتي لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي… أنا لست كردية. أنا أكره أردوغان وأريد أن يتمكن حزب الشعوب من تجاوز الحاجز الانتخابي حتى لا تذهب الأصوات لحزب العدالة والتنمية الذي دمر تركيا». وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو أدلى بصوته في مدينة أنقرة، وهو بذلك لم يصوت لنفسه، حيث أن صوته لقائمة حزب الشعب الجمهوري المعارض من المقرر أن يكون في أنقرة، على الرغم من وجود اسمه على قائمة الحزب في المنطقة الثانية من مدينة أزمير، فيما لفت مغردون إلى أن الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أدليا بصوتيهما وهما يرتديان الجاكيت نفسه «أزرق مُقلم من دون وضع ربطة عنق»، على الرغم من أن أردوغان صوت في مدينة إسطنبول، وداود أوغلو صوت في مسقط رأسه بمدينة قونيا وسط البلاد. كما ظهر العشرات من المعمرين وهو يدلون بأصواتهم، حيث تم نقلهم بواسطة عربات إسعاف من المستشفيات والمنازل، كما وصل العديد منهم عبر الكراسي المتحركة، واضطر العاملون في بعض الدوائر إلى إتمام إجراءات التصويت على أبواب اللجان التي لم يتمكن الأهالي من إدخال أقربائهم المسنين إليها. وفي بعض الدوائر الواقعة في مناطق جبلية ووعرة في جنوب وشرق البلاد، نقلت طائرات مروحية تابعة للجيش التركي صناديق الاقتراع وأوراق التصويت إلى اللجان وقامت بإعادتها بعد انتهاء التصويت إلى مراكز المدن القريبة من أجل فرزها واحتساب أصوات سكان هذه المناطق البعيدة عن مراكز المدن. ومع بدء عمليات الفرز ظهرت الآلاف من الأوراق الباطلة، حيث صوت أحد الناخبين إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر ورقة مجهزة طبع عليها علم التنظيم الأسود وكتب عليها الآية «إن الحكم إلا لله». كما كانت الانتخابات فرصة للقاء الجمهور مع عدد كبير من المشاهير منهم نجوم المسلسلات والأفلام التركية وأبرز لاعبي المنتخب التركي والأندية، حيث التقط المواطنون الصور التذكارية وصور «السيلفي» معهم، وسط اهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام المحلية التي كادت تدخل مع النجوم إلى غرفة التصويت. وأدلى الفنان التركي خالد أرغينتش بطل المسلسل التركي «حريم السلطان» بصوته في منطقة «إيتلار» في إسطنبول، حيث رافقته زوجته الفنانة التركية بيركوزار كوريل بطلة مسلسل «القبضاي». لكن الحدث الغريب أن الفنان أرغينتش بعد توجهه لمكان الإدلاء بصوته خرج مباشرة مطالباً الموظفين بتغيير ورقة الاقتراع بعد كتابة أو وضع الختم في مكان خاطئ. وبسبب الازدحام الشديد حصلت اشتباكات بالأيدي والعصي بين الناخبين الذين اصطفوا لفترات طويلة من أجل وصول دورهم في اللجان والتصويت لمرشحيهم.
القدس العربي |