الأناضول: بدأت القوات الإسرائيلية، في ساعة متأخرة من ليل الخميس – الجمعة، توغلاً برياً محدوداً في قطاع غزة وذلك في اليوم الثاني عشر من عملية “الجرف الصامد” التي أطلقتها في 7 يوليو/تموز الجاري

وتضمنت قصفاً وضربات جوية ضد مناطق في القطاع. الأمر الذي طرح تساؤلات حول مدى فعالية ذلك التوغل في تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة من عمليتها العسكرية ضد القطاع، وكذلك قدرة فصائل المقاومة الفلسطينية في صدها، في ظل عدم وجود بوادر لاتفاق هدنة أو وقف لإطلاق النار بين الطرفين.

أولاً- حرب الإخافة بحسب مراسل “الأناضول” في قطاع غزة، فإن التمهيد للتوغل البري الإسرائيلي بدأ عبر اتصالات هاتفية وإلقاء مناشير ورقية عبر الطيران على المناطق الحدودية مع إسرائيل شمالي وجنوبي قطاع غزة، طالبت فيها نحو 225 ألف فلسطيني بمغادرة منازلهم؛ 50 ألفاً منهم يسكنون في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، و100 ألف في حي الشجاعية شرقي المدينة و75 ألفاً في بيت لاهيا شمالي القطاع، والأرقام بحسب ما ذكرت بلديتي غزة وبيت لاهيا.

في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عبر موقعه الالكتروني، أنه ألقى مناشير على 14 منطقة في غزة، طلب فيها من السكان مغادرة منازلهم مؤقتاً، وهذه المناطق هي (العطاطره، بيت لاهيا، بيت حانون، خربة اللحظة، عبسان الكبيرة، عبسان الصغيرة، بني سهيله، القراره، الشجاعية، الشجاعية الجديدة، التركمان، تل السلطان، الشابوره، الدهنية)، بحسب مراسل “الأناضول” في القدس.

على الجانب الآخر، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية على موقعها الالكتروني، إنه تم الطلب من الإسرائيليين من سكان البلدات التي تقع شمالي حدود قطاع غزة الدخول إلى الملاجئ، وذلك قبيل الاعلان رسمياً عن بدء العملية البرية، مساء أمس الخميس. ثانياً- التمهيد القتالي يقول مراسل “الأناضول” في قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي عمل على التمهيد العسكري لعملية التوغل من خلال القصف العنيف والمركز للمناطق الشرقية على طول قطاع غزة، حيث قصفت المدفعية الثقيلة تلك المناطق بمعدل قذيفة واحدة كل 20 ثانية تقريباً، ورافق هذا القصف غارات جوية وقصف من القطع البحرية المتمركزة في البحر الأبيض المتوسط الذي يطل عليه القطاع من جهة الغرب.

ثالثاً- الإعلان الرسمي عن بدء التوغل بحسب مراسل “الأناضول” في القدس، فإن الجيش الإسرائيلي أطلق تغريدة على حسابه الرسمي على “تويتر” في الساعة (22.41) من مساء أمس الخميس بحسب التوقيت المحلي لقطاع غزة (19.41)تغ، أعلن فيها أن قوات كبيرة من الجيش أطلقت عملية برية في قطاع غزة.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن هذه العملية “مرحلة جديدة من عملية الجرف الصامد” التي بدأها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة منذ 7 يوليو/تموز الجاري. فيما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الشروع في عملية التوغل البري في الساعة (22) من مساء الخميس بالتوقيت المحلي لغزة(19)تغ.

من جانبه قال مراسل “الأناضول” في غزة، إن التوغل الإسرائيلي البري في القطاع بدأ فعلياً حوالي الساعة (23) مساء الخميس بالتوقيت المحلي للقطاع (20)تغ، وذلك من محور بلدة بيت لاهيا(شمال)، في حين أنه بدأ الساعة (00.13) فجر اليوم الجمعة بحسب التوقيت المحلي لغزة (21.13)تغ في مدينتي رفح وخان يونس جنوبي القطاع. رابعاً- الحدود البرية مع إسرائيل ومحاور التوغل يبلغ طول الحدود البرية لقطاع غزة مع إسرائيل 41 كلم، فيما يبلغ طول خط الساحل البحري للقطاع 40 كلم.

وبحسب مراسلي “الأناضول” المنتشرين في قطاع غزة فإن التوغل البري العسكري الإسرائيلي انطلق من محاور شرقي بلدة جباليا، ومعبر إيرز ومحيط بلدة بيت لاهيا (العطاطرة، والقرية البدوية)، وأطراف بلدة بيت حانون، وجميعها شمالي القطاع. وكذلك من محوري رفح وخان يونس جنوبي القطاع.

خامساً- القوات المشاركة ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية، أن القوات المشاركة في عملية التوغل البري 48 ألف جندي، في حين أن الجيش الإسرائيلي لم يحدد رسمياً عدد القوات المشاركة ولكنه قال إنها “قوات كبيرة”.

وقال أفيحاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للاعلام العربي، في تغريدة على (تويتر)، أمس الخميس، “انتقلنا إلى مرحلة جديدة من مراحل عملية الجرف الصامد حيث اجتازت الحدود مع القطاع قوات من المشاة والمدرعات والهندسة والمدفعية والاستخبارات وهي تدخل غزة مدعومة من قبل سلاح الجو والبحرية وأجهزة أمنية أخرى”.

وأعلن أدرعي المصادقة على استدعاء 18 ألف جندي احتياطي إضافي في ضوء توسيع العملية العسكرية في غزة، بعد أن أعلن في الأسبوعين الماضيين عن استدعاء 56 ألف جندي احتياط.

سادساً- الهدف الإسرائيلي المعلن قال مكتب نتنياهو في بيان وصل “الأناضول”، مساء أمس الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع موشي يعالون “أوعزا لجيش الدفاع بالشروع هذه الليلة في عملية برية تهدف إلى ضرب الأنفاق الإرهابية التي تخرج من قطاع غزة وتدخل إلى الأراضي الإسرائيلية”.

إلا أن صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، نقلت على موقعها الالكتروني عن مسؤول اسرائيلي كبير، لم تحدده، قوله إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسياسية (الكابينت) صادق على العملية البرية باجتماعه، مساء الثلاثاء الماضي، بعد انهيار المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.

وأضاف المسؤول أنه على الرغم من المصادقة على العملية فقد “تم تأجيل القرار لإعطاء المصرييين فرصة أخرى لتحقيق وقف اطلاق النار، وبعد عودة الوفد الإسرائيلي من مصر متشائما، صباح الخميس، بدأ يتشكل القرار بالعملية البرية”.

وهذا الأمر أكده نتيناهو في المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح اليوم الجمعة، الذي قال فيه إن عملية الاجتياح البري لغزة جاءت بعد رفض حماس للتهدئة. وبحسب مراسل “الأناضول”، فإن القرار بعملية التوغل جاءت بعدما فجرت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس نفقين الأول 8 يوليو/ تموز في موقع كرم أبو سالم العسكري الواقع على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وعملية التسلل، أمس الخميس، قرب موقع صوفا العسكري الإسرائيلي شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وذلك وفق بيانات للكتائب.

ولا يوجد أرقام دقيقة معلنة لعدد الأنفاق في قطاع غزة، إلا أن الجيش الإسرائيلي قال على موقعه الالكتروني، اليوم الجمعة، إن سلاح الجو استهدف 211 نفقاً في القطاع منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.

سابعاً- الخسائر البشرية يقول مراسل “الأناضول” في قطاع غزة، إن 27 قتيلاً و230 جريحاً سقطوا منذ بدء الاجتياح البري وحتى الساعة الثانية عشر من ظهر اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي لغزة (9)تغ.

فيما قتل جندي إسرائيلي وأصيب 4 آخرون في الفترة نفسها، بحسب بيانات للجيش ومصادر إعلامية إسرائيلية. ثامناً- مناطق التوغل بحسب مراسلي “الأناضول” المنتشرين في قطاع غزة، فإن مناطق التوغل البري العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، حتى الساعة (9.50) من صباح اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي لغزة (6:50) تغ، كالآتي:

1-شمال قطاع غزة: اجتاح الجيش الإسرائيلي عدة مناطق، هي: شرق بلدة جباليا، ومعبر إيرز ومحيط بلدة بيت لاهيا (العطاطرة، والقرية البدوية)، وأطراف بلدة بيت حانون. وتمركزت القوات الإسرائيلية في المناطق الزراعية، لمسافة 1.5 كلم تقريبا، وأقامت سواتر ترابية في المكان.

2-رفح (أقصى جنوب القطاع): فتمركزت القوات في منطقة الشوكة، شرقي المدينة، واجتاحتها لمسافة 1.5 كلم أيضاً، وتمركزت غرب مطار غزة، وتبتعد قرابة 500 متر عن معبر رفح البري، الواصل بين غزة ومصر. وقد نزح العديد من السكان من المنطقة، حسب روايات شهود عيان لمراسل الأناضول.

وفي رفح كذلك، توغلت القوات قرب معبر صوفا شرقي المدينة لمسافة بسيطة، وتقوم بعمليات تجريف وحفريات. 3-خان يونس (جنوب قطاع غزة): انطلقت القوات من بوابة تعرف محليا باسم بوابة “فريج العسكرية”، باتجاه منطقتي القرارة  والزنة، لمسافة 1.5 كلم.

تاسعاً- كيف تواجه المقاومة التوغل؟ يقول مراسل “الأناضول” في قطاع غزة، إن كتائب عز الدين القسام الجناح المسلّح لحركة المقاومة الإسلامية “حماس″ تعتممد في التصدي لمواجهة الاجتياح البري الإسرائيلي خططاً عسكرية قوامها “القنص”، و”الأفخاخ والكمائن”، و”العمليات التفجيرية”، والصواريخ المضادة للدروع.

ويعتمد المقاتلون الفلسطينيون على وحدة النخبة التي يطلقون عليها اسم وحدة “الاستشهاديين”، وهم عناصر مقاتلة مدربة للتصدي للقوات الإسرائيلية بقوة وشراسة وخوض حرب العصابات وهم مستعدون للقتال حتى الموت.

كما يعتمد هؤلاء المقاتلون على شبكة الأنفاق الممتدة أسفل مناطق التوغل، للقيام بالتفخيخ وزرع العبوات الناسفة والألغام الأرضية التي تعيق تقدم القوات البرية وتساهم في الالتفاف على القوات الإسرائيلية وتكبيدها خسائر في صفوفها. ويعول المقاتلون أيضاً على صواريخ (آر بي جي) المضادة للدروع، وصواريخ “كورنيت” الموجه وهو سلاح نوعي روسي الصنع مضاد للدورع، وله مستوى إصابة مرتفعة للهدف، في صد التوغل البري عبر تدمير وإعطاب المدرعات والدبابات الإسرائيلية.

عاشراً- كيف يرى كل من الطرفين العملية البرية؟ أعلن نتيناهو في مؤتمره الصحفي الذي عقده في القدس، صباح اليوم الجمعة، إن القوات الإسرائيلية تشن حربا للقضاء على الإرهاب في غزة وحماس ستدفع ثمنا باهظا، مشيراً إلى أنه أعطى توجيهاته للجيش للإعداد لعملية برية واسعة وهو(الجيش) على استعداد‎ لها.

وأضاف نتنياهو أن أنفاق حماس المتجهة إلى اسرائيل يمكن فقط تدميرها بعمل على الأرض‎. من جهتها تتوعد حركة حماس بالمواجهة وإلحاق  خسائر كبيرة بالقوات المهاجمة، حيث قال المتحدث باسم حركة “حماس″ فوزي برهوم لمراسل “الأناضاول”، إن إسرائيل “ستدفع ثمن العملية البرية غالياً ومستعدون للمواجهة”.

بينما قالت ألوية الناصر صلاح الدين الذراع المسلح للجان المقاومة الشعبية في بيان صحفي صادر عنها، أمس الخميس، “إن التوغل البري، دليل فشل الجولة الأولى مع المقاومة الفلسطينية.

وأضافت: “قادرون على إلحاق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي”.