ربما تتغير خريطة أماكن التحرش المعتادة كل عام هذا العيد بعد صدور أحكام وغرامات رادعة مؤخرًا لعدد كبير من المتحرشين، على إثر إصدار الرئيس السابق “عدلى منصور” قانون تغليظ عقوبة التحرش فى يونيو الماضى، 

ولكن حتى تأخذ الفتاة احتياطها اللازمة لمواجهة أى متحرش لم يردعه القانون الجديد ننشر لكم خريطة بأماكن وبؤر التحرش المعتادة كل عام، والتى تخرج منها أعلى نسب للتحرش تسجلها المحاضر الرسمية أو تقارير المبادرات المناهضة للتحرش التى تنتشر فى الشوارع فى الأعياد، لرصد جرائم التحرش ونجدة الفتيات، بعد أن تحول العيد بالنسبة للفتاة من موسم للفرحة والتنزه إلى كابوس موسمى تزداد فيه أعداد المتحرشين.

“حديقة الحيوان” والمنطقة المحيطة بها..

لا يمر عيد على “حديقة الحيوان” بالجيزة دون أن يتم تحرير عدد لا بأس به من محاضر التحرش ناهيك عن المشاحنات الناتجة عن وقائع التحرش التى تحدث داخل أسوار الحديقة وخارجها فى المنطقة المحيطة بها والمؤدية إليها، وهى أماكن يترصد فيها المتحرشون للفتيات للتعدى عليهن لفظيا وجسديا حتى وإن كانت بصحبة عائلتها.

كورنيش النيل وكوبرى قصر النيل..

كورنيش النيل سواء فى القاهرة أو فى المحافظات التى يمر بها النهر من أكثر بؤر التحرش التى تشهد معدلات مرتفعة من المتحرشين، ومن الطبيعى أن يهرب المتنزهون خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى الكورنيس للتمتع بالنسمات العذبة وتناول كوب من الحمص لكن هذه النزهة البسيطة لا تنتهى على خير بسبب ترصد المتحرشين بالفتيات والسيدات، ولا تسلم من مضايقاتهم حتى النساء التى تتنزه بصحبة أزواجهن وعائلاتهن.

وبحسب تقرير مبادرة “شفت تحرش” الذى أصدرته عقب يوم “شم النسيم” فى إبريل الماضى تم التعامل 9 حالات من الانتهاكات والتحرش فى منطقة كورنيش النيل خاصة أمام مبنى ماسبيرو وفوق كوبرى قصر النيل وصل بعضها إلى حالات تحرش جماعى احتاجت فيها الفتيات لتدخل أعضاء المبادرة للهروب من أيادى المتحرشين والوصول لأقرب نقطة آمنة، وفى بعض الحالات حاولت الفتيات الهروب بتاكسى من المتحرشين فاشترك سائق التاكسى مع المتحرشين فى التحرش بالفتيات وساعدهن أعضاء المبادرة على الهروب لأقرب وسيلة مواصلات أمنة.

منطقة وسط القاهرة وميدان التحرير..

تشتهر شوارع منطقة وسط القاهرة بتزايد أعداد المتحرشين خاصة فى الشوارع الجانبية المؤدية لميدان التحرير الذى شهد عدد كبير من حالات التحرش الجماعى والاغتصاب فى أوقات التجمعات الكبيرة ومن بينها الأعياد وأخر وقائع التحرش التى شهدها كانت خلال الاحتفال بتنصيب الرئيس الجديد والتى صدرت على إثرها مجموعة من الأحكام المغلطة على المتحرشين الجناة. حدائق الفسطاط والميرلاند والحديقة الدولية..

الحدائق بشكل عام

من أكثر المناطق التى تشهد جرائم تحرش فى الأعياد لأنها من المناطق الأكثر ازدحاما وترصد عدسات الكاميرات الكثير من حالات التحرش كل عيد فى هذه الحدائق والتى تتم من أطفال تتراوح أعمارهم من 6 و7 أعوام إلى 18 عاما ويتم فيها التحرش أيضا بفتيات صغيرات ذهبن للتنزه فى هذه الحدائق. محطات المترو..تتزايد وقائع التحرش فى محطات مترو الأنفاق خاصة المحطات المزدحمة كمحطة مترو الشهداء والعتبة وتنتشر شهادات مختلفة عن وقائع تحرش من خلال شبكة الفيس بوك حيث تروى الفتيات قصص التحرش بهن عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما دفع حملة “تحرش بالمتحرش” المناهضة التحرش لنشر متطوعيها داخل محطات المترو خلال عيد الفطر الماضى لنجدة الفتيات داخل المترو وتسليم المتحرشين لأمن المترو.

حفلات كبار النجوم لا تسلم من التحرش..

حالات التحرش التى تشهدها حفلات كبار النجوم التى تقام فى الغالب خارج القاهرة فى المحافظات الساحلية تؤكد أن التحرش غير قاصر على شريحة اجتماعية بعينها وأنه جريمة متفشية بين شرائح المجتمع الفقيرة والغنية، محدودة التعليم والمثقفة.

رغم تأمين هذه الحفلات إلا أن الأعداد المتزايدة لا تمنع وقوع عدد من حالات التحرش كما حدث فى حفلة الفنان محمد منير التى أقيمت فى العين السخنة فى شم النسيم العام الماضى، وحضرها ما يزيد عن 200 ألف شخص وشهدت عددا كبيرا من حالات التحرش الجماعى، أجبرت “منير” على إنهاء الحفل بشكل مبكر قبل موعده.