من يمثل جماعة الإخوان في مصر؟ |
السبت, 08 نوفمبر 2014 20:44 |
الأناضول- “إذا كان علي فتح الباب، زعيم الكتلة البرلمانية في مجلس الشورى (السابق)، والقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين لا يمثلها، فمن يمثلها؟”.. سؤال طرحه صلاح عبد المعبود، القيادي بحزب النور السلفي بمصر، وهو ينتقد توجه الجماعة في رفض مباردة فتح الباب، التي طرحها الأسبوع الماضي، للحوار بين الإخوان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومؤخرا، برزت عبارة “لا يمثلنا” في التعليق الرسمي لجماعة الإخوان (التي حظرتها السلطات المصرية في ديسمبر/ كانون أول الماضي) ومنتمين لها، على مبادرات وآراء، أطلقتها رموز سياسية ينتمون إليها، وهو ما اعتبره مراقبون “حرقا” لقيمة تلك الشخصيات. وتتصدر القيادات التنظيمية دون السياسية، المشهد في رفض تلك المبادرات، ويأتي في مقدمتهم محمود حسين، أمين عام الجماعة. وفي هذا السياق، أصدر حسين، بيانات عدة، رفض فيها دعوات لمراجعة مواقف الجماعة، صدرت عن رموز سياسية فيها، أبرزها جمال حشمت عضو مجلس شورى الجماعة، وحمزة زوبع المتحدث السابق باسم حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن الجماعة، والذي حلته السلطات المصرية في أغسطس/ آب الماضي. تأكيد الجماعة المتكرر على عدم تمثيل تلك الرموز لها، وتغييب السجون لمعظم قاداتها في مصر، دفع بطبيعة الحال إلى التساؤل عن ممثل جماعة الإخوان في مصر، إن دعت الحاجة للتعرف علي مواقفها، وإمكانية بحث سبل الحوار الذي يراه قيادي في الجماعة بحجم علي فتح الباب حلا للأزمة في مصر. ويعزز من قيمة هذا التساؤل، اختفاء أحد المتحدثين المعروفين باسم الجماعة، وهو محمود غزلان، بعد فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس/ آب من العام الماضي، إلى جانب حبس المتحدثين الإعلاميين للجماعة، جهاد الحداد وأحمد عارف، على ذمة قضايا جنائية، وعدم إعلان الجماعة عن متحدثين آخرين لها. إلا أن بيانات الجماعة التي تنشر على موقعها الرسمي (إخوان أون لاين) وحساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تظل في الآونة الأخيرة هي السبيل لمعرفة مواقف الجماعة من المستجدات وإن تأخرت. وفي هذا السياق، قال محمد سودان، القيادي بلجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، والمتواجد حاليا في بريطانيا، “من يريد ممثلا للجماعة، فلديه محمد بديع مرشد الإخوان، وأعضاء مكتب الإرشاد (أعلى هيئة تنظيمية) الذين يقبع أغلبهم في السجون، وليتحاور معهم، فهم ممثلو الجماعة، ومن يريد أن يتحاور مع أحد خارج السجن، فلديه محمد علي بشر (القيادي بالجماعة)”. وحول إصرار الجماعة على رفع عبارة “لا يمثلنا” أمام مبادرات عدد من رموزها، وعدم إعلانها تسمية ممثلين جدد لها، تساءل سودان في حديث للأناضول، “ما دامت القيادات المركزية موجودة، فلماذا يذهبون للأطراف (في إشارة إلى الرموز السياسية في الجماعة من أصحاب المبادرات)!”. ومضى قائلا، “لن يُعلن عن متحدث رسمي جديد للجماعة في ظل هذه الظروف الأمنية الصعبة، لأنه مما لا شك فيه أنه سيتم اعتقاله من قبل الجهات الأمنية على الفور”. وتابع قائلا: “في مثل هذه الظروف، فالممثل للجماعة رسميا، هو رأي الإخوان ورسائلها التي تنشر على موقعها الرسمي”. وبشأن تسمية مرشد جديد للجماعة خلافا لبديع، قال سودان: “كلام عار تماما عن الصحة، فلا يزال مرشد الإخوان هو محمد بديع وليس محمد علي بشر كما يردد البعض”. بدوره، رأى كمال حبيب، الخبير في الحركات الإسلامية أن “غياب ممثل واضح للجماعة يعبر عن أزمة قيادة، وعدم قدرة على اتخاذ القرارات وصنعها داخل الجماعة”. وتابع في تصريحات لوكالة الأناضول، “من الأفضل أن تعلن الجماعة عن ممثل واضح لها، ليتحدد للرأي العام شخص واحد يتحدث باسم الجماعة، بخلاف ما نراه من بيانات مربكة ومواقف غير مفهومة، ومنها بيانات محمود حسين”، حسب قوله. ورأى أن موقف الجماعة الرافض للمفاوضات مع السلطات الحالية، “يتشكل تحت ضغط الشباب الذين قتل منهم الكثير في المظاهرات، وهو ما يعكس وجود أزمة برفضها آراء تيار يرى أهمية التصالح مع الدولة، ويرفض استمرار الصراع على نحو يضر بالدولة وجهود الجماعة وأبنائها من الشباب”. وتشهد مصر مبادرات من ساسة مصريين ومبعوثين دبلوماسيين بالخارج للخروج من الأزمة المصرية منذ عزل الجيش للرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز 2013، بعد احتجاجات شعبية واسعة ضد حكمه الذي استمر عاما، غير أن تلك المبادرات لم تنجح في إحداث أي تقدم لحل الأزمة، في ظل استمرار اعتبار أنصار مرسي ما حدث “انقلابا عسكريا” ورأي معارضيه أنها “ثورة شعبية”. |