الثلاثاء, 03 سبتمبر 2013 01:55 |
- حددت نقابة الصحفيين الفرنسيين تعريف الصحفي.. كما جاء في كتاب: (سنابل الزمن).. بالآتي نصه: - «ان الصحفي الجدير بهذا الاسم.. يأخذ على عاتقه تبعة كل كتاباته.. حتى ولو كانت غفلاً من الامضاء.. فيعتبر الطعن والتشهير،والقذف والاتهامات التي لادليل عليها.. من أشنع اخطاء الصنعة.. وهولا يقبل الا المهمات التي تتفق مع كرامة المهنة.. ويمتنع عن إدعاء القب اونتحال صفة ليحصل على الخبر.. وهو لايأخذ مالاً من عمل حكومي ،أومنشأة خاصة،يمكن ان تصبح فيهما صفته الصحفية او علاقاته،أو يصبح نفوذه عرضة للإستغلال،وهو لا يوقع باسمه مقالات للإعلان التجاري او المالي البحت. وهو لايرتكب سرقة ادبية ،ولا يسعى في أخذ مركز زميل له ولايعمل على فصله بأن يتقدم للعمل بشروط ادنى ،وهو يحفظ سر المهنة.. ولايسيئ إستعمال حرية الصحافة بقصد مغرض!» - هكذا حددت نقابة الصحفيين الفرنسيين تعريفها للصحفي. - فعلى سبيل المثال وليس الحصر.. على الرغم من تطور الصحافة الامريكية وعراقة الصحافة البريطانية.. وجدية الصحافة الالمانية.. وتنوع الصحافة الاسبانية.. وإثارة الصحافة الايطالية.. ونعومة الصحافة السويسرية.. ورصانة الصحافة الهولندية.. الخ.. - الا أنها لم تحدد عبر نقاباتها.. او اتحاداتها.. أو دساتيرها.. تعريفاً خاصاً ملزماً للصحفي -حسب علمي-كما هو حال نقابة الصحفيين الفرنسيين. - بل من المؤكد.. بأنه ليست هناك تصاريح خاصة بمزاولة مهنة الصحافة في الولايات المتحدة الامريكية.. ولاقوانين خاصة بهذا الشأن. حتى وإن جاءت في بعض الدول الغربية.. بعض التعاويف الخاصة بالصحفي. لكنها لم تحدد له تعريفاً واضحاً وشاملاً ومتكاملاً مهنياً واخلاقياً.. وملزماً بنفس الوقت.. كما هو حال التعريف الفرنسي.. الذي اصبح جزءاً هاماً من متطلبات ممارسة العمل الصحفي لدى كافة اعضاء نقابة الصحفيين الفرنسيين. - لكن مايجمع كل الصحفيين الغربيين تقريباً.. هو التمسك بالضوابط والمعايير الخاصة بمزاولة مهنة الصحافة.. التي تضمنها.. التعريف الفرنسي نفسه.. وان بصيغ وافكار وآراء شبه متباينة.. والتي تعد بمجملها بمثابة قواسم مشتركة يصعب بل يستحيل ان يحيد عنها الصحفي أثناء ممارسته لمهنته في هذه المجتمعات.. وهذا هو أحد أهم جعل الصحافة الغربية بوجه عام السلطة الرابعة بحق وحقيقة!. - ومن خلال المفهوم الفرنسي بوجه خاص.. والمفهوم الغربي بوجه عام للصحفي وعبر اجتهاد شخصي أضافة الى خلفية ثقافية بهذا الشأن بحكم الدراسة والتخصص ثم الممارسة.. - يمكنني ان أعرف الصحفي بكل إيجاز.. بأنه: - هو الذي يبحث عن الحقيقة المجردة.. ثم ينشرها للقراء الذين هم انفسهم يقررون الحقيقة الحقة.. وليس هو!. - هو القادر بقرارة نفسه ومن خلال التقارير الصحيحة والاخبار الموجزة.. ان يكون بجانب كونه(صحفياً)محام.. اوضابطاً. او مسؤولاً سياسياً.. او ديبلوماسياً.. او اقتصادياً.. او رجل أعمال.. أو أستاذ جامعة.. أو رجلاً عادياً جداً.. وبحسب تقاريره واخباره. - هو الذي يعطي القارئ مايريد من الحقائق التي يتطلع للحصول عليها وذلك من خلال قدرته على كتابة مثل هذه الحقائق.. سواء عبر الكتابة القاسية او الرقيقة.. وبحسب متطلبات نشر الحقائق ذاتها. - هو الذي لايتطلع الى نشر الاباطيل التي تلحق الأذى بالبعض عمداً.. لكن اذا كانت الحقائق التي يجب نشرها لغرض الصالح العام هي سبب إيذاء البعض من نشرها.. فإنه في هذه الحالة لابد من نشرها عاجلاً وليس آجلاً.. - هو الذي لايكشف عن مصادر معلوماته والتي حصل عليها من خلال الثقة! مالم تقتضى المصلحة العامة العكس. - هو الذي يكون مفيداً حقاً لمجتمعه.. بحيث يزيد قدره بقدر مصداقيته وعطائه واخلاصه لمهنته وللصالح العام.. والعكس صحيح أيضاً. - هو القادر عبر الحقائق وحدها على تفسير بعض القرارات المؤثرة على المجتمع.. وإجبار بعض المؤسسات والمحلات التجارية على سحب بعض منتوجاتها الفاسدة من الاسواق. - هو القادر على صياغة الرأي العام من خلال إيمانه بالامانة الصحفية والانصاف والدقة والتحري والتهذيب والمسؤولية في الطرح والمعالجة لمواضيعه التي يرغب بنشرها للرأي العام. - هو الذي يمتاز بالاحتراف في مهنته وبالاخلاق في التعامل.. وبالموضوعية في الكتابة.. وبالمصداقية في الاداء. !. - هو الذي يفكر ملياً ويدرس ردود الافعال الخاصة والعامة.. قبل ان يقرر نشر مقالته او تحقيقه او خبره. - هو الذي يهتم بموضوعه اكثر من إهتمامه بذاته.. ويعتبر روائح حبر المطابع ازكى وأشهى في أنفه من روائح العطر النادر. - )هو الذي يعتقد جازماً.. أن الصحافة بقدر ماترتبط بالحرية وبأهمية الحرية لها.. بقدر ما ترتبط بنفس الوقت بضمانات الحرية ذاتها والتي يتمثل اهمها بعدم استغلال الحرية في غير ما شرعت له؟!!.( - هو الذي يؤمن بأن حرية الصحافة والتعبير لابد وان تضع في حسابها قيماً اخرى عديدة.. أهمها.. الثوابت. النظام العام.. العدالة.. الاخلاق.. السلوك.. والمسؤولية. - هو الذي يقدر على ايصال فكرته الى القارئ رأساً.. عبر ايجاز كتاباته.. وحتى تتمكن الصحيفة-أية صحيفة من السيطرة على اندفاع بعض تعبيراته المملة.. للصحيفة وللقارئ معاً!. - هو الذي يشك في بعض مصادر معلوماته التي اضطر للحصول عليها ممن يتطلعون الى مصالحهم الذاتية والتي هي سبب قيامهم بتزويده بمثل هذه المعلومات!. - هو الذي يؤمن بالعمل الجماعي مهما كانت قدراته.. وأن الصحيفة هي بمثابة سفينة ضخمة يستحيل ان تسير بدون طاقم كبير ومؤهل من البحارة ممن يقومون بأعمال مختلفة.. وبالتالي فإنه من المستحيل ان يقوم صحفي بعمل صحيفة بمفرده!. - (هو الذي لايستخدم مهنته لتبني قضية هو نفسه غير مقتنع بها.. ولايغير رأيه فيما قد كتبه لصالح قضية غير مقتنع بها؟!). - هو الذي يرفض قبول المادة او الهدايا.. أياً كان نوعها.. حتى ولو كانت مجرد ثناء ومديح خاص.. خاصة اذا كان ذلك يهدف الى التأثير على رسالته الصحيفة والاعلامية!. - هو الذي يعشق الصحافة.. كعشقه لذاته.. مما يدفعه الى الحفاظ على مبدئه.. لان الصحفي بدون مبدأ.. كشجرة جرداء.. لهاهيكل محطم.. وبدون ظل!. -هو الذي يعمل صحفياً لانه يهوى هذا العمل بكل تباعاته.. وليس لانه لم يجد عملاً آخر؟!. - هذا هو الصحفي.. كما تراه نقابة الصحفيين الفرنسيين.. وكما يراه كاتب هذه الدردشه.. وبكل إيجاز ممكن. - وقد رأيت إهداء هذه التعريفات الموجزة الى زملاء المهنة.. خاصة التسعمائة والستةوالثمانون.. المعينيون بمؤتمرهم العام الثالث.. المقرر عقده مطلع الاسبوع القادم.. والذي هو الدفاع لهذه المقالة - أما مدى تطابق نسبة ضئيلة من هذه الاوصاف على نسبة ضئيلة من هولاء الزملاء الاعزاء.. فإن الوضع اليمني العام اليوم. !.. ووضع الصحافة والصحفيين السائد.. هما اللذان عندهما الرد الكافي والشافي؟؟! إعداد: يحيى عبدالرقيب الجبيحي
|