الوزير الأول الصحراوي: قيام الدولة الصحراوية يضمن الأمن والسلم في المنطقة (مقابلة)
الثلاثاء, 18 مارس 2014 22:58

أكد الوزير الأول الصحراوي عبد القادر الطالب عمر أن الدولة الصحراوية ستكون عامل استقرار بالإضافة إلى أنها ستثبت مبدأ أساسي هو احترام الحدود التي رسمتها مرحلة ما بعد الاستعمار، واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، الشيء الذي يريد

المغرب أن ينسفه ويضرب به عرض الحائط، والرجوع إلى الحدود التاريخية التي لا يعلم أحد أين تنتهي.

وكشف  الوزير الأول الصحراوي في مقابلة مع جريدة "البيان الصحفي" أن هناك بعض الأحزاب المغربية مثل حزب الاستقلال الذي ينادي بالمغرب الكبير الذي يمتد إلى نهر السنغال وإلى شمال مالي، وغرب الجزائر ويضم أراضي هي اليوم تنتمي للدول أخرى مستقلة وقائمة، ومن هنا  ـ يضيف عبد القادر عمرـ نرى أنه إذا نحج التوسع المغربي في إخضاع واحتلال الأراضي الصحراوية فإنه سيمتد إلى دول أخرى، مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بينما نرى أن قيام الدولة الصحراوية سيكون تثبيتا لاحترام هذه المبادئ التي قام عليها الاتحاد الإفريقي وقامت عليها الدول، وتضمن السلم والاستقرار في المنطقة.

وفيما يلي نص المقابلة:

البيان الصحفي: الشعب الصحراوي يخلد في هذه الأيام الذكرى الثامنة والثلاثين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.. كيف تقيمون معالي الوزير الأول، اليوم مكاسب الشعب الصحراوي، خلال هذه الفترة القصيرة من عمر الدولة الصحراوية..

الوزير الأول الصحراوي عبد القادر الطالب عمر: مرور هذه المدة الزمنية يؤكد أن الاحتلال المغربي فشل فشلا ذريعا في كسب قلوب الصحراويين، كما فشل في كسب اعتراف العالم له بالسيادة على الصحراء الغربية، فالصحراء الغربية في نظر القانون الدولي لا زالت إقليما لم يقرر مصيره بعد، وتُدرس حالته سنويا في اللجنة الرابعة وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة. بالإضافة إلى وجود بعثة أممية لتنظيم شؤون الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، وهذا دليل على أنها منطقة نزاع، رغم ما يطلق الاحتلال المغربي من دعايات حول احتلال للصحراء الغربية.

هذا من جهة، من جهة أخرى الشعب الصحراوي استطاع خلال هذه الفترة، أن يبني مؤسسات للدولة الصحراوية وينظم ولاياته، نواحي عسكرية وينشأ سفارات وتمثيليات في الخارج، ويضع سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية، أي يؤسس الهياكل الضرورية للدولة الصحراوية كما استطاع خلال هذه الفترة أن يحرر مناطق توجد الآن تحت رعاية ورقابة وإدارة القوات المسلحة للجبهة الشعبية وللدولة الصحراوية.

وبطبيعة الحال استطاع أن يثبت حقه في تقرير المصير لدى العالم، ويعترف به العديد من دول العالم، والاتحاد الإفريقي وله أصدقاء كثيرون في العالم واستطاع في هذه الفترة أن يبني تجربة سياسية، وإدارية وأن يكوِّن العديد من الأطر والخريجين في الجامعات، وهو اليوم أكثر قوة، وأكثر تجربة مما كان عليه في السنوات الأولى، ويتمتع بتجربة قتالية رفيعة، ويتمتع بتجربة ديبلوماسية، وكذلك بتجربة في ميدان المقاومة السلمية، وهذا أصبح يشكل رصيد قوي لدى الشعب الصحراوي، وبذلك يمكن القول أن هناك شروط لضمان النصر، والمشكل اليوم قائم ويعلم الجميع أنه لا يمكن حله إلا بالاستجابة لمتطلبات حرية الشعب الصحراوي، وهذه هي الحقيقية التي أصبح يلمسها كل أحد.

البيان الصحفي: ما هي الضمانات والتطمينات التي تتخذونها من أجل طمأنه الشعب الصحراوي على جو الاستقرار وطمأنه العالم على أن الدولة الصحراوية ستكون عامل استقرار، وأمن وديمقراطية وعدالة اجتماعية؟

الوزير الأول عبد القادر عمر: بطبيعة الحال كل من يزور مخيمات اللاجئين، أو المناطق المحررة يمكن أن يلمس أن هناك إدارة تقدم خدمات للجميع رغم قساوة الظروف، يلاحظ أن الناس تنعم بالاستقرار والديمقراطية، حيث تنظم هناك انتخابات وهناك هيئات تراقب أداء الأجهزة التنفيذية، وهناك قضاء مستقل رغم الظروف الخاصة والمتميزة التي يمر فيها الشعب الصحراوي.

بطبيعة الحال الجبهة الشعبية تقاوم الإرهاب والجريمة المنظمة التي يحاول النظام المغربي أن يغرقها بشحنات المخدرات التي ينتجها، حيث تلعب الجبهة دورا في مواجهة هذه الظواهر، وتعمل على تحسين علاقاتها مع دول الجوار، ومع عالمنا العربي والإسلامي، والإفريقي ومع كل دول العالم ونحن مستعدين لمد يد التعاون مع الجميع من أجل السلم، وتنمية وتشجيع المثل الديمقراطية، وحقوق الإنسان والتعايش السلمي بين الشعوب. فالجبهة التي ضحت من أجل الحرية والعدالة لا يمكن أن تقبل بهذا في علاقاتها الدولية، ولا يمكن أن تتناقض مع ذاتها، تطالب بهذه المثل، وتتنكر له في نفس الوقت... هذا غير معقول.

ما نلزم به أنفسها هو ما نطالب به الآخرين، فالدولة الصحراوية ستكون عامل استقرار بالإضافة إلى أنها ستثبت مبدأ أساسي هو احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، الشيء الذي يريد المغرب أن ينسفه ويضرب به عرض الحائط، والرجوع إلى الحدود التاريخية التي لا يعلم أحد أين تنتهي، بل أن هناك بعض الأحزاب المغربية مثل حزب الاستقلال الذي ينادي بالمغرب الكبير الذي يمتد إلى نهر السنغال وإلى شمال مالي، وغرب الجزائر ويضم أراضي هي اليوم تنتمي للدول أخرى مستقلة وقائمة، ومن هنا نرى أنه إذا نحج التوسع المغربي في إخضاع واحتلال الأراضي الصحراوية فإنه سيمتد إلى دول أخرى، مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بينما نرى أن قيام الدولة الصحراوية هي ستكون تثبيت لاحترام هذه المبادئ التي قام عليها الاتحاد الإفريقي وقامت عليها الدول، وتضمن السلم والاستقرار في المنطقة.

البيان الصحفي: مخطط التسوية الأممي الذي وقعه طرفا النزاع جبهة البوليساريو والمغرب طال أمده والوضع في منطقة الساحل والصحراء يعرف بعض التوتر الأمني من حين لآخر، ما رسالتكم للشعب الصحراوي الذين ملوا الانتظار وتحديدا للشباب في المدن المحتلة الذين يعانون القمع اليومي من طرف الاحتلال المغربي..؟

الوزير الأول الصحراوي عبد القادرالطالب عمر: صحيح أن هناك أوضاعا صعبة، وأن المواطنين تعبوا من الانتظار، ولكن ما نلاحظه هو أن من يشتكي من الأمم المتحدة ومن الوسيط الأممي في القضية الصحراوي السيد روس، هو النظام المغربي، وليس الطرف الصحراوي رغم أن التباطؤ في الحل وطول فترة الأنتظار، فإن من يريد التملص من وساطة الأمم المتحدة التي يقودها السيد " كريستوفر روس" هو النظام المغربي، كما أن الشعوب عندما تنتفض يمكن أن تهزم أنظمة وجيوش قوية مثلما شاهدنا في العديد من البلدان فالمقامة السلمية التي ينتهجا الشعب الصحراوي تتقدم وأعطت نتائج حيث أن العالم اليوم اكتشف استبداد وقمع النظام المغربي، وأصبح هذا العالم مقتنع بأنه لابد من وضع آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، تكون برعاية المينورسو، وهذا انجاز كبير نتمنى أن تتم هذه الخطوة وعندها ستشكل منعرج كبير وانفراج كبير يتجاوز هذا الانسداد القائم اليوم.

البيان الصحفي: عمليا ما هي الآليات التي تعتمدها الحكومة الصحراوية من أجل حماية الصحراويين في المناطق المحتلة، وحماية الثروات من النهب وإلى أي حد يستغل ذلك من إجل إقناع المنتظم الدولي من أجل حل النزاع على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة؟

عبد القادر الطالب عمر الوزير الأول الصحراوي: بالطبع نحن نناضل وكذلك الصحراويين في المناطق المحتلة من أجل إيجاد آلية لحقوق الإنسان ومن أجل فك الحصار عن المناطق المحتلة، ويقوم العديد من أصدقاء الشعب الصحراوي لزيارة تلك المناطق كما يقوم العديد من الناشطين الحقوقيين بتقديم شهاداتهم أمام البرلمانات العالمية، والأحزاب ووسائل الإعلام الدولية، وهيئات حقوق الإنسان الدولية وهو عمل أعطى نتائج إلى حد ما مشجعة وإيجابية بالإضافة إلى وجود منظمات لمراقبة الثروات الصحراوية ومنعها من النهب، وهي تنشر معلومات بشكل دوري عن الشركات والبلدان المتورطة في إقامة علاقات تجارية واقتصادية المستعمر المغربي يكون هدفها الاستنزاف غير المشروع للثروات الصحراوية. قصد وقف هذا النهب ولا شك أن هناك العديد من الشركات والبلدان التي انسحبت من المشاريع التي تشكل استنزافا للثروة الصحراوية والمجهودات متواصلة في هذا الاتجاه، وهي جبهات نضال جديدة، جبهة نضال لمقاومة نهب الثروات الصحراوية، وجبهة حقوق الإنسان، بالإضافة إلى العمل على فك الحصار عن أهالينا واستمرار هؤلاء الأهل في النضال لتحقيق هذه الأهداف ولاشك أن الصحراويين اليوم هم أكثر أجماع وأكثر توحد خلف نضالهم من أجل الاستقلال أكثر من أي وقت مضى، وعامل الخوف قد تكسر، ومنذ قيام مخيم "أكديم أزيك" أصبح الجميع يتحلى بالشجاعة والإقدام لإظهار مطالبه وهذه أصبح اليوم حقيقة قائمة معاشة في المناطق الصحراوية المحتلة.

 

البيان الصحفي: في العديد من تصريحات القيادات الصحراوية ومن بينها أنتم معالي الوزير الأول تتهمون المغرب بدعم الإرهاب، واستهداف المنطقة برمتها.. على ماذا تعتمدون في قول ذلك؟

الوزير الأول عبد القادر الطالب عمر: من المعلوم لدى الجميع أن النظام المغربي أكبر منتج ومصدر للمخدرات، هذا ليس سرا، وهذه ليست دعاية، هذه حقائق قائمة وينشر هذه الوسائل، وكان المغرب في السابق ينشر هذه الوسائل شمالا، وعندما شددت الدول الأوروبية جهود مراقبة هذه العملية أصبح ينشرها جنوبا لتعبر الصحاري متجهة إلى شمال مالي ثم النيجر وليبيا إلى مصر لتنتقل بعد ذلك إلى أوروبا.. هذا ليس سرا وهناك أجهزة الاستخبارات مغربية تنسق لهذا الأمر مع عصابات التهريب وبعض المنظمات الإرهابية، كمنظمة التوحيد والجهاد التي تقدم نفسها كمنظمة جهادية، وهي قائمة على تنظيم إرهابي أساسه تهريب المخدرات وذات علاقة وثيقة مع الاستخبارات المغربية، هذه المنظمة هي التي قامت باختطاف رعايا من داخل المخيمات الصحراوية، إذن هذه أدلة قائمة ملموسة قام بها النظام المغربي، وذلك بقصد تخويف المتعاونين من زيارة المخيمات الصحراوية، لقطع المساعدات الإنسانية لتجويع سكان المخيمات الصحراوية وفرض عليهم القبول بالأمر الواقع، وبطبيعة الحال إلصاق بهم تهمة الإرهاب، بينما النظام المغربي يقوم بإرسال بعض الشباب الصحراويين من المناطق المحتلة ليلتحق بتلك الجماعات ويقدمون أنفسهم أنهم صحراويون من مخيمات لبوليساريو وكل هذا سياسة منتهجة من طرف النظام المغربي لتوريط وتشويه كفاحكم ولكن العالم يعتبر أن هذه حيلة لن تنطلي عليه وفهم جيدا وبالتالي انقلب السحر على الساحر.

البيان الصحفي:  كيف ترون علاقاتكم مع جارتكم الشقيقة موريتانيا.. وكيف تعولون على رئاسة موريتانيا للاتحاد الأفريقي خاصة أن الاتحاد الأفريقي يعتبر شريك فاعل في النضال من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي..؟

الوزير الأول الصحراوي: بطبيعة الحال علاقتنا بالدول والشعب الموريتاني هي علاقات حميمية، وعلاقات أشقاء، وهذا لا يعود فقط إلى العلاقات السياسية مع السلطة القائمة ولكن أيضا نظرا للعلاقات الأسرية القائمة  بين الشعبين الشقيقين، والعلاقات الثقافية بينهما، ونحن في الأصل ويمكن أن نقولها بصراحة نحن شعب واحد لكن المخططات الاستعمارية هي التي فرقتنا، ولا شك أنه في المستقبل لابد أن هذه الحقيقة تعود لتشكل من جديد لأننا نحن كلنا سكان هذه الصحاري، وكنا نقوم بالترحال من الشمال إلى الجنوب، ونحن في اتصال دائم بعضنا بالبعض الآخر، ولذلك نحن لدينا نفس التاريخ ونفس الثقافة، ونفس الروابط الاجتماعية هذه حقيقة مشهود بها، وبالتالي هذا أساس قوي لإقامة تعاون، وتحالف حتى سياسي واستراتيجي بين الشعبين الصحراوي والموريتاني، والآن الرئيس محمد ولد عبد العزيز، هو رئيس دوري للاتحاد الإفريقي، ومعلوم أننا نحن عضو في هذا الاتحاد، والنظام المغربي خارج هذا الاتحاد لأنه خرق مبادئه والاتحاد الإفريقي أعلن في كثير من قممه واجتماعاته عن دعمه لاستقلال الجمهورية العربية الصحراوية وحق شعبها في تقرير مصيره، وتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، ونحن واثقون من أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي سيدافع عن قرارات هذه الهيئة القارية التي يتشرف الآن برئاستها، ونحن مسرورين بهذه الرئاسة الموريتانية للاتحاد الإفريقي بعد سنوات طويلة من غياب موريتانيا عن رئاسة هذه المنظمة.

البيان الصحفي: هل من كلمة أخيرة تخصون بها البيان الصحفي:

معالي الوزير الأول عبد القادر عمر: والله نحن نشكر البيان الصحفي على ما يقوم بها من جهود رغم المصاعب والضغوط التي يواجهها التي يتلقاها لأن النظام المغربي يحاول أن يستخدم كل وسائل ضغطه البشرية والمادية على كل من يرفع صوته للدفاع عن حق الشعب الصحراوي والنظام المغربي اليوم لديه رهان واحد هو القضية الصحراوية، وهي مقياسه في علاقاته مع جميع بلدان العالم، ونتوقع المصاعب التي يتلقاها الأصدقاء والأخوة الذين يعلنون موقفهم بصوت مرتفع إلى جانب الحق والعدالة، ولكن التضحيات التي تتطلبها مواقف الدفاع عن الحق هي عادة تواجه بشكل آني بصعوبات ولكن في المدى المتوسط والبعيد ستحقق النصر وتحقق النجاح، وسيشهد لها التاريخ أنها وقفت موقفا شجاعا وبطوليا في موقف صعب، وجهرت بصوتها وسيسجل لها التاريخ هذا الموقف في وقته، ونحن واثقون بأن كل المدفعين عن الحق سينتصرون لا محالة مهما كانت الصعاب.

أجرى المقابلة: مولاي إبراهيم

 

نقلا عن جريدة البيان الصحفى الموريتانية

فيديو 28 نوفمبر

البحث