الأناضول: دعا أحمد الطيب شيخ الأزهر، اليوم الثلاثاء، إلى “تضييق دائرة التكفير إلى أدنى حدودها”، معتبراً أن “التكفير لا يملكه شخص أو جماعة”. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الـ23 بعنوان “خطورة الفكر التكفيري والفتوى بدون علم
على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية” اليوم في القاهرة.
ودعا الطيب في كلمته، إلى ضرورة عودة الوعي بمذهب أهل السنة والجماعة، والعمل على تضييق دائرة التكفير إلى أدنى حدودها. وأضاف أنه من المؤلم أن ترتكب أعمال “التفكير والتفجير” باسم الإسلام الأمر الذي استغله الإعلام الغربي أسوأ استغلال لاتهام الإسلام بأنه دين يدعو للعنف وسفك الدماء.
وأوضح شيخ الأزهر أن ظاهرة التكفير واستباحة الدماء ليست جديدة على المجتمعات الإسلامية، وهي “فكر أزمة”. ولفت إلى أن الظاهرة عادت على أيد شباب لا يملك من المعرفة الدينية إلا اسم الإسلام، لم يسمّهم، حيث كان التكفير هو الصيغة الأسرع للتعبير عما يتعرضون له من أزمات.
واعتبر الطيب أن أحكام هؤلاء الشباب “ليست نابعة من فكر سليم وإنما هي تعبير عن قهر وضغوط”. كما قال شيخ الأزهر إن “منهج أهل السنة هو التصديق بالله ورسله وكتبه وملائكته ، ولايصح إطلاق لفظ الكفر على المسلم ما دام معتقدا بهذا في قلبه”.
وأشار إلى أن قضية التكفير لا يملكها شخص أو جماعات وإنما هي تسمية شرعية ترتبط بشروط تحصرها في أضيق الأمور، ولا يسارع إليها إلا فئة من الناس لا يفهمون الدين بشكل صحيح.
وأكد الطيب على أن “مرتكب الكبيرة مؤمن ولا يجوز إخراجه من الدين إلا إذا ارتكب كبيرة الشرك”، على حد قوله. وحذّر شيخ الأزهر من استخدام بعض الفضائيات (لم يسمها) في نشر الفكر التكفيري من خلال ربط الإيمان بالأعمال والحكم من خلالها على كفر أو عدم كفر المسلم.
وختم الطيب أن المؤسسة الأزهرية ستظل مؤسسة يسر ولن تكون مسار فرقة بين المسلمين وستظل تدرس جميع المذاهب وعدم التعصب لمذهب مشيراً إلى أنها لن تألوا جهداً في مواجهة التكفير.
من جهته، قال ابراهيم محلب رئيس الوزراء المصري، إن بلاده تخوض حرباً قوية ضد “إرهاب غاشم لا دين له”. وفي كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر، أوضح محلب أن مصر تخوض حرباً قوية ضد “إرهاب غاشم لا دين له”، معتبراً أنها تخوض تلك الحرب “نيابة عن المنطقة كلها من أجل تحقيق الاستقرار، وتصحيح صورة الإسلام”.
وشدّد محلب على أن “الخلط بين السياسة والدين واتخاذ بعض الجماعات، لم يسمّها، الدين وسيلة لتحقيق مصالح سياسية هو سبب ظهور الإرهاب والتطرف”.
وأكد رئيس الوزراء المصري أن للمؤتمر أهمية خاصة كونه يبين خطورة التكفير بدون علم، لافتاً إلى أن “الحكم على الناس بالكفر أمر جلل، كما أن الاقدام على الفتوى بدون علم يؤدي لفساد محقق”، حسب تعبيره.
وتمنى محلب على المشاركين في المؤتمر إصدار وثيقة علمية تتبنى “السماحة والوسطية في مواجهة التشدد والتكفير ووضع آلية دعوية لمواجهة تلك الظواهر الغريبة”، لم يحدد تلك الظواهر.
من جانب آخر، لم يلقِ البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس في مصر، كلمة له كان من المقرر أن يلقيها في افتتاح المؤتمر، على الرغم من حضوره الافتتاح وإدراجه على قائمة المتحدثين.
واعتبر سالم الشيخ نائب رئيس جامعة فلورنسا بايطاليا، وأحد المشاركين في المؤتمر، إن عدم إلقاء البابا لكلمة في المؤتمر يتنافى مع صورة الوحدة الوطنية في مصر، ويسيء للشكل العام المؤتمر الذي أعلن عن أنه مؤتمر حول مصر كلها وليس للمؤسسات الإسلامية فيها فقط. وفي تصريح لوكالة “الأناضول”، قال الشيخ إنه “كان يتوجب على المسؤولين عن المؤتمر تقديم البابا تواضروس لإلقاء كلمته في بداية المؤتمر تقديراً منهم للكنيسة المصرية”.
من جهته لم يعلق أحمد عجيبة أمين عام المؤتمر والأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية على عدم إلقاء البابا تواضروس كلمة له في الافتتاح، مؤكداً أنه كان “مدرجاً ضمن لائحة الذين سيلقون كلمات في افتتاح المؤتمر”، حسبما صرح به لمراسل “الأناضول”، فيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من البابا بشأن أسباب عدم إلقائه الكلمة.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات المؤتمر الذي ينظمه “المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية” إحدى هيئات وزارة الأوقاف المصرية ويرأسه وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ليوم غد الأربعاء.
|