سياسيون جزائريون يرتابون من نوايا المغرب تجاه إفريقيا
الخميس, 27 فبراير 2014 17:52

الملك محمد السادسيطرح متابعون أكثر من علامة استفهام حول الدور الذي يريد أن يلعبه المغرب في الدول الواقعة في الجنوب الغربي للجزائر، والتي لطالما لعبت فيها الجزائر الدور الأبرز على مدى عقود في إنهاء الحروب بين حكومة باماكو وقبائل الأزواد المتمردة في الشمال.

ومن التساؤلات المطروحة حيال الزيارات “المريبة” لملك ومسؤولي المغرب، وتزامنها مع الأزمة السياسية والأمنية التي تشهدها المملكة، زيادة على محدودية مواردها ما يعني عدم قدرة المغرب على إفادة السلطات المالية لحل مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية، والأكثر من ذلك أن المغرب ليس له الثقل الدبلوماسي الذي يمكنّه من تسوية مشاكل بحجم تلك التي تواجهها السلطات المالية مع الحركات الترڤية المسلحة، التي أصبحت تهدد بالانفصال عن الدولة المركزية في باماكو.

وصنف متابعون، الجولة “المكوكية” التي قادت ملك المغرب محمد السادس، إلى إفريقيا، ودولة مالي، بـ”غير البريئة”، وأراد من خلالها محمد السادس قطع الطريق على الدور الجزائري الذي لعبته لحل الأزمة هنالك.

قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة السيناتور إبراهيم بولحية، عن زيارة محمد السادس “الزيارة تدخل في إطار اختصاصات ومهام رؤساء الدول والملوك، لكن الدول والشعوب الإفريقية تعرف طبيعة الزيارة، وتعرف محاولات الملك”، ويفصل بولحية “الدول الإفريقية تعرف ما تقدمه الجزائر التي كانت داعمة لها عندما كانت مستعمرة، وبعد نيلها الاستقلال، والجزائر لا تشتري المواقف أو تبحث عن موطئ قدم بالطرق المتلوية، وسنبقى نناصر القضايا العادلة”.

وعن إمكانية تأثير محمد السادس على دور الجزائر في مالي التي قادت وساطة بين الفصائل هنالك، يستبعد السيناتور إبراهيم بولحية ذلك، من منطلق أن غايات الجزائر وعلاقاتها بمالي غير طبيعة العلاقة التي يسعى إلى بنائها المغرب، ويقول: “لا اعتقد أن مالي سلعة تباع وتشترى من طرف الدول الأخرى، ولم يثبت أن الجزائر قد أوقدت الفتن والنعرات بمالي”.

أما أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة ورڤلة، بلحبيب عبد الله، فيقول عن توقيت الزيارة “في علم السياسة لا يوجد توقيت بريء، سواء في القرارات والأجندات الداخلية أو الخارجية، كل شيء يجب أن يكون مدروسا”، وينبه بلحبيب، إلى ضرورة أن لا تبقى الجزائر مكتوفة الأيدي مع الحراك المغربي ويقول “للجزائر علاقات متينة مع مالي، ولكن لا ينبغي أن نبقى مكتوفي الأيدي، ومن الضروري بذل جهد أكبر لنا في مالي ودول جنوب الصحراء التي تعد بعدا إستراتيجيا للجزائر”.

وعن دوافع الزيارة، فيضعها عبد الله بلحبيب في سياقين داخلي وخارجي، الأول، يتعلق بالمشاكل التي يواجهها محمد السادس المتعلقة بمسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وانسحاب حزب الاستقلال من حكومة عبد الله بن كيران،  ولخص الدوافع الخارجية في “إعادة حلفاء قدماء أو البحث عن حلفاء جدد، زيادة على محاولة التشويش على الدبلوماسية الجزائرية”.

الشروق الجزائرية+28 نوفمبر