منذ فترة وأنا أسمع عن قضية الضباط الذين أعدموا فى إينال وفى الفترة الأخيرة قرأت أنباء متفرقة عن هذا الموضوع الذى أجهل حيثياته تماما وأحسست برغبة جامحة بمعرفة الحقيقة، ولمّا علمت بأن برنامج فى الصميم سيتناول الموضوع أمسيت أعدُّ الوقت بالدقائق إن لم أقل الثواني حتى بدأ البرنامج وقد انتابني حينئذ مزيج من الفضول والعاطفة العمياء إزاء هذا الملف واتجاه الضحايا إن وجدوا، وبلغت العاطفة ذروتها لمّا رأيت أحد الناجين من هذه المجزرة المذكورة ولا أخفيكم سرًّا أني مستعدة للمناصرة بل النضال على طول إن سمعت تسلسل أحداث منطقي!
بعد تقديم الضيف لنفسه وسرده لبداية الأحداث حتى وصل إلى إعتقاله ونقلهم جميعا إلى إنال سأله الصحفي عن أسماء من كانوا معه فى الغرفة، أجابه بأنهم ثمانية أشخاص وتلعثم فى أسمائهم ثم أورد9 أسماء وقال أنه بعد ذلك فى28 نوفمبر جاؤهم ليلا وأخذوا أربعة منهم ثم سمّاهم فإذا بإسمين جديدين ليسوا من ضمن الثمانية الذين سبقت تسميتهم , ثم قال فى بداية كلامه أنهم لمٌا أعتقلوه سنة1990كان برتب ملازم أوَّل ثم رجع بعد ذلك فى خضم كلامه عن إنقلاب87 ليقول أنه بلغه خبر الإنقلاب وهو في المدرسة العسكرية بأطار ورتبته آنذاك نقيب، ,,,,,,وعند تعرضه لرجوعهم الأخير لنوذيبو عاد ليذكر أنهم ثمانية(أي من كانوا معه فى الغرفة) ونسي أن إثنان منهم قتلا وواحد ذهبت به البعثة التى تضم مدير الأمن الحالي وذكر أنه قتل بعد ذلك (ولم يذكر بالطبع فى حديثه إضافة أي شخص للمجموعة التى كانت معه)؛;;;;;;;; وقال أيضا أنهم نقلوا إلى اجريد فى أواخر دسمبر ليرجع ويقول أن تاريخ رجوعهم من إنال إلى انواذيبو كان فى نهاية دسمبر وبقوا فى انواذيبو 3أشهر قبل نقلهم إلى اجريدة!;;;;; ذكر أنهم لم يكونوا يرتدوا إلّا (تَرْوَا كار) وحدها وردّدها ثم أضاف أنهم أعطوهم ملابس السجناء(تَنِي أبْلَهْ)،;;;;; وأضاف أيضا أنهم استفادوا من عفو رئاسي شامل ثم عاد وقال أنهم قُدِّموا( الضباط منهم) لمحكمة عسكرية، وفى إجابته عن ما هو الحل، قال أن يعترف المتورّطون فى القضية بمسؤوليتهم ثم نجتمع ويطلبون السماح وسنقبل حينئذ المسامحة، ثم عاد للإجابة على نفس السؤال من أحد مدوني فيسبوك ليزيد بإلغاء العفو ( فى إطار التسوية التى تمّت) أوّلا وكرّرها ثم نتشاور! مع العلم أنه سبق أن حاول نكران تسوية الملف مع أهالي الضحايا ولمٌا أثبت له المُحاور صحة ذلك حاول التنصل من ذلك بحجة ضعيفة أن الرئيس والبرلمان لا يمكنهم المسامحة مكانهم! هنا بدأت أشم رائحة مناورة غير زكية! والأهم أنه لم يعط إلّا أسماء قتيلين! وجدير بالذكر أنه أعلن أن ما يمنعهم من تقديم الملف للمحاكم هو ذلك العفو الذى يشترط إلغاءه قبل أي حلٍّ محتمل! كما انتابني سؤال كيف استطاع معرفة كل المسؤولين والمتورّطين من الجيش بأسمائهم ومناصبهم الحالية(كما أعلن) ولا يعرف أسماء الضحايا ولا عددهم بالضبط ولا حتى ظروف موتهم لم يذكر إلّا ظروف موت إثنين أضاف أسماءهم إلى مجموعته المعتقلة بعد أن سبق ذكره لأسمائهم ولم يكونا من ضمنهم ! وختم بأن هدفه من هذه المقابلة هو البحث عن من يتعاطف معهم ويدعم ملفهم وحبذا لو كان الهدف إنارة الرأي العام حول القضية!
الاستاذة خادجة بنت سيدينا