رحلت أيها الوديع النبيل ويدك ممدودة بالخير .. رحلت بأحلام الأطفال في الحصول على دفتر وكتاب .. رحلت بأحلام الفقراء في الحصول على سيارة إسعاف وقرص دواء ..
كيف تجرأ على الرحيل دون أن تسمح لنا بتوديعك .. كيف ترحل وأنت متن الكتاب وعجز البيت وصدره ..
هل كان الموت يمشي إلى جانب قوافل الرحمة البيضاء ويختار منها لنفسه بكل هذا السخاء .. إن القلب ليخشع وإن العين لتدمع ولنا في الرسول خير عزاء ..
لم يترك لنا الموت إلا الشوق والصبر والإمان .. لم يترك لنا الموت إلا الاحتساب والدعاء ..
إلى جنة الخلد رحل الموكب المهيب تزفه ملائكة الرحمة .. إلى الصحب الطاهرين من الأنبياء والصديقين والشهداء وطاب المقام ..
سوف نزفك كل يوم عريسا وشهيدا للوطن .. سوف نحفرك في الذاكرة أيها الحجر الكريم ..
سوف يقتبس الفقراء من نورك أيها الشعاع المنكسر ضياءً ونقاءً وعطاءً .. سنبني مدارس الرحمة .. ونوزع الرغيف والدواء ..سوف نحفر بئر رحمةٍ سلسبيلا..
أخي أحمدو..
إن القلب ليخشع وإن العين لتدمع ولنا في الرسول خير عزاء..
ضاع حرفي وجف حبري .. لا أدري من أعزي فيك .. لن أعزي فيك ذويك الصابرين .. لن أعزي فيك الفقراء والمحتاجين .. أعزي فيك الوطن وحلمك للوطن ..