و أعتقدُ أنه حقي كمواطن يغرقُ في الديون و النظريات الجوفاء، لم أُقدِّم شيئاً لموريتانيا و هي أيضاً لم تُقدِّم لي شيئاً مع إحترامي للنشيد الوطني و ل "كرفور مدريد"، لا أُنكر أنَّ سُمعتي سيئة بشأنِ الحب و السياسة و الطبخ و لكنها أخطاء كانتْ حتمية إرتكبتُها في لحظات من عدم التوفيق المُوفَّقة، إبتسمت الظروف ذات مرَّة و قالت لي: يا محمد كُنْ رجلاً و عزِّزْ علاقتك بالكفاح. لا تعلمُ الظروف على الأرجح أني لم أستطع أنْ أكون رجلاً و لم أعدْ طفلاً و ليست لديَّ نيةٌ في أن أكون امرأة! من أنا إذن!؟ فيما أعتقد؛ أنا كميةٌ من المشاكل الناتجة عن تدهور مستويات التفاؤل و الأدرينالين، لا شكَّ أنَّ تَطَرُّفي قد باتَ مسألة وقتٍ ليس إلاَّ، لا تقلقوا! لن أُفَجِّر نفسي هُباءً في أحد الشوارع المتسخة، و لن أختطفَ مائة فتاةٍ غبية من أنواكشوط، كما لن أُتاجرَ بضمائر المُعارضين و المُوالينَ و لا بقضايا المُهَمَّشين، سأكونُ إرهابياً لطيفاً قدر الإمكان، حسبَ الواقع من دخل سلكَ التعليم فسيظلُّ مُعلِّماً إلي الأبد و من دخل سلكَ اللصوص قد يُصبحُ وزيراً أو مُستشاراً لديهِ، من حافظَ على قناعاته أطول فترة ممكنة قد نصفه بالمواطن الصالح و من ذابَ في سيلِ المصالح الضيقة فهُو "أفَگراشْ" حسب العقلية المحلية العتيدة.
إرتكبتُ اليوم خطأً جسيماً بدأَ بالأرز بالسمك و إنتهى بمُشاهدة برنامج على إحدى قنواتنا الرائعة جداً، بطريقةٍ ما ذهبتْ معنوياتي إلي الحضيض و دخلتُ في رحلةٍ محفوفةٍ بالقلق على قائمة النخبة المثقفة لهذا البلد المكلوم، و قبلَ أنْ تذهبُ هذه الكلمات في حال سبيلها أُذَكِّرُ إلي أنه ليستْ لديَّ مشاكل مع أي تيار فكري أو سياسي مُعيَّن هنا، لا أحبُّ المشاكل بقدر ما أحب صناعة السلام و التعايش مع الأحلام و الأوهام، كما أني أيضاً لستُ مُهرِّجاً، أحبُّ الجميع في الله، و أحترمُ للمواطنين آراءَهُم و وجهات نظرهم بشأن الحياة، أحترمُ المرأة أيضاً و سأظلُّ أحترمُها و أحترمُها حتى يشعُر الإحترام بالنعاس، و على يقينٍ أيضاً أنه حين يبدأُ أحدهم كلامه معك بتلك الجملة الرقيقة - إني أربأُ بمثلكم عن هكذا أمور - فإعلم أنك ستتعرض للتمزيق بأسلوب حضاري، إذن لا داعي لتلكَ الآراء المُفخخة التي تظهرُ أحياناً على شكلِ تعليقات ديبلوماسية، سرقَ أحدهم حبيبتي في 2012 و سرقَ آخرٌ محفظة نقودي في السوق - لم تكنْ محفظة السيدة الأولى لحسن الحظ- و سرق مواطنّ حذائي في المسجد بعد صلاة العصر -كان وقحاً- و في الأخير يسرقُ أستاذ أحدَ نصوصي المسكينة و يقومُ بنشره في مجموعة -لعزَبْ و أجدعانْ- و بعدها يلعبُ دور العصفور الذي يُحبُّ الخير للإنسان و الحيوان و النبات !
--------------
من صفحة الأستاذ محمد ابهاه على الفيس بوك