كنت حريصة على حضور كل نشاط معارض يسلِّط الضوء على همموم المواطنين، لذلك استجبت وحضرت فيما مضى من الدعوات، ولنفس الأسباب حضرت يوم أمس لمهرجان المنتدى الذى انعقد فى انواكشوط الجنوبية، حين وصلت كان المكان مقسّم بأسلاك قسم أمامي يحوي المنصة الرسمية ويقابلها مكان وضعت فيه كرّاسي للسياسيين غير القادة وتتوسطهم منصة للصحافة، ثم خلف ذلك أسلاك تفصلهم عن الجمهور ومقسمة منطقته هو الآخر إلى جانب للنساء وجانب للرجال، ولمّا وصلت عين المكان أشارعليَّ أحد المنظمين أن أتوجه إلي الجانب الذى يحوي جمهورالنساء،فتقدّمت فى اتجاهه، فإذ بالمقدمة مملوءة بنساء من مختلف الأعمار والأعراق و بعضهم يصطحب أطفاله وإن كانت فئة الشباب هي الطاغية، والتدافع والضجيج يسودان المكان، ولا أستطيع متابعة الخطابات، فأنكفأت على أثري، لعلِّي أجد مكانا آخر، ذهبت إلى المنطقة الشبه الرسمية المقابلة للمنصّة الرسمية فإذا بشباب يتوزّع على حراسة المحيط، وبداخل المكان تجلس مجموعة رجالية على كراسي لم يسبق أن شاهدت منهم إلّارجلا واحدا من حزب تواصل، فطلبت من أحد الشباب أن يفسح لي الطريق لأدخل، بعد سماحه لبعض الرجال بالدخول، فطلب منّي أن أعرّف بنفسي ،تذكرت النظرة الحولاء المتأصلة فى مجتمعنا،من لايحمل عنوانا فخريا أو رسميا وحتى إن كان صوريا أوفى محفظة لايحق له المشاركة ولا يولى له أيّ إعتبار! وربما أحمل أحد هذه العناوين ولكن لا أهتمّ به ولن أحصر نفسي تحت أيِ عنوان مهما كانت قيمته! فقلت له أنا مواطنة ربما أكون أنظف من كلّ من سمحت لهم بالدخول! سمعني شخص كان بالقرب لا أعرفه، فقال لي اتجهي إلى جانب الآخر من الأسلاك المحيطة لأدخلك ففعلت وأدخلني، فاتجهت إلى الصف الثاني من المقاعد وأخذت مكاني، وكل ذلك قبل وصول قادة المنتدى، كانت الصحافة متواجدة بكثرة، وبدأت الصحافة تصويب كامراتها على الحضور وعادة لاأحبّ التصوير،وبما أنّ لي تجارب كثيرة فى الندوات والمهرجنات ،و للإعتبارات السابقة الذكر وللنزعة المنفعية لديها لم يزعجني تصويرها،أعرف أنها تنتقي وتتصيَّد أهدافها بعناية وطبعا لست من أهدافها! بعد وصول القادة وتموقعهم فى أماكنهم، أزعجني تواجد 3 شخصيات أعتبرهم رموز فساد, رئيس حزب كان يحتلّ منصبا عاليا فى حكومة سيد ومناصب أخرى فى عهد معاوية، وقائد أعطي الكلام من المنتدى له نفس المواصفات، فقلت لنفسي اصبري سيتعاقب على المنصة رجال أنظف، ثم جاء دورنسوي، وهذه أعرفها حقّ المعرفة لقد جمعتنا ذات يوم أقسام الدراسة، وأعرف جيِّدا ماضيها السياسي، أستمعت لها وهي تنتقد بصوت عال الأوضاع والفساد تذكّرت خطاباتها فى الحزب الجمهوري وفى عادل وحتى السنة الماضية خرجت فى مقابلة تلفزيونية وكانت وقتها مداهنة! سألت نفسي هل نحن هنا من أجل إعادة انتاج هؤلاء؟ لا وربُّ الكعبة لن أستمرَّ فى الإنصات إلى من يتلوّن مع كل مشهد تبعا لمصالحه! فخرجت ومن أمام المنصة مررت قبل أن تنهي كلمتها. وإذا ماستمرّهؤلاء فى تصدُّرالمشهد سأقاطع نشاطات المنتدى! ربما لا يؤثرعليهم ذلك ولكنه يريحني.
----------------
من صفحة الأستاذة خديجة بنت سيدينا على الفيس بوك