في واقعة طريفة تشبه إلى حد كبير ما حدث في ليلة القدر من رمضان 2014 بأحد مساجد وجدة، عندما تفقد الملك محمد السادس رئيس الحكومة حتى يصلي إلى جانبه، فقد بحث العاهل المغربي، اليوم، عن بنكيران الذي كان "مختفيا" وسط الشخصيات الحاضرة في حفل إطلاق أشغال محطة نور 2 ونور 3 بورزازات.
والتفت الجالس على عرش البلاد يمنة ويسرة، وهو يهم بالتلويح بالراية إيذانا بإعطاء الانطلاقة لأشغال محطة نور 2 ونور3 بورزازات، بعد أن افتتح رسميا، اليوم، محطة نور1 للطاقة الريحية، حيث بدا وهو يبحث عن شخص ما، كما التفت جميع من برفقته، فتبين أن الملك كان يبحث عن بنكيران.
و"خرج" رئيس الحكومة وهو يشق صف الشخصيات التي كانت بجانب الملك، حيث كان قابعا في الخلف، إلى أن نادى عليه العاهل، فتبادلا بعض الكلمات القليلة، كما تحدثت إليه ماري سيغولين رويال، الوزيرة الفرنسية للبيئة والتنمية المستدامة والطاقة، وذلك حتى يشهد انطلاقة أشغال أكبر محطة للطاقات النظيفة بالعالم.
وفيما اعتبر البعض أن تصرف الملك محمد السادس كان لائقا وحكيما، باعتبار أن بنكيران هو ثاني رجل في هرم الدولة، بحسب الدستور، ويلزم أن يكون من بين الشخصيات الحاضرة في الصف الأول لهذا الحدث الكبير، فإن البعض الآخر ذهب إلى أن بنكيران يحرص على عدم تصدر المشهد إذا كان الملك حاضرا.
لقطة تفقد الملك لرئيس الحكومة أعادت إلى الأذهان ما جرى في ليلة القدر من رمضان ما قبل الماضي، في أحد مساجد العاصمة الشرقية، عندما فطن العاهل المغربي إلى أن بنكيران لا يوجد بجانبه، فسارع بعض الحرس الملكي إلى "البحث" عن رئيس السلطة التنفيذية، بعد أن اختفى في الصفوف الخلفية بين المصلين.
ومثل ما وقع في مشهد ليلة القدر، قال مشاهدون إن بنكيران لا يكون هو نفسه إلا إذا خلق جوا من الفرجة في تحركاته وسكناته، حتى بحضور أعلى هرم في السلطة بالمملكة، واختلفوا إن كان الرجل يتصرف وفق عفويته وسجيته، أم إنه لم يستوعب بعد أنه صار رجل دولة، ما يُلزمه بالتصرف تبعا لبروتوكولات معينة.
هسبريس