«الطائرة المخطوفة» تخطف شبكة الانترنت في مصر وتشعل حالة من السخرية والجدل | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

«الطائرة المخطوفة» تخطف شبكة الانترنت في مصر وتشعل حالة من السخرية والجدل

أحد, 04/03/2016 - 21:00

«القدس العربي»: تسببت «الطائرة المخطوفة» التابعة لشركة «مصر للطيران» والتي تم إجبارها على الهبوط في قبرص في حالة من الجدل والسخرية في شبكات التواصل الاجتماعي في مصر، وانشغلت بها مختلف مواقع الانترنت، خاصة بعد أن تبين أن الخاطف لم يكن يحمل أي أسلحة ولا متفجرات، ورغم ذلك تمكن من السيطرة على الطائرة لمدة ثماني ساعات.
وجاء حادث خطف الطائرة المصرية التي أقلعت من مطار الاسكندرية بعد فترة قصيرة نسبياً من حادث تفجير الطائرة الروسية التي أقلعت من مطار شرم الشيخ، وهو ما فجر مخاوف كبيرة من عملية الخطف، وأشعل حالة من الرعب والهلع في أوساط المصريين سرعان ما تحولت إلى حالة من السخرية بعد أن تم إعادة كل الركاب إلى مصر، وانتهت الأزمة باعتقال الخاطف الذي بدأ مطالبه باستعادة زوجته السابقة، ثم طورها إلى المطالبة باطلاق سراح السجينات لدى النظام المصري.
وسرعان ما غطت أخبار «الطائرة المخطوفة» شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تصدرت الوسوم (الهاشتاغات) المتعلقة بالحادث قائمة الأكثر تداولاً في مصر على شبكة «تويتر» فيما غرقت صفحات فيسبوك بالعديد من التدوينات والمداخلات والتعليقات حول الحادثة، كانت أغلبها تميل نحو السخرية.

«يا ولاد المحظوظة»

وكتب الصحافي المصري المعارض عمرو فراج في تغريدة تدوينة على «فيسبوك» اقتراحا للشباب المصريين يقول فيه: «طيب خلونا نفكر بشكل عملي.. إيه رأيكم يا شباب تحجزوا طيران داخلي كمجموعة مثلا 20 واحد، وتعملوا هيصة في الطيارة وتمثيلية وتطلبوا إنها تنزل في قبرص برضه وتاخدوا لجوء هناك، بس ركزوا إنها تنزل في قبرص اليونانية مش التركية علشان ما تلبسوش في الحيط.. لو عملتوا كده كل أسبوع مثلا صدقوني هايبقى موضوع ممتاز ليكم ولأصدقائكم كلهم».
أما الناشط محمد الصاوي فغرد على «تويتر» قائلاً: «موضوع خطف الطيارة ده مش مستحمل هزار.. تخيل رعب الركاب لما عرفوا إن فيه طيارة تانية جاية تاخدهم عشان ترجعهم مصر».
وكتب محمد الصيفي قائلاً: «ولاد المحظوظة كانوا رايحين القاهرة وفجأة بقوا في قبرص». أما عبد الله سعيد فقال: «الركاب كل ما يحاولوا يقاوموا، الخاطف كان بيهددهم بالرجوع مرة تانية للقاهرة».
وكتب ناشط آخر: «هوا لما يخطفوا المصريين ويوديهم قبرص يبقي دة اسمه خطف؟!.. دة حلم كل شاب مصري»، واكتفى الناشط ساري الدايل بتغريدة يقول فيها: «السيسي يطالب الركاب بفرق التذكرة». 
وكتب آخر: «نوجه الشكر للاخ خاطف الطياره ونقوله هانت عليك العشرة.. كنت قولنا بس.. كنت هتلاقي مصر كلها على الطيارة». 
وغردت آلاء صبور على «تويتر»: «المهم ان الركاب كانوا رايحين من اسكندرية للقاهرة يعني قمة البؤس بس ربنا كرمهم وراحوا قبرص.. ياولاد المحظوظة». 
واستغرب الكثير من النشطاء على الانترنت عدم اتهام السلطات في مصر للاخوان المسلمين بأنهم وراء خطف الطائرة، حيث كتب أحمد السيد: «في حاجة غريبة أوي بتحصل.. لسه حتى الآن لم يعلنوا أن خاطف الطائرة المصرية هو أحد الإخوان الإرهابيين».
وسخر وليد السيد من تردي الأوضاع الأمنية في مصر قائلا: «عندنا طيارات بتنفجر وطيارات بتتخطف وعندنا قصف بالطيارات للسياح وفيه كمان تعذيب وقتل للسياح، تخيلوا كان ممكن السياحة يجرى لها إيه لو كان مرسي منع الخمور ولا البكيني؟».

التغطية الإعلامية

وحظيت التغطية الإعلامية لحادثة اختطاف الطائرة في وسائل الاعلام المصرية بانتقادات واسعة، خاصة بعد أن تم اتهام الطبيب إبراهيم سماحة بالتورط في اختطافها، ليتبين سريعاً أن لا علاقة له بالحادث وأنه كان أحد الركاب المخطوفين على متن الطائرة، أما الخاطف فهو سيف الدين مصطفى الذي تبين لاحقاً بأنه كان يرتدي حزاماً ناسفاً وهمياً، وأنه لم يكن يحمل أية متفجرات ولا يريد تفجير الطائرة ولا إيذاء أي من ركابها.
وفشل المصريون في الحصول على كثير من المعلومات عبر وسائل إعلامهم، ليلجأوا إلى الإعلام العربي والأجنبي من أجل معرفة ما الذي يجري للطائرة المصرية المخطوفة.
وانتقد الناشط الحقوقي جمال عيد، ضعف التغطية من وسائل الإعلام المصرية واعتمادها على القنوات الإخبارية العربية والأجنبية، قائلا: «الخلاصة لما تحب تعرف أخبار مصر كلم (بي بي سي أو دويتش فيله أو فرنسا 24)».
كما كان المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الطيران المدني شريف فتحي لافتاً، حيث رفض فيه الإجابة على أغلب أسئلة الصحافيين، واكتفى بالتأكيد أن المفاوضات مع مختطف الطائرة أسفرت عن إطلاق سراح جميع الركاب باستثناء أفراد الطاقم بالإضافة إلى أربعة ركاب أجانب. 
وقال الصحافي أحمد البهنساوي تعليقاً على مؤتمر الوزير: «وزير الطيران شاهد مشفش حاجة.. عامل مؤتمر بخصوص خطف الطائرة علشان يطلع يقول لسه منعرفش، هنشوف، بنبحث، وفي الآخر هيقرروا غلق ميدان التحرير».

مضيفة تفضح الإعلام المصري

وتسببت تصريحات إحدى المضيفات لقناة «سكاي نيوز عربية» بفضيحة لوسائل الإعلام المصرية، عندما أكدت صحة مطالبة الخاطف اطلاق سراح السجينات لدى النظام المصري، وهو ما حاولت أن تنفيه وسائل الإعلام وأن تقنع الرأي العام أن الخاطف ليس سوى «مجرم صاحب سجل جنائي» وأنه خطف الطائرة بسبب طلاقه من زوجته. 
وأكدت المضيفة ياسمين سُبل التي كانت على متن الطائرة المخطوفة إن دوافع سيف الدين كانت سياسية، وليس كما حاول أن يروج الإعلام المصري، وكشفت أنه قدم قائمة بأسماء 63 سيدة مصرية طالب بخروجهن من السجون المصرية، وهو الأمر الذي حاولت وسائل الإعلام المصرية نفيه بشكل كامل أو تجنب الحديث فيه.
وقالت ياسمين سُبل إنها كانت الشخص المفاوض للخاطف، وإنه أعطاها مظروفا فيه أوراق، لتسليمه لأحد ممثلي الاتحاد الأوروبي، من خلال كابتن الطائرة. 
وكشفت أنها قامت بتصفح المظروف بسرعة، وكان عبارة عن 63 اسم فتاة وسيدة يريد أن يتم إطلاق سراحهن من السجون المصرية، طالبا مترجمة معينة (بالاسم) وبالفعل قُمت بكتابة اسم المترجمة، وأوصلت المظروف لكابتن الطائرة.
وأشارت إلى أن الخاطف كان هادئا منذ البداية حتى بدا عليه التوتر عند الحديث عن فتح أبواب الطائرة لأنه كان يخشى القتل، كاشفة أنه كان يقول: «أنا صاحب فكر وقضية».
وتابعت أن الخاطف حدد في البداية ثلاثة مطارات للهبوط من ثلاثة بلدان هي قبرص واليونان وتركيا، مشيرة إلى أن كابتن الطائرة عمرو الجمل، هو من حدد الهبوط في مطار لارنكا في قبرص. 
وتمثل تصريحات المضيفة نفياً قاطعاً لما روجه الإعلام المصري في الساعات التي تلت انتهاء أزمة الخطف، حيث انصب اهتماماته على محاولة إقناع الرأي العام أن الخاطف لا علاقة له بالسياسة ولا مطالب سياسية له، وأنه مجرد «مجرم صاحب سوابق» وأن الدافع للخطف هو طليقته التي يبدو أنه يريد أن يستعيدها.