نحن نريد إسقاط النظام لكننا ضد المساس بالدولة و التي هي دولتنا جميعا و الحفاظ على تماسكها و قوتها هو جزء من الحفاظ على أمننا و مستقبلنا . سقوط النظام يخدم الجميع عندما نؤسس معا دولة الديمقراطية و العدالة و المساواة لكن سقوط الدولة لا يخدم إلا تجار الحروب و المخدرات و شذاذ الآفاق من المتطرفين و الحركات الانفصالية و العنصرية و التي تتحول بقدرة قادر من حركات صغيرة معزولة إلى حركات مسلحة تقاتل الجميع و عندما لا تجد من تقاتله تتقاتل فيما بينها في حرب عبثية لا " نهاية لها " . من هنا ندرك خطورة أي مغامرة يمكن أن تدخل موريتانيا هذا النفق المظلم خصوصا أن الجماهير عندما تستيقظ من سباتها غالباً لا تفرق بين النظام الحاكم و الدولة و كيف لها أن تقوم بذلك و هي أمام نظام يعتقد أنه هو الدولة و أن لا وجود لهذه الدولة بدونه . رغم خوفي الكبير من هذه الثورة القادمة لا محالة إلا أنني أشعر ببعض الأمل و أنا أقرأ تاريخ أهم دول العالم و التي خرجت من ظلام الديكتاتورية و التخلف إلى نور الديمقراطية و التنمية بعد مرورها ب " فاصل أكشن " جعلها تدرك أن مستقبلها سيظل دوما على كف عفريت ما دامت تهرب من مواجهة مشاكلها . لنواجه مشاكلنا قبل فوات الأوان . سياسة الهروب إلى الأمام أصبحت منذ زمن سياسة كارثية مدمرة لكنها لا زالت المفضلة عند أغبياء قارة البؤساء و ما أكثرهم !!
-------------
من صفحة الاستاذ حميد محمد على الفيس بوك