كانت لحظة إعلان رئيس الجمهورية السيد مجمد ولد عبد العزيز عن نيته تنظيم مهرجان بمدينة النعمه عاصمة ولاية الحوض الشرقي كفيلة بأن تنفخ الرماد عن جمر معركة سياسية لم تكن معالم المنتصر فيها لتتضح لولا إطلاق الرئيس صفارة الإيذان بانطلاق مباراتها. شخصت عيون المراقبين السياسيين تجاه مدينة النعمه وحث الجمهور الخطى صوبها وفتح الفرقاء السياسيون بيوتهم وضربوا خيامهم وشمروا عن سواعدهم فقد حانت لحظة الحقيقة. توالت الوفود من زعامات تقليدية ووجهاء ونافذين فرادى وجماعات ولكل وجهة هو موليها. تبادل بعض السياسيين الزيارات فأذابوا الجليد بينهم وحدث تقارب بين البعض وتنافر بين آخرين. كان كل يوم قبل المهرجان يحمل في ثناياه رسالة بأن المهرجان سيحظى بأكبر حشد شهدته البلاد منذ تبني النهج الديمقراطي، وكان اليوم الثاني قبل انطلاق المهرجان كفيلا بأن يحسم الصراع بنتيجة فاقت المتوقع لصالح أحد القطبين. نتيجة ظفعت بالطرف الخاسر إلى استغلال الدعاية الإعلامية بشكل مفرط للتغطية على الهزيمة السياسية ومحاولة خفظ ماء الوجه. ينتهي المهرجان بنجاح منطقع النظير وتتضح للرئيس صورة المشهد السياسي المحلي عن كثب بعيدا عن التقارير المفبركة والحملات الإعلامية مدفوعة التكاليف.
بادو ولد محمد فال امصبوع