كنتُ بحاجةٍ لبعضِ الحسنات كالعادة.. | 28 نوفمبر

إعلان

كنتُ بحاجةٍ لبعضِ الحسنات كالعادة..

اثنين, 05/30/2016 - 15:45

كنتُ بحاجةٍ لبعضِ الحسنات كالعادة و هو ما دفعني للتصدُّقِ على نفسي ب 400 أوقية من الشواءِ و كأسٍ من الشاي في أعماقِ 'كبيتال' ثم واصلتُ طريقي نحو السوقِ هناك متشبثاً ببعضِ الحنكة في تسيير المبالغ المتواضعة، لم تكنْ أهدافي واضحةً للعياَّنِ، اختطفني أحدُ التجار و أدخلني عنوةً في دكانه، خُيِّلَ إليهِ أني من عِلْيَةِ القوم سامحه الله، لم تَدُمْ خيالاتهُ طويلاً حينَ سمعَ أول عرضٍ لديَّ لتلك الدارعة الفاتنة، تركني في حالِ سبيلي ثم دلفتُ إلي دكان آخر، كانَ يتربَّعُ في وسطه شيخٌ وقور تعلو قسماتهُ علاماتُ التقوى و الورع، ثم باعني عطراً مزوَّراً بسعرٍ مؤلم، شعرتُ بالإضطهاد دون مجاملة، و ليستْ تلك المرة الأولى التي أشعرُ فيها بالإضطهاد، شعرتُ به و أنا أنظرُ إلي عينيها كالطفلِ و أنا أسقطُ بقوةٍ معها في دراسة مستقبلنا الذي لا أرجو أن يكونَ كمستقبلِ العالم الثالث.
لقد نفدَ صبري بخصوص انتظار معجزةٍ ما، لقد ولىَّ زمنُ المعجزاتِ، كانتْ آخرُ معجزةٍ شاهدتُها هو ما رسمتهُ رغوة 'الكابوتشينو' حول شفتيها ذات مساء مُتوَّجٍ بجمالها و ضياعي في ضحكتها، اللهم اغفر لي الحياة في موريتانيا و اغفر لي سويعاتَ النوم اليوم التي جعلتْ أحدَ أقربائي يقومُ بنشلِ قميصٍ أعشقهُ بقدرِ عشقي لنادي برشلونة، لا غرابةَ في أنني أهذي الآن و أفكاري عاجزةٌ عن الإنتظام، فأنا أصبتُ بداء الهوى بعدَ موسمٍ جاف على مستوى الإنجازات، أرجو أيضاً ألاَّ يكونَ بوحي هذا جارحاً لكبار السن الذين يمارسون الوقار الفيسبوكي هنا كما أرجو من صغار السن أنْ يتجازوا بعض الكلمات هنا بروحٍ رياضية.
'الوقرةُ' اليومَ علَّمتني أنَّ مشاعري حقيقية و واقعية بخلاف المشاريعِ الوهمية المُحيطة بنا و الأصوات المطالبةِ بتحقيقها، 'الوقرةُ' تجعلُ الإنسان يرى الأشياء على حقيقتها رغم قسوة الظروف و الوجبات الرديئة التي نتعاطاها، منذُ قليل دخلتُ الحمَّامَ و خرجتُ لأجدَ صديقاً حذفني لوجه الله، ذاك الصديقُ على خلق و مثقف و وسيم نسبياً و من أسرة فاضلة إلي حد ما، ندمتٍ بصراحة لأني لم أرتكب خطأً مُباشراً في حقه، سامحني الله، ربما يكونُ قد حذفني بسبب 'الوقرة' أو أني أستحقُّ ذلك فعلاً.
اللهم يا ربَّنا كن في عونِ عُمَّالِ تازيازت و المستضعفين في الأرضِ و في العلاقات العاطفية و على الفيسبوك.

-----------------

من صفحة الأستاذ محمد ابهاه على الفيس بوك