بابا الفاتكان في أرمينيا قارعا أبواب كنائس الشرق الأرثودوكسية، علها تُفتح بأنامل لاتينية قادمة من أعماق كاثوليكية ما وراء البحار التي لم تلوث بمشانق الملحدين، ولا مطاردة المهرطقين، معلنا للجميع أن كفى فالصليب واحد. ظهر الحبر الأعظم بوقار وهدوء الاحبار، لم يكن مقضب الوجه مثل خطباء جمعنا، ولا متوتراً مثل مفتو قنواتنا، كان باسم الوجه وهو يخرج عن مألوف الإيمان المسيحي( التسامح) رغم أنه لم يخدش أحداً ، فقط طالب بأن لا تُنسى مذابح العثمانيين ضد الأرمن ، مذابح ارتكبت قبل قرن من الآن ، أبيد فيها مليون شخص أرميني على يد العتاة العثمانيين، ،كما أبادوا عبر تاريخهم المحفوظ ملايين العرب، والأكراد، والغجر، وكل الشعب التي خضعت لإمبراطورتيهم الرهيبة. لن يعدموا نصيراً انتقائيا، يُذكر بإبادة الاسكيمو، ومجازر ناكازاكي، والجزائر، والهند، وما أفغانستان ، والعراق منا ببعيدتين، ولن يذكروا او يتذكروا أن مرتكبي تلك الجرائم يعترفون بها ، ويمتنعون عن الاعتذار ، وهم مطاردون من أحرار بني جلدتهم ودينهم ، وسيأتي يوم يعتذرون فيه، (لانهم لا يستكبرون) أما الاتراك فينكرون أصلا ما جنت أيدي أسلافهم الآثمة ، والحصيف منهم من ينسبها بوقاحة لدين الرحمة. في هذه الخطوة التصالحية مع الأرثودوكس ، وهذه اللفتة الانسانية مع الأرمن ، هل يحق لنا معاشر المسلمين أن نتمنى يوم يلتقي الدكتور القرضاوي، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وآية الله خامنئي، ويعترفون بالجرائم العبثية التي فجروا ، ورسخوا في دين المبعوث رحمة للعالمين، والتي بها سالت انهر من الدماء ، وأنهدت القصور ، والأبراج، ومنها شاب الولدان.
هذا ينتحب لعدم حضوره مجزرة آل بيت محمد صلوات الله وسلامه عليه الرهيبة، على يد " أغيلمة من فريش" حاقدة ومنتقمة لأشياخها الهالكين في بدر، منتقما هو من أجيال لم يهرقوا فيها ملء محجنة من تلك الدماء الطاهرة، ولم يبيعوا بها ثمنا، والآخران يزيدان ويأججان انتصاراً لجاهلية اختطفت مصطلح الاستنان ( أهل السنة) ممن لم يسبوا صالحاً، ولم يلعنوا بدريا، ولم يحزوا رقبة، هذا تحت لواء الحركة الموءود حلمها، وهذا ينافح عن راية مذهبه الموسوم عالميا بالتعصب والتحريض والتفجير، والنتيجة أوطان تتمزق وشعوب تختفي ومآذن يرفع من خلالها الحقد، ونعوش لم تعد تجد مقابر تدفن فيها.
---------------
من صفحة الأستاذ سيدي محمد ولد جعفر على الفيس بوك