لا أكترثُ لإنفصال بريطانيا عن الإتحاد الأوروبي و لا عن شمال إفريقيا، و لا أهتمُّ إن قامَ مُهندسٌ كهربائي بإنشاء مركز لتوليد النساء و لن أهتمَّ حتماً إنْ قدَّمَ سائقُ سيارة أجرة فتاوى في الطاقة النووية، لا أكترثُ البتة، ليس ذلك غروراً مني للأسف، أنا شخصٌ تافه و فخورٌ بتفاهتي و يعجبني الأشخاصُ الذين يحترمون وطنهم رغم الغبار و رداءة الإنترنت و الوجبات المحلية، الوطنُ نعمةٌ لا يدركها الجبناء، فرقٌ كبير بين الذين يُقدِّمونَ النقد البنَّاء و الذين تفوحُ من حروفهم رائحةُ الضغائن المؤدلجة، أتمنى لو كانَ بيدي من الأمر شيءٌ، سأقومُ بإشهار البطاقة الحمراء في وجوهٌ أعرفها جيداً و أطرُدها من إفريقيا، أشعرُ بالعار و الجوع حين أرى أقلاماً موريتانية تسخرُ من الوطن، إنهم بيننا، يأكلون الكسكس و العيشْ و الأرز باللحم و يشربون الشاي و السجائر، من لم يفخر بوطنه فليسَ منَّا، و من سيمارسُ السخرية المتسخة على هويتنا و يضحكُ على دولتنا حتى تخرجَ ضرسهُ القابعةُ وراء جهله فعليهِ من الله ما يستحقُّ، حين يتعلَّقُ الأمرُ بالوطن لا موالاة و لا مُعارضة و لا ما بينهُما، كنْ وطنياً رغمَ أنفِ السياسة و مشتقاتها، خذوها عني؛ من وُهِبَ حُبَّ الوطن فقد أوتيَ خيراً كثيراً.
بصراحة لقد كنتُ مُعتكفاً، أو أُحاولُ ذلك على الأقل، أكتفي بمشاهدة المباريات و أقساط لا بأس بها من النوم الخالي من الضرائب و رسائل قصيرة أتبادلها مع السيدة الأولى، كلما ولجتُ عبر حسابي هنا، هالني الكمُّ الفظيع من السخرية اللاذعة في حقِّ المسكينة موريتانيا، يأخذُ أحدهم صورة لدركيٍّ لا يستحقُّ رتبهُ ينامُ على أرضية حجرة الإستقبال في المطار، إنها كارثةٌ فعلاً و لكن حينَ ينشُرها أحدنا يتندَّرُ بها و يراها أحدهم في دول الجوار أو دول البلقان فحتماً لن يحترمنا و لن يحترمَ صاحب المنشور، أمرٌ آخر، يمارسُ الكثيرُ من المثقفين 'بالفالْ' التنكيت في إستضافة بلادنا لقمة الزعماء العرب، بغضِّ النظر عن نُعاس معظم العرب و النتيجة الهوائية التي سيخرجون بها من تلك القمة يجبُ علينا أن نشعرُ بالفخر بهذه القمة، موريتانيا هي التي ستستضيفُ القمة العربية و ليس النظام و ليست المعارضة، إخواني أخواتي في الله، فرِّقوا بين الوطن و الدواعي السياسية.
سأخبركم أيضاً بسرٍّ خطير، المواطن الموريتاني شخصٌ خطير يشبه هذا السر، تجدهُ خبير في التغذية في ظروف غامضة و خبير إستيراتيجي حين يتعلَّقُ الأمرُ بالمعهد السعودي و منسوب الملح عند 'أطاجينْ' و سياسة تركيا الإقليمية، و لاعب مُخضرم عند مبارايات كأس أمم أوروبا، أيها الناس أنتم في العشر الأواخر من شهر الصيام و القيام و نزول القرآن، خذوا ذلك بعين الإعتبار، و رحم الله عبداً قالَ خيراً أو نصحَ بشكلٍ شفاف، دمتم بخير.
-------------
من صفحة الأستاذ محمد ابهاه على الفيس بوك