مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية في نواكشوط، يومي 26 و27 يوليو الجاري، تكثف الدبلوماسية الموريتانية جهودها بشكل حثيث لضمان أعلى مستويات تمثيل الدول العربية؛ سواء من حيث عدد المشاركين أو من حيث نوعية الضيوف.
وفيما نجحت الحكومة في إعطاء العاصمة وجها يليق بحدث تاريخي بمستوى قمة الدول العربية؛ من خلال تشييد كل الشوارع الرئيسية في المدينة، وافتتاح المطار الدولي الجديد ذي المعايير الفنية والمعمارية الحديثة جدا؛ فضلا عن حجز كل الفنادق والنزل وجعلها على أعلى درجات الرفاهية لتأمين سبل الراحة والهدوء لقادة الدول العربية ووفودهم ولجميع الضيوف من خبراء وممثلي هيئات دولية وإعلاميين؛ تم تحويل المركز الدولي للمؤتمرات إلى مجمع عصري يضاهي أحدث قصور المؤتمرات في العالم؛ مع أكثر التجهيزات والمعدات تطورا.
بيد أن ما يثير دهشة واستغراب معظم المراقبين المهتمين بموضوع القمة والمتابعين لمسار التحضير لها؛ يبقى موقف أطياف الطبقة السياسية الموريتانية؛ سواء منها تلك المنضوية ضمن معسكر المعارضة أو تلك المصنفة ضمن الأغلبية الرئاسية.
ذلك أن أحزاب الأغلبية تبدو منهمكة في تلمس طريقها في البحث عن أسرع المكاسب الذاتية من الحوار السياسي المرتقب؛ وكأنها غير معنية بأحداث وطنية كبرى بمستوى استضافة موريتانيا لأول قمة عربية في تاريخها..
أما المعارضة فما تزال مهووسة بالبحث عن أي هفوة مهما كانت تفاهتها كي تصدر بيانات أو تطلق تصريحات تهاجم السلطة؛ حتى وإن أدى بها ذلك إلى مهاجمة الثوابت الوطنية والإضرار بالمصالح العليا للأمة.
وضعية باتت موضع استهجان متزايد داخل أوساط الرأي العام الوطني، وحتى لدى بعض الأوساط الإعلامية العربية.. ولم يزدها غياب أي دور إيجابي للصحافة الوطنية في المجهود الوطني الرامي إلى إنجاح القمة ومنح موريتانيا مكانتها الدبلوماسية اللائقة.
ولعل من الجدير التنويه إليه أن تراخي الأغلبية في لعب دورها الوطني المحوري؛ وانشغال المعارضة بهوامش الشأن العام؛ في ظل نواقص إعلامية ملحوظة؛ يبقى مصر قلق وريبة من شأنه تقويض فرص نجاح موريتانيا في رفع تحدي استضافة قمة أمل العرب؛ كل العرب...
أحمدو ولد النباش