عن‭ ‬قمة‭ ‬نواكشوط‭ ‬وتلفزيون‭ ‬‮«‬بلاد‭ ‬شنقيط‮»‬‭ | 28 نوفمبر

الفيس بوك

إعلان

عن‭ ‬قمة‭ ‬نواكشوط‭ ‬وتلفزيون‭ ‬‮«‬بلاد‭ ‬شنقيط‮»‬‭

أربعاء, 07/27/2016 - 12:02

تابعت‭ ‬التلفزيون‭ ‬الموريتاني،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬بلاد‭ ‬شنقيط،‭ ‬وعاصمتها‭ ‬نواكشوط،‭ ‬احتضنت‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭. ‬وبصراحة‭ ‬التلفزيون‭ ‬الموريتاني‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬كتبت‭ ‬عنه‭ ‬سابقا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬التلفزيونات‭ ‬العربية‭ ‬المضادة‭ ‬للأرق،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التلفزيون‭ ‬السوداني،‭ ‬وتلفزيون‭ ‬جيبوتي،‭ ‬مع‭ ‬التلفزيون‭ ‬الأردني‭ ‬كذلك‭.‬

لكن،‭ ‬وبسبب‭ ‬القمة،‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬دورته‭ ‬البرامجية‭ ‬الرتيبة،‭ ‬إلى‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬موقظات‭ ‬الحنين‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬لمن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬جيلي‭ ‬وأكبر‭ ‬مني‭ ‬ممن‭ ‬عايشوا‭ ‬حقبة‭ ‬التلفزيونات‭ ‬الرسمية‭ ‬المنفردة‭ ‬والوحيدة‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الفضائيات‭ ‬والانترنت‭.‬

في‭ ‬نشرة‭ ‬الأخبار‭ ‬الموريتانية‭ ‬كان‭ ‬المذيع‭ ‬المتجهم‭ ‬والمربوط‭ ‬حد‭ ‬الخنق‭ ‬يقرأها‭ ‬بصوت‭ ‬أجش،‭ ‬مرافقا‭ ‬لصور‭ ‬استقبال‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬لرؤساء‭ ‬الوفود‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬ديباجة‭ ‬قديمة‭ ‬افتقدناها‭ ‬فحواها‭ ‬‮«‬‭.. ‬وبحث‭ ‬الجانبان‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬المشترك‮»‬‭.‬

تابعت‭ ‬برامج‭ ‬التغطية‭ ‬الحوارية‭ ‬كذلك،‭ ‬وتذكرت‭ ‬تعليقا‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬برامج‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬نواكشوط‭ ‬تعد‭ ‬أهم‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬موريتانيا‭ ‬منذ‭ ‬حدث‭ ‬استقلالها‭!!‬

كان‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬نجم‭ ‬محطته‭ ‬التلفزيونية‭ ‬إذا،‭ ‬وكان‭ ‬الكل‭ ‬يشيد‭ ‬بكلمته‭ ‬التي‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬‮«‬الموقف‭ ‬المبدئي‭ ‬والثابت‮»‬‭ ‬لموريتانيا‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬ولست‭ ‬متأكدا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬لموريتانيا‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬‮«‬حصري‮»‬‭ ‬بها‭ ‬أيضا‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬‮«‬مبدئي‭ ‬و‭ ‬ثابت‮»‬‭ ‬للجميع‭ ‬إعلاميا‭.‬

غاب‭ ‬عن‭ ‬الفضائيات‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬التزاحم‭ ‬لتغطية‭ ‬قفشات‭ ‬الوفود‭ ‬والزعماء‭ ‬وصراعاتهم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬لازمة‮»‬‭ ‬لكل‭ ‬قمة‭. ‬لا‭ ‬بل‭ ‬غابت‭ ‬الكاميرا‭ ‬كليا‭ ‬عن‭ ‬مجرياتها‭ ‬ولم‭ ‬ترشح‭ ‬إلا‭ ‬صورة‭ ‬رسمية‭ ‬يتيمة‭ ‬لقادة‭ ‬القمة‭. ‬لكن‭ ‬لفت‭ ‬انتباهي‭ ‬رفض‭ ‬عمدة‭ ‬نواكشوط‭ ‬أماتي‭ ‬بنت‭ ‬حمادي‭ ‬مصافحة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأردني‭ ‬هاني‭ ‬الملقي،‭ ‬خلال‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬المستقبلين،‭ ‬لتنقذ‭ ‬الموقف‭ ‬وزيرة‭ ‬التجارة‭ ‬الناهة‭ ‬بنت‭ ‬مكناس‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬شغلت‭ ‬منصب‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية،‭ ‬والتي‭ ‬بادرت‭ ‬لمصافحته‭ ‬بحرارة‭ ‬لتعويض‭ ‬الموقف‭. ‬

كما‭ ‬كان‭ ‬محببا‭ ‬ظهور‭ ‬ابنة‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬مستقبلي‭ ‬بعض‭ ‬القادة‭ ‬مع‭ ‬والدها،‭ ‬وزاحمت‭ ‬الطفلة‭ ‬المدللة‭ (‬8‭ ‬سنوات‭) ‬كبار‭ ‬مستقبلي‭ ‬الرؤساء‭ ‬مع‭ ‬تصرفها‭ ‬بلباقة‭.‬

ولعل‭ ‬استضافة‭ ‬الزعماء‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬أعادت‭ ‬العرب‭ ‬ربما‭ ‬للخيمة‭ ‬التي‭ ‬انطلقوا‭ ‬منها‭ ‬جميعا‭.‬

وعلى‭ ‬الأقل‭.. ‬هي‭ ‬قمة‭ ‬منسجمة‭ ‬مع‭ ‬ذاتها‭ ‬فعنونت‭ ‬نفسها‭ ‬بتسمية‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬الأمل‮»‬‭.. ‬وهذا‭ ‬لعمري‭ ‬قمة‭ ‬الألم،‭ ‬لكن‭ ‬أقل‭ ‬ألما‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬القمم‭ ‬السابقة،‭ ‬التي‭ ‬ننظر‭ ‬إليها‭ ‬بوجع‭ ‬وخيبة‭ ‬حين‭ ‬نتذكر‭ ‬مثلا‭ ‬قمة‭ ‬الخرطوم‭ ‬عام‭ ‬1968،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬قمة‭ ‬اللاءات‭ ‬الثلاث‭.. ‬لا‭ ‬للصلح،‭ ‬لا‭ ‬للتفاوض‭ ‬ولا‭ ‬للاستسلام‭!! ‬نعم‭ ‬أيها‭ ‬الجيل‭ ‬الراهن‭.. ‬هي‭ ‬لاءات‭ ‬ضرخها‭ ‬العرب‭ ‬يومها‭ ‬في‭ ‬قمتهم‭.. ‬فتصالحوا‭ ‬وتفاوضوا‭ ‬واستسلموا‭ ‬لكل‭ ‬الأعداء‭!‬

وكما‭ ‬قال‭ ‬الرحباني‭ : ‬إيه‭ .. ‬في‭ ‬أمل‭!‬

 

مهرجان‭ ‬جرش‭ ‬‮«‬حفلة‭ ‬عرس‭ ‬بلا‭ ‬عرسان‮»‬

 

عودة‭ ‬للمضحكات‭ ‬والضحك‭ ‬على‭ ‬الذقون‭ ‬ومقاربات‭ ‬زمن‭ ‬محترم‭ ‬بزمن‭ ‬مختلف‭ ‬راهن‭.‬

مهرجان‭ ‬جرش،‭ ‬ذو‭ ‬التاريخ‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭ ‬المحترم‭ ‬والطويل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المهرجانات‭ ‬العربية‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬هناك‭ ‬شعور‭ ‬بأنه‭ ‬مستهدف‭ ‬لتفريغه‭ ‬من‭ ‬عالميته‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬حفلة‭ ‬عرس‭ ‬بلا‭ ‬عرسان‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬توزيع‭ ‬النقوط‭ ‬اجتهادا‭.‬

آخر‭ ‬تقليعات‭ ‬المهرجان‭ ‬كانت‭ ‬توزيع‭ ‬بطاقات‭ ‬تشبه‭ ‬بطاقات‭ ‬الإعلاميين‭ ‬لمندوبي‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬استيعابه‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬التنفيعات‭ ‬لأشخاص‭ ‬محددين‭ ‬حصرا‭.‬

وقد‭ ‬كنت‭ ‬محظوظا‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬التماس‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬يقودها‭ ‬رجل‭ ‬اسمه‭ ‬أكرم‭ ‬المصاروة،‭ ‬والذي‭ ‬أتذكر‭ ‬مما‭ ‬تيسر‭ ‬لي‭ ‬تذكره‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬عروض‭ ‬المسرح‭ ‬الجنوبي‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬ليالي‭ ‬المهرجان‭ ‬كان‭ ‬لمسرحية‭ ‬غنائية‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬لتوفيق‭ ‬الحكيم‭ ‬اسمها‭ ‬‮«‬رصاصة‭ ‬في‭ ‬القلب‮»‬،‭ ‬مثلها‭ ‬الفنان‭ ‬علي‭ ‬الحجار‭ ‬برفقة‭ ‬الفنانة‭ ‬أنغام‭.‬

طبعا،‭ ‬المهرجان‭ ‬تعاقد‭ ‬حينها‭ ‬لعرض‭ ‬المسرحية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعاقدات‭ ‬مع‭ ‬نجوم‭ ‬الغناء‭ ‬العربي،‭ ‬مع‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬المسرحية‭ ‬الغنائية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مما‭ ‬‮«‬يطلبه‭ ‬الجمهور‮»‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬بأن‭ ‬يعمل‭ ‬المهرجان‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬الحضور‭ ‬الثقافي‭ ‬لا‭ ‬العكس‭.‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬للعرض،‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬الكواليس‭ ‬خلف‭ ‬المسرح،‭ ‬قبل‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬العرض،‭ ‬ومررت‭ ‬بكرفان‭ ‬الفنان‭ ‬علي‭ ‬الحجار،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بتهدئة‭ ‬الفنانة‭ ‬أنغام‭ ‬المتوترة،‭ ‬لأن‭ ‬المؤشرات‭ ‬توحي‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬جمهور‭ ‬أبدا،‭ ‬والتذاكر‭ ‬المباعة‭ ‬معدودة‭ ‬جدا‭ ‬لمسرح‭ ‬ضخم‭ ‬جدا‭.‬

أتذكر‭ ‬أني‭ ‬سمعت‭ ‬علي‭ ‬الحجار‭ ‬‮«‬بدون‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬أني‭ ‬اسمع‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬لأنغام‭ ‬ما‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬عليهم‭ ‬احترام‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح،‭ ‬والمسرحية‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬الراحل‭ ‬توفيق‭ ‬الحكيم،‭ ‬وأن‭ ‬مشاهدا‭ ‬واحدا‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬يستحق‭ ‬تقديم‭ ‬المسرحية‭ ‬بأفضل‭ ‬أداء‭. ‬هكذا‭ ‬سمعت‭ ‬الرجل‭ ‬يتحدث‭!‬

‭ ‬تسللت‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬يتواجد‭ ‬أكرم‭ ‬المصاروة،‭ ‬والذي‭ ‬نقلت‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬حصل،‭ ‬وكان‭ ‬حينها‭ ‬قد‭ ‬أمر‭ ‬بفتح‭ ‬أبواب‭ ‬المسرح‭ ‬للناس‭ ‬جميعا،‭ ‬فهذا‭ ‬جل‭ ‬ما‭ ‬تريده‭ ‬الإدارة‭ ‬حينها‭.. ‬وكان‭ ‬العرض‭ ‬الأول‭ ‬مجانيا،‭ ‬ليكون‭ ‬العرض‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬مجانيا‭ ‬لكن‭ ‬بحضور‭ ‬لافت‭ ‬ومتدافع‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.‬

لقد‭ ‬تعرض‭ ‬المهرجان‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬لمحاولة‭ ‬إجهاض‭ ‬غير‭ ‬مبررة،‭ ‬إلا‭ ‬بعبث‭ ‬يتقصد‭ ‬شطب‭ ‬تاريخ‭ ‬كامل،‭ ‬واستبدل‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬بمهرجان‭ ‬‮«‬تجاري‮»‬‭ ‬فاشل‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬مهرجان‭ ‬الأردن‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬مهرجان‭ ‬جرش‮»‬‭ ‬عاد‭ ‬بقوة‭ ‬الدفع‭ ‬الذاتي‭ ‬وبمطالب‭ ‬شعبية‭ ‬قوية،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬لم‭ ‬ترتق‭ ‬إدارته‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬تاريخه‭ ‬العريق‭.‬

أكتب‭ ‬عن‭ ‬جرش‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬موسمه،‭ ‬وهو‭ ‬مهرجان‭ ‬انبثقت‭ ‬فكرته‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬اليرموك‭ ‬الأردنية‭ ‬كفكرة‭ ‬ثقافية‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬الجامعات‭ ‬حينها‭ ‬تكتب‭ ‬خارج‭ ‬المناهج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وتبنته‭ ‬الملكة‭ ‬نور،‭ ‬أرملة‭ ‬الراحل‭ ‬الملك‭ ‬حسين،‭ ‬بكل‭ ‬ثقلها‭ ‬وحظي‭ ‬بدعم‭ ‬حكومي‭ ‬رسمي‭ ‬ضمن‭ ‬تخطيط‭ ‬منهجي‭ ‬محترم‭ ‬يدمج‭ ‬بين‭ ‬السياحة‭ ‬والفن‭ ‬والثقافة،‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي،‭ ‬فكان‭ ‬مدراء‭ ‬المهرجان‭ ‬قامات‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬والثقافة‭ ‬والسياسة،‭ ‬وكان‭ ‬افتتاحه‭ ‬كرنفالا‭ ‬شعبيا‭ ‬مصحوبا‭ ‬بشارته‭ ‬الموسيقية‭ ‬وشعلته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقليدا‭ ‬ملكيا‭ ‬كامل‭ ‬الأهلية،‭ ‬وها‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬تصبح‭ ‬شعلته‭ ‬مقدوحة‭ ‬بيد‭ ‬رئيس‭ ‬بلدية‭!‬

 

 

جورج‭ ‬خباز‭ ‬المجدد

 

قبل‭ ‬أيام،‭ ‬تابعت‭ ‬للفنان‭ ‬اللبناني‭ ‬جورج‭ ‬خباز‭ ‬مقتطفات‭ ‬من‭ ‬مقابلة‭ ‬على‭ ‬محطة‭ ‬لبنانية،‭ ‬وكان‭ ‬حديثه‭ ‬كفنان‭ ‬مختلفا‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬حوارات‭ ‬غالبية‭ ‬فناني‭ ‬الزمن‭ ‬الراهن،‭ ‬فكان‭ ‬يتحدث‭ ‬بأدب‭ ‬ملتزما‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خفيف‭ ‬الظل‭ ‬في‭ ‬حضوره‭ ‬مع‭ ‬فصاحة‭ ‬في‭ ‬المحتوى‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬به‭.‬

باختصار‭ ‬الفنان‭ ‬جورج‭ ‬خباز‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬لبنان‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬منتجا‭ ‬للعباقرة‭.. ‬وأنا‭ ‬أتابعه‭ ‬باهتمام‭ ‬منذ‭ ‬برنامجه‭ ‬الكوميدي‭ (‬بس‭/‬مات‭ ‬وطن‭).‬

ثم‭ ‬كانت‭ ‬متابعتي‭ ‬لمقاطع‭ ‬مسرحية‭ ‬طوال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭ ‬والآن‭ ‬أغاني‭ ‬لا‭ ‬أمل‭ ‬من‭ ‬سماعها‭ ‬أغلبها‭ ‬من‭ ‬أعماله‭ ‬المسرحية‭.‬

لا‭ ‬أفهم‭ ‬سبب‭ ‬شهرة‭ ‬‮«‬ألإلام‮»‬‭ ‬دون‭ ‬غيرها،‭ ‬لكن‭ ‬خباز‭ ‬مثلا‭ ‬كان‭ ‬مبدعا‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬سيلينا‮»‬‭.. ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬أجمل‭ ‬اعادة‭ ‬انتاج‭ ‬سينمائية‭ ‬لعمل‭ ‬مسرحي‭ ‬رحباني‭ ‬قام‭ ‬بالتمثيل‭ ‬فيه‭ ‬دريد‭ ‬لحام‭ ‬وجورج‭ ‬خباز‭ ‬وباسل‭ ‬خياط‭ ‬وأيمن‭ ‬رضا‭ ‬وميريام‭ ‬فارس‭.‬

جورج‭ ‬خباز‭.. ‬حالة‭ ‬مبتكرة‭ ‬يقدمها‭ ‬لبنان‭ ‬وسط‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬الاستسهال‭.‬

في‭ ‬المقابل‭.. ‬وفي‭ ‬عصر‭ ‬الانحطاط‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬يحصل‭ ‬فنان‭ ‬وأعماله‭ ‬ترسخ‭ ‬البلطجة‭ ‬كمفهوم‭ ‬ثقافي‭ ‬اسمه‭ ‬محمـد‭ ‬رمضان،‭ ‬على‭ ‬تكريم‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬المصرية‭ ‬باسم‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭!!‬

هل‭ ‬عدمت‭ ‬مصر‭ ‬عبقرياتها؟‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬تدفنهم‭ ‬أحياء‭ ‬فيموتون‭ ‬بجلطة‭ ‬القهر؟

 

 

‭ ‬*‭ ‬إعلامي‭ ‬أردني‭ ‬يقيم‭ ‬في‭ ‬بروكسل

القدس