أوجه رجاء لرئيس الجمهورية ،حامي الدستور والوحدة الوطنية والحوزة الترابية للبلد ، وأقول له إن حفظ الموجود أولى من طلب المفقود، وإن المحافظة على وحدة الأجيال القادمة أولى من دعاوى تكريم للأجيال السالفة رحمة الله عليهم، وأن مسائل الإجماع أولى بالتسييج وإحكام الأقفال من البحث عن تسجيل النقاط.
سيدي الرئيس، موريتانيا للجميع، والعلم الوطني ظل رمزا لجميع الموريتانيين باختلاف ثقافاتهم وأعراقهم واختلاف ألسنتهم، لم يطعن فيه يوما أحدهم ، ولم يتهم يوما بعضهم بعضا بالإستفراد بتميله له دون الآخرين، أو بكونه ملك لطرف أو جهة أو مجموعة دون الأخرى، وهذا بالتأكيد أهم من البحث في أصله ومن أين وكيف تم اختياره. أجيال وأجيال شبت وشابت على حبه ، وأرواح ضباط وجنود صعدت إلى السماء مع رفرفته الجميلة ، وتحت ساريته الشامخة. سيدي الرئيس أقدر عاليا تثمينك لبطولات المقاومة ؛ وبعث روح الاعتزاز بتضحيات الأجداد ، وما ينتج عن ذلك من حس وطني وتشبث بوحدته و كينونته، لكن لذلك من الأساليب والوسائل الكثير، غير النبش في أصل اختيار العلم الوطني، أو تلطيخه بحمرة دماء، أولى أن نصون مستقبلها ولا نهدده بدعوى تكريم ماضيها . سيدى الرئيس أملي في وطنيتك ،و اعترافا مني بما أنجزت أو حاولت إنجازه لهذا البلد منذ توليك أمره ، فإني أناشدك أن تشطب نقطة تغيير العلم الوطني، من التعديلات الدستورية المرتقبة ولن تكون إن شاء الله من النادمين ؛ وهي كذلك نصيحة مني لك سيدي الرئيس ، لأنه في حالة ما إذا تمادوا في إقناعك بخطيهما الأحمرين القانيين، فإن تمرير تلك التعديلات باستفتاء شعبي لن يكون مضمون النتائج ، لأن عدد الرافضين في صف أغلبيتك، وفي صف المحايدين، ليس بأقل منه في صفوف المعارضة ، لكن الناصحين المخلصين في هذا الزمن لا يكادون ينطقون.
------------------
من صفحة الأستاذ شيخنا محمد فال على الفيس بوك