صرح مرجع التقليد الإيراني الكبير وأحد أساتذة حوزة قُم، آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي، أن المهدي، الإمام الثاني عشر للشيعة الذي يعتقدون أنه حي وغاب عن الأنظار منذ عام 260 الهجري، يتنقل في السماء بصحن طائر متطور جداً بسرعة البرق والصاعقة.
وأفادت وكالة «فارس» للأنباء التابعة للحرس الثوري أن ناصر مكارم شيرازي قال رداً على سؤال أحد اتباعه إن الإمام المهدي الغائب عن الأنظار يطير باستخدامه
وسيلة متطورة للغاية تشبه الصحن الطائر، وإنه يشق قلب السماء الواسعة بقوة كبيرة أقوى من الرعد وبسرعة فائقة تقترب من سرعة الصاعقة.
وأشار خلال حديثه عن رواية الإمام الخامس للشيعة، محمد الباقر، حول أن المهدي يستخدم السُحُب للتنقل، قائلاً «بالتأكيد الإمام الباقر لا يقصد الغيوم العادية، لأنها ليست وسيلةً للتنقل في السماء الواسعة، لأن السُحُب تسير بالقُرب من سطح الأرض، بل هذا الموضوع هو الإشارة إلى وسيلة متطورة للغاية وفائقة السرعة تظهر بالسماء على شكل الغيوم المتراكمة، وصوتها كالرعد وسرعتها تفوق سرعة الصاعقة، تشق السماء وتسير إلى الأمام، كأنها تشبه الصحن الطائر».
وأوضح مرجع التقليد الشيعي الكبير «المهدي بعد ظهوره إلى العلن الذي من غير الواضح توقيت ظهوره، سينشئ نظاماً قوياً يفوق جميع القدرات البشرية للتحكم
بالكَوْن كله، بحيث لا أحد يستطيع أن يتخيل ذلك اليوم، وسيكون الخلق والعالم كله بين يديه، والإمام المهدي سيصور الكَوْن في كف يده»، مضيفاً أنه لا الجبال ولا الكواكب ولا أي مرتفع ولا أي منخفض تستطيع أن تمنع تحكم المهدي بالكَون.
وواصل الحديث مشيراً إلى أنه دون هكذا نظام معلوماتي فائق لا يتمكن المهدي أن يتحكم بكل العالم، وأن الإمام الثاني عشر يحتاج لهذا التحكم لبسط العدالة
والأمن والسلام والاستقرار في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن النظام الإيراني يستخدم موضوع المهدي لإعطاء شرعية سماوية لولاية الفقيه، وسبق أن صرح ناصر مكارم شيرازي، أن سرّ النجاحات
المتتالية للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، هو علاقته الوثيقة والمتواصلة في أحد مساجد مدينة قُم مع الإمام المهدي.
وأكد إمام جمعة طهران، كاظم صديقي، أن خامنئي هو حجة الله على الأرض بالنيابة عن المهدي، مؤكداً أن ذنوب المسلمين الكثيرة وعدم طاعتهم للولي الفقيه أخّرت ظهور الإمام الـ12 إلى العلن، وأن ذلك جلب الويلات على الأمة.
وسبق أن قال عضو مجلس خبراء القيادة وخطيب جمعة مدينة مشهد، آية الله أحمد علم الهدى، «لا يحق لأعضاء مجلس خبراء القيادة مراقبة أداء قائد الثورة لأنه يأخذ
الاستشارة من الإمام المهدي الغائب»، مؤكداً تأييد المهدي لولاية خامنئي. وأضاف «أعطى الإمام المهدي مقدّرات الأمة الإسلامية بيد شخص واحد، ولا يمكن
لأية جهة أن تنتقد أداء الولي الفقيه وتقول إن القائد يرتكب الخطأ».
وفي خطوة أخرى صادق مجلس النواب الإيراني على مشروع قانون ينص على إعلان يوم 8 ربيع الأول من كل عام عطلة رسمية في إيران، لمناسبة ذكرى ما تصفه طهران «بدء ولاية وإمامة المهدي قبل 1200 عام».
القدس العربي